توقيت القاهرة المحلي 18:53:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شــرايــيــن USAID

  مصر اليوم -

شــرايــيــن usaid

حسن البطل

روى لي صديقي ونديمي الأثير، طلال رحمة، ـ رحمه الله ـ هذه القصة الصحافية المهنية ـ السياسية. في أوّل مقالة سياسية له في مجلة أسبوعية بيروتية كان يترأس تحريرها الزميل علي بلوط. استدعى رئيس التحرير المخرج الفني في حضور الكاتب المبتدئ، وقال له: أفرد صفحتين لمقالة الأستاذ طلال، وضع عنواناً لها: طُزْ في أميركا. صديقي أعاد كتابة المقالة مهنياً، ثم انتقل محرراً أدبياً إلى مجلة "الحوادث" اللبنانية، برئاسة سليم اللوزي، وأنا نسيتُ اسم مجلة علي بلوط، ولم أنس الطريقة البشعة التي اغتالت بها المخابرات السورية رئيس التحرير سليم اللوزي. المهم، ترك طلال مجلة "الحوادث" وانخرط محرراً "مخبوزاً" في "فلسطين الثورة" خبيراً في الشؤون اللبنانية، إلى أن ذهب في مهمة إلى مخيم "تل الزعتر" المحاصر.. ولقي حتفه في الطريق. كان طلال ماركسياً ينتمي إلى اليسار الثوري الجديد، لكن مقالاته كانت ذات لغة ثورية وأسلوب ليبرالي، بعيدة عن المُسَـلَّمات السياسية والعقائد، والمواقف المسبقة. كثيرون من الكتّاب الصحافيين، وأكثر بكثير من القرّاء المؤدلجين يكتبون أو يقرؤون في ضوء ووفق مُسَلَّمات ومواقف مسبقة، عقائدية أو فكرية أو سياسية قديمة. لعلّ الموقف من الولايات المتحدة هو بمثابة أغلظ الأوتار في هذا العزف، منذ كانت تنعت بالإمبريالية إلى أن صارت تُدان لعلاقتها الاستراتيجية بإسرائيل. قد تكون خطة جون كيري، غير المتبلورة بعد، لحلّ المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية هي بمثابة وضع مفاتيح، أو علامات طريق على "خارطة الطريق"، أي لجعل الحدود بين دولتي إسرائيل وفلسطين، أشبه بالحدود الأميركية ـ الكندية مثلاً، وسابقاً بالحدود الأميركية ـ المكسيكية، وليس بالحدود بين الكوريتين، وسابقاً بين الألمانيتين. علامات طريق على "خارطة الطريق" التي كانت خارطة صمّاء، ثم توضّحت بخطة "الحل بدولتين"، وإلى ذلك تقوم وكالة أميركية هي USAID منذ إقامة السلطة بصرف أكبر اهتمامها في تنمية فلسطين على إنشاء شبكة طرق فلسطينية، وتحسين شبكة توزيع المياه والتنقيب عن مصادر جديدة. آخر مشروع ستموّله الوكالة هو شقّ طريق جديدة بطول 4,5 كيلومتر إلى بيت لحم، دون الحاجة للمرور في منعطفات وادي النار الخطرة، أو العبيدية ودار صلاح، بما في ذلك إقامة جسر طويل ومرتفع، وبكلفة عشرات ملايين الدولارات. صحيح، أن تحسينات ذات شأن تمت على طريق وادي النار، الذي صار يضاء بالطاقة الشمسية، لكن كثافة حركة السير وزيادة كبيرة في أعداد السيارات، تستوجب شقّ طريق جديدة، دون أن يغني هذا عن مزيد من التحسينات على الطريق القديم! لا أعرف أطول الطرق الجديدة، أو القديمة المحسّنة التي تم شقّها أو تحسينها بأموال USAID، ولا أطوال شبكة طرق المستوطنات لكن بعض الفلسطينيين قالوا، غداة استقلال جنوب السودان إن في الدولة الناشئة 200 كم معبّدة، بينما في الضفة آلاف الكيلومترات من الطرق المعبّدة، الجيّدة، والحسنة، والسيّئة. يمكنك أن تقارن بين شبكة الطرق الفلسطينية قبل السلطة وأوسلو ووضعها الحالي، أو تتخيل كيف ستكون حركة السير من رام الله إلى بيرزيت لو بقيت الطريق القديمة على حالها، علماً أن عدد السيارات في رام الله الآن يكاد يعادل عدد السيارات في الضفة قبل السلطة وأوسلو. كثيرون ينسبون الطريق الممتازة بين القدس وأريحا إلى إسرائيل، علماً أن تمويلها جاء من الولايات المتحدة بعد مؤتمر "واي ريفر" وبكلفة 100 مليون دولار. لا يعني هذا أن USAID هي الطرف المموّل الوحيد لشبكة الطرق الجديدة أو المحسّنة في الضفة، ولكنها الوكالة الأكثر اهتماماً بشبكة شرايين الطرق الفلسطينية، وتقوم السلطة الفلسطينية بما تستطيع في هذا السبيل. للولايات المتحدة دور سياسي واقتصادي وأمني في بناء فلسطين، وحتى لو تعثّرت أو فشلت خطة جون كيري التي طرحها على "منتدى دافوس" مؤخراً، فإن USAID ستواصل مشاريعها لبناء شرايين الطرق في الضفة، وكأن الدولة الفلسطينية مسألة وقت يطول أو يقصر. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شــرايــيــن usaid شــرايــيــن usaid



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon