توقيت القاهرة المحلي 23:42:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرابعة ظهيرة 15 تموز

  مصر اليوم -

الرابعة ظهيرة 15 تموز

مصر اليوم

"راحت عليّ نومة؟" كلا.. أنا لا أقيل نهاراً، لا في رمضان ولا في شعبان؛ لا في عز الشتاء، ولا في أيام ظهيرة صيف رمضاني قائظ. ظهيرة 14 تموز، يوم ميلادي، كتبت عمودي اليومي عن ظهيرة يوم 15 تموز: "النقب.. لا أقل من نكبة ثانية".. مع هذا، راحت عليّ سهوة ساعة موعد تجمع المظاهرة في المنارة. لم يكن الموعد الخامسة بل الرابعة. في الخامسة كنت في الشارع الرئيسي ـ شارع ركب، على المنارة، لأشارك في المظاهرة، فإذا بها تحركت نحو "المقاطعة"، ثم حرفتها الشرطة كما قيل لي إلى شارع نابلس.. وفي السادسة عاد بعض الشباب إلى المقهى مشوبين متعبين. لا تبدو أهمية لعنونتي عمودي اليومي عن النقب في "يوم النقب" دون أن أشارك جسدياً في اليوم، لولا أن في سجلي المهني علامة مضيئة، فقد كنتُ السبّاق في صحف الفصائل، عن مقدمات ومجريات "يوم الأرض" في 30 آذار/مارس من العام 1976. معليش؟ المئات نقصوا واحداً، لكن بين "يوم الأرض" الأول، الذي صار اليوم الوطني الفلسطيني الأول، و"يوم الأرض" الثاني كنت في المنفى وصرت في أرض البلاد. حسب بيان "لجنة المتابعة" المنبثقة عن "اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية في إسرائيل" كانت هناك في ظهيرة يوم 15 تموز أكثر من 15 نقطة تظاهر في الجليل والمثلث والنقب، وأضيفت إليها نقاط في مدن الأرض الفلسطينية المحتلة، سوى أن الإضراب العام عمّ مرافق المدن والبلدات الفلسطينية في إسرائيل. الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي لوبا السمري قدمت تقريراً أمنياً عن تظاهر رافقه احتجاج ومناوشات وشغب سيطر عليه، وشعار يوم التظاهر الوطني الفلسطيني، في الجليل والمثلث والنقب والأراضي الفلسطينية، هو "قانون برافر لن يمرّ". مرّ القانون في تصويت قراءة أولى في الكنيست بغالبية 43 ضد 40 صوتاً، وقد يمرّ في القراءتين الثانية والثالثة، معدّلاً أو غير معدّل، لكن تطبيقه بمصادرة 800 ألف دونم وهدم 36 قرية غير معترف بها في النقب قد لا يمرّ بلا صدامات، لأنه يعني تركيز 250 ألف بدوي في 1% من أرض النقب، وهم يشكلون 30% من سكانه. هل أذكّركم بما قاله دايان، منتصف خمسينيات القرن المنصرم: "هنا كان استيطان عربي، وهنا صار استيطان يهودي.. نحن نحوّل بلداً عربياً إلى بلد يهودي". لكن.. في ذلك الوقت، كانوا "عرب إسرائيل" وكان "عرب المناطق" والآن، هناك شعب فلسطين، وفي وقت بين الوقتين تساءل عيزر وايزمن: إن اعترفت بـ "عرب المناطق" أنهم شعب فلسطيني.. فماذا أقول عن "عرب إسرائيل"؟ تقول صور المظاهرات في "يوم النقب" ما تقوله الصور منذ أوسلو، أي علم واحد لشعب واحد، وذهب قانون حظر العلم الفلسطيني و"التماثل مع شعارات وأعلام م.ت.ف" إلى النسيان. المساواة حقوق في إسرائيل، ومساواة تقرير مصير في فلسطين! التقطت مفارقتين بعد تمرير قانون برافر ـ بيغن في الكنيست، الأولى أن إسرائيل تستعد لهدم القرى البدوية غير المعترف بها، ومنها قرية نسيت اسمها لكن في وسطه حرف (الحاء) وسيقيمون مكانها مستوطنة عبرية باستبدال الحرف إلى (الهاء)، وهذا ما يفعله الاستيطان في بعض مناطق الضفة؛ وهذا يؤكد ما قاله دايان: نحوّل بلداً عربياً إلى بلدٍ يهودي. المفارقة الثانية أن غلاة اليهود المستوطنين يرسمون على جدران قرى الضفة علم إسرائيل، لكن غلاة الإسرائيليين صاروا يرسمون على جدران القرى البدوية الأربعين علماً فلسطينياً، ليقولوا ما معناه: لستم رعايا في دولة إسرائيل.. اذهبوا إلى فلسطين؟! كان "يوم الأرض" التأسيسي الأول قد جرى في ثلاث نقاط مركزية في الجليل: سخنين، دير حنا، عرابة. ثم صار يجري الاحتفال السنوي في المثلث والنقب، وكذا الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية ودول المنفى والشتات العالمي. سياسة دولة إسرائيل مع الشعب الفلسطيني فيها في أزمة، وسياستها إزاء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية في أزمة معه.. ومع العالم، أيضاً. هذه الأزمة المركّبة تجلّت في يوم 15 تموز، وفي عزّ ظهيرة يوم رمضاني، وربما تندلع الانتفاضة في النقب وليس في الضفة. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابعة ظهيرة 15 تموز الرابعة ظهيرة 15 تموز



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon