توقيت القاهرة المحلي 23:53:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أسئلة محرجة" ؟!

  مصر اليوم -

أسئلة محرجة

حسن البطل

العنوان أعلاه هو كل تعقيب السينمائي مروان سلامة، الفلسطيني ـ السوري ـ الألماني، على عمود الأمس، المعنون "إسرائيل وحماس.. نحو أوسلو 2".
مساومة إسرائيل في الهدنة الثانية (أو الهدنة 12 كما تقول إسرائيل) برعاية مصر قد توصف بـ "هيك.. وهيك" أي فصل المطالب المعاشية والحياتية الفلسطينية عن مطالب تراها إسرائيل سيادية (وافقت على تحويل رواتب موظفي حماس عبر السلطة، ومدّ مدى الصيد البحري 9كم بحري في البداية، ومضاعفة الشاحنات من معابر إسرائيل إلى 600 يومياً).
.. ورفضت أساساً، الميناء والمطار؟
هل يذكّرنا هذا بخطة جورج شولتز، وزير الخارجية الأميركية، في بداية الانتفاضة الأولى، وعنوانها "تحسين ظروف حياة الفلسطينيين" تحت الاحتلال بديلاً من الاعتراف بتمثيل م.ت.ف ومفاوضتها؟
ليس تماماً، فهذه المرة توافق إسرائيل، بشكل غير رسمي حتى الآن، على "عودة" السلطة إلى غزة تدريجياً، وحتى سيطرتها التامة كما يقترح وزير المالية الإسرائيلي تومي لبيد!
حسناً، مطار وميناء ومعبر يربط غزة بالضفة، وجميعها كانت قبل الانتفاضة الثانية، وبخاصة قبل انقلاب "حماس" وأسر شاليت.
قصة المطار ومعبر ترقوميا معروفة (وقد جرّبته رغم حملي تصريحاً إلى معبر ايرز)، أما الميناء فإليكم قصته: في الأسابيع الأولى، أو الشهور الأولى، لتواجد عرفات في غزة "قرأ الفاتحة" مع بعض رجال الأعمال، الذين باشروا بناء "مكسر أمواج" يحمي مراكب الصيادين من أمواج الشتاء.
هذا تم، وما لم يتم هو مرسى أكبر، أطاحت أمواج شتاء عالية بأسسه، لأن رجال الأعمال افتقروا إلى الخبرة وربما التمويل.. ولاحقاً وضع حجر الأساس الرئيس الفرنسي شيراك.
من قراءة بنود المساومة الإسرائيلية حول مطالب المقاومة، قد تبدو استجابة إسرائيل الجزئية تذكّر، إضافة لجورج شولتز، ببرامج "النفط مقابل الغذاء" مقابل حروب التحالف الدولي على العراق، باستثناء أنها مقابل هدنة تصير هدوءاً، وهدوء يصير نزع سلاح حماس!
تقول إسرائيل إن "جولة الصواريخ" هذه لن تكرّرها حماس لقلة جدواها العملية، بينما ألحقت الهاونات تسعة قتلى في الجيش الإسرائيلي، الذي وجد حلاً جزئياً لمفاجأة ـ لا مفاجأة "الأنفاق".
من الآن، بدأت إسرائيل تستعد لجولة رابعة محتملة عن طريق منظومة تجريبية لكشف الأنفاق، ومدرعات غير مأهولة!
أدى قطاع غزة قسطه النضالي إلى العلا، والكفّ غالب المخرز؛ ومقابل مئات من ضحايا الأطفال، أنجبت النساء خلال شهر الحرب 4800 ولادة جديدة، ومبدئياً ستبدأ الدراسة في موعدها، وعلى اللاجئين إلى المدارس أن يتدبروا مأوى فصل الشتاء القريب، فالفلسطينيون اعتادوا العيش بعد الحروب في خيمة مهلهلة لا في "كرافانات" مرفّهة.
ثلاث حروب خلال ست سنوات، تختصرها قصة الفلاح ابراهيم التوم (85 سنة) المهجّر ثلاث مرات، ووالد عشرة أبناء. جانب من قصة مزارع بيارات البرتقال والليمون، أن المنازل المبنية بالخرسانة تقرض من مساحة الأرض الزراعية، فإن ازداد سكان غزة 80 ألفا سنوياً، فإن غزة ستصبح كتلة من الخرسانة بعد العام 2020، حيث التقديرات بأنها لن توفر أسباب الحياة لساكنيها.
قال لي زميلي طلعت الفلسطيني ـ الغزي إنه غادر القطاع للدراسة في مصر، وكانت معظم مساكن غزة من طبقة أو اثنتين، وعاد بعد أوسلو ليجد عمارات من 14 طبقة.
يبدو لي أن برامج إعادة البناء في غزة ستكون أبعد من الترميم، نحو تجمعات سكنية مركزة ومتقاربة للحفاظ ما أمكن على أرض زراعية.
حسب تقدير دنيس روس، المفاوض الأميركي السابق، فقد استخدمت "حماس" 600 ألف طن إسمنت لبناء الأنفاق، وهي كافية، بعد الحرب، لبناء مجمعات سكنية نموذجية بعد الدمار الشديد.
في طوكيو كما في بيروت، انتهزوا دمار الحرب العالمية الثانية في طوكيو، ودمار الحرب الأهلية بلبنان، في إعادة بناء قلب المدينة، بعد أن كان ذلك متعذراً لمشاكل عقارية معقدة في زمن السلم.
***
هناك أجوبة على الأسئلة المحرجة "مثل الترميم وإعادة البناء بعد خراب الحرب، لكن على "حماس" أن تجيب على أسئلة محرجة عن سياستها التي بدأت بعمليات انتحارية، إلى تعطيل مشاريع المطار والميناء ومعبر ترقوميا.. إلى الانشقاق.

"أجوبة محرجة" ؟
تعقيباً على عمود، الأمس، "إسرائيل وحماس.. نحو أوسلو 2":
Amjad Alahmad: المطلوب إسرائيلياً إنشاء دولة أو إمارة في غزة بعيداً عن الضفة الغربية وتحكمها "حماس"، لأنها تستطيع أن تحكم هذه الدولة أكثر من غيرها فهي، ظاهرياً، تحكم بالقرآن والسنّة وإطاعة الحاكم، وحكومتها ربانية. سأضرب مثالاً واحداً على أن الكثير يعتبرونها حكومة ربانية: حكومة "حماس" أدارت قطاع غزة منذ الانقلاب مالياً وإدارياً. هل سألها أحد عن ميزانية، أو موازنة.. أو عن إيرادات أو نفقات؟ بالطبع لا لأن من يؤيدها لديه إيمان بأنها نظيفة اليدين والقلب. لو هذا حصل في الضفة الغربية الدنيا ستقوم ولا تقعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة محرجة أسئلة محرجة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon