توقيت القاهرة المحلي 15:21:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كلام مناسبات على وتر» !

  مصر اليوم -

«كلام مناسبات على وتر»

حسن البطل

«الفرنسيات والفرنسيون» في الخطاب البروتوكولي الفرنسي الرسمي.

«سيداتي آنساتي سادتي» في الخطاب البروتوكولي الاحتفالي.

«أيها الإخوة المواطنون» في الخطاب القومي الناصري.

«يا جماهير شعبنا الفلسطيني» في الخطاب الفصائلي الفلسطيني.

هل سأختار في السنة الـ 27 لإعلان الاستقلال فقرة من شعر محمود درويش: «كلام مناسبات على وتر»؟

الشاعر العربي القديم «عنطز» وقال: «ملأنا البرّ حتى ضاق عنا/ وموج البحر نملؤه سفينا»؟!

الفلسطينيون ملؤوا أيام العام بالمناسبات، بالعطل، وبالأعياد.

«أحصيتُ من سنوات 33 يوم عطلة رسمية وحواشيها، ولمّا صارت العطلة الرسمية يومين، فإن يوم مناسبة أو يوم ذكرى يقع يوم الأربعاء أو الأحد سيجعل الموظف يُعطّل أربعة أيام!

تصيّدت شيئاً طريفاً، ففي يوم السبت دعت «القوى الوطنية والإسلامية» في رام الله إلى يومي تصعيد في الهبّة هما الاثنين والجمعة، ثم تذكّرت الذكرى الـ 27 لإعلان الاستقلال، فدعت إلى يوم تصعيد الثلاثاء ويوم تصعيد الجمعة؟ هذه بيانات تنوب عن بيانات الفصائل، وهذه وتلك «كلام مناسبات على وتر»، أي رصف كلام لا أثر له ولا تأثير على شبّان هبّة احتفلوا بالأمس، مع قالب حلوى وأقنعة وأعلام، بيوم ميلاد رفيق شاب في هذه الهبّة.

الآن، كلام له معنى: أين موقع ذكرى إعلان الاستقلال من عيد الاستقلال الفعلي؟ وأين موقع إعلان الدولة من واقع الاحتلال؟

إلى أبعد. أين موقع برنامج النقاط العشر 1974 حول «السلطة الوطنية الفلسطينية» من واقع سلطة وطنية بعد أوسلو، وبعد الانتفاضة الثانية؟

زرياب أضاف وتراً خامساً على آلة العود، وغيره أضاف لاحقاً. وتراً سادساً، وعدد المناسبات التاريخية الفلسطينية صار أكثر بكثير من مفاتيح البيانو، ولعلّ أبرزها: يوم الانطلاقة، ويوم الأرض، ويوم إعلان الاستقلال.. وجميعها تبدو، للجيل الحالي، كأنها «كلام مناسبات على وتر».. لكن إعلان الاستقلال أشبه بأغلظ أوتار العود، وهو وتر البَمّ. لماذا؟

للشاعر القومي قلم ويد في صياغة ثلاث خطب تاريخية في حشد المناسبات الوطنية الفلسطينية: خطاب عرفات في الجمعية العامة 1974 (غصن الزيتون وبندقية الثائر) وخطاب إعلان الاستقلال 1988، وأخيراً خطابه في رثاء رحيل عرفات (كان عرفات الفصل الأطول في تاريخنا).

بين برنامج النقاط العشر وتشكيل السلطة الوطنية مرّت 20 سنة، وبين إعلان قصر الصنوبر الجزائري وموضوعة «الحل بدولتين» مرّت سنوات أخرى.

حسناً، بين مؤتمر بازل للحركة الصهيونية ووعد بلفور مرّت سنوات، وبين وعد بلفور وإعلان دولة إسرائيل مرّت سنوات، وعمر هذا الصراع الحديث 130 سنة، وعمره التاريخي آلاف السنوات.

المهمّ، أن إسرائيليين لاحظوا ما يشبه «الهندسة العكسية» بين إعلان قيام دولة إسرائيل، وإعلان استقلال دولة فلسطين. يعني: علاقة الحفر الناتئ بالخاتم القديم بالحفر البارز.

ماذا، أيضاً، انظروا إلى مسنّنات التروس في نقل الحركة عكسياً من عمودية إلى أفقية، أو تشابه الأضداد.
هكذا هو الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أو نقوله: تقرير المصير الفلسطيني يؤثّر على المسار السياسي والأيديولوجي الإسرائيلي، والعكس صحيح، أيضاً.

بين دولتين ودولة مشتركة، سيكون الناتج هو الشكل الثالث لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. لماذا لا؟ ما دامت هذه الأرض أرض الديانات الثلاث، بعدما كانت ممرّاً (كوريدوراً) للحضارات والإمبراطوريات والغزوات القديمة.

في العدد السنوي من «فلسطين الثورة» 1982 حرّرت ملفّاً طويلاً بعنوان: «فلسطين حق اليوم، وحقيقة سياسية غداً». ها قد صرنا حقيقة سياسية «كان اسمها فلسطين وعاد اسمها فلسطين». لاستقلال الحق هو الحقيقة الجغرافية السيادية.

«نحن وإيّاهم.. والزمن طويل» كان عرفات يقول. عندما نرفز الشاعر القومي، قال: «سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل»!

نحن أوّل الديانات السماوية.. وآخر الدول!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلام مناسبات على وتر» «كلام مناسبات على وتر»



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon