توقيت القاهرة المحلي 16:30:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أسئلة محرجة" ؟!

  مصر اليوم -

أسئلة محرجة

حسن البطل

العنوان أعلاه هو كل تعقيب السينمائي مروان سلامة، الفلسطيني ـ السوري ـ الألماني، على عمود الأمس، المعنون "إسرائيل وحماس.. نحو أوسلو 2".
مساومة إسرائيل في الهدنة الثانية (أو الهدنة 12 كما تقول إسرائيل) برعاية مصر قد توصف بـ "هيك.. وهيك" أي فصل المطالب المعاشية والحياتية الفلسطينية عن مطالب تراها إسرائيل سيادية (وافقت على تحويل رواتب موظفي حماس عبر السلطة، ومدّ مدى الصيد البحري 9كم بحري في البداية، ومضاعفة الشاحنات من معابر إسرائيل إلى 600 يومياً).
.. ورفضت أساساً، الميناء والمطار؟
هل يذكّرنا هذا بخطة جورج شولتز، وزير الخارجية الأميركية، في بداية الانتفاضة الأولى، وعنوانها "تحسين ظروف حياة الفلسطينيين" تحت الاحتلال بديلاً من الاعتراف بتمثيل م.ت.ف ومفاوضتها؟
ليس تماماً، فهذه المرة توافق إسرائيل، بشكل غير رسمي حتى الآن، على "عودة" السلطة إلى غزة تدريجياً، وحتى سيطرتها التامة كما يقترح وزير المالية الإسرائيلي تومي لبيد!
حسناً، مطار وميناء ومعبر يربط غزة بالضفة، وجميعها كانت قبل الانتفاضة الثانية، وبخاصة قبل انقلاب "حماس" وأسر شاليت.
قصة المطار ومعبر ترقوميا معروفة (وقد جرّبته رغم حملي تصريحاً إلى معبر ايرز)، أما الميناء فإليكم قصته: في الأسابيع الأولى، أو الشهور الأولى، لتواجد عرفات في غزة "قرأ الفاتحة" مع بعض رجال الأعمال، الذين باشروا بناء "مكسر أمواج" يحمي مراكب الصيادين من أمواج الشتاء.
هذا تم، وما لم يتم هو مرسى أكبر، أطاحت أمواج شتاء عالية بأسسه، لأن رجال الأعمال افتقروا إلى الخبرة وربما التمويل.. ولاحقاً وضع حجر الأساس الرئيس الفرنسي شيراك.
من قراءة بنود المساومة الإسرائيلية حول مطالب المقاومة، قد تبدو استجابة إسرائيل الجزئية تذكّر، إضافة لجورج شولتز، ببرامج "النفط مقابل الغذاء" مقابل حروب التحالف الدولي على العراق، باستثناء أنها مقابل هدنة تصير هدوءاً، وهدوء يصير نزع سلاح حماس!
تقول إسرائيل إن "جولة الصواريخ" هذه لن تكرّرها حماس لقلة جدواها العملية، بينما ألحقت الهاونات تسعة قتلى في الجيش الإسرائيلي، الذي وجد حلاً جزئياً لمفاجأة ـ لا مفاجأة "الأنفاق".
من الآن، بدأت إسرائيل تستعد لجولة رابعة محتملة عن طريق منظومة تجريبية لكشف الأنفاق، ومدرعات غير مأهولة!
أدى قطاع غزة قسطه النضالي إلى العلا، والكفّ غالب المخرز؛ ومقابل مئات من ضحايا الأطفال، أنجبت النساء خلال شهر الحرب 4800 ولادة جديدة، ومبدئياً ستبدأ الدراسة في موعدها، وعلى اللاجئين إلى المدارس أن يتدبروا مأوى فصل الشتاء القريب، فالفلسطينيون اعتادوا العيش بعد الحروب في خيمة مهلهلة لا في "كرافانات" مرفّهة.
ثلاث حروب خلال ست سنوات، تختصرها قصة الفلاح ابراهيم التوم (85 سنة) المهجّر ثلاث مرات، ووالد عشرة أبناء. جانب من قصة مزارع بيارات البرتقال والليمون، أن المنازل المبنية بالخرسانة تقرض من مساحة الأرض الزراعية، فإن ازداد سكان غزة 80 ألفا سنوياً، فإن غزة ستصبح كتلة من الخرسانة بعد العام 2020، حيث التقديرات بأنها لن توفر أسباب الحياة لساكنيها.
قال لي زميلي طلعت الفلسطيني ـ الغزي إنه غادر القطاع للدراسة في مصر، وكانت معظم مساكن غزة من طبقة أو اثنتين، وعاد بعد أوسلو ليجد عمارات من 14 طبقة.
يبدو لي أن برامج إعادة البناء في غزة ستكون أبعد من الترميم، نحو تجمعات سكنية مركزة ومتقاربة للحفاظ ما أمكن على أرض زراعية.
حسب تقدير دنيس روس، المفاوض الأميركي السابق، فقد استخدمت "حماس" 600 ألف طن إسمنت لبناء الأنفاق، وهي كافية، بعد الحرب، لبناء مجمعات سكنية نموذجية بعد الدمار الشديد.
في طوكيو كما في بيروت، انتهزوا دمار الحرب العالمية الثانية في طوكيو، ودمار الحرب الأهلية بلبنان، في إعادة بناء قلب المدينة، بعد أن كان ذلك متعذراً لمشاكل عقارية معقدة في زمن السلم.
***
هناك أجوبة على الأسئلة المحرجة "مثل الترميم وإعادة البناء بعد خراب الحرب، لكن على "حماس" أن تجيب على أسئلة محرجة عن سياستها التي بدأت بعمليات انتحارية، إلى تعطيل مشاريع المطار والميناء ومعبر ترقوميا.. إلى الانشقاق.

"أجوبة محرجة" ؟
تعقيباً على عمود، الأمس، "إسرائيل وحماس.. نحو أوسلو 2":
Amjad Alahmad: المطلوب إسرائيلياً إنشاء دولة أو إمارة في غزة بعيداً عن الضفة الغربية وتحكمها "حماس"، لأنها تستطيع أن تحكم هذه الدولة أكثر من غيرها فهي، ظاهرياً، تحكم بالقرآن والسنّة وإطاعة الحاكم، وحكومتها ربانية. سأضرب مثالاً واحداً على أن الكثير يعتبرونها حكومة ربانية: حكومة "حماس" أدارت قطاع غزة منذ الانقلاب مالياً وإدارياً. هل سألها أحد عن ميزانية، أو موازنة.. أو عن إيرادات أو نفقات؟ بالطبع لا لأن من يؤيدها لديه إيمان بأنها نظيفة اليدين والقلب. لو هذا حصل في الضفة الغربية الدنيا ستقوم ولا تقعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة محرجة أسئلة محرجة



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon