توقيت القاهرة المحلي 23:53:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل و"حماس".. نحو أوسلو 2

  مصر اليوم -

إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2

حسن البطل

ماذا أفعل؟ أنا سيئ الظن بسياسة حركة "حماس" ـ الفرع، وبالتالي بالحركة ـ الأصل "الإخوان المسلمون".. وبالتالي بالحركات والأحزاب الإسلاموية ـ الجهادية!
كتبت مقالاً في 12 تموز معنوناً "ضد المقاومة الدينية ومع المقاومة الوطنية"، ومرّ شهر تخللته هدن مخروقة، وهدنتان من 72 ساعة، وقد تليهما هدنة ثالثة ورابعة، معدودة بالأيام.. ثم بالسنوات، علماً أن "حماس" اقترحت، قبل حروبها الثلاث في غزة مع إسرائيل، "هدنة" مديدة من خمس سنوات.. وحتى عشر سنوات.. وأكثر، لقاء شروط ومطالب، سنجد بعض صداها في ما أصبح شروط الوفد الفلسطيني "الموحد" الذي يفاوض المصريين، الذين يفاوضون الإسرائيليين.
المعابر، مدى الصيد البحري، المناطق العازلة أمام الجدار، والمطار والميناء، كلها كانت متوفرة قبل سيطرة "حماس" على قطاع غزة.
نعم، يذمُّون أوسلو ويمدحون المقاومة، علماً أن فصائل معارضة لأوسلو انضمت، عملياً ولاحقاً، إلى انتخابات وفق أوسلو، بما فيها انتخابات 2006 التي أسفرت عن فوز "حماس" فوزاً كاسحاً.
الآن، تشارك فصائل المنظمة، الرئيسية في الأقل، في وفد يفاوض بالقاهرة على شروط تهدئة هل نسميها: أوسلو 2؟
السؤال هو: كيف تخرج حماس، ومعها الفصائل والسلطة والشعب، من فخ نصبه شارون بالانسحاب الأحادي من غزة!
يبدو لي أن ما يهم "حماس"، وتحت غطاء فصائلي، هو أن تفاوض إسرائيل بصورة غير مباشرة، كما وافقت على حكومة "وفاق" تعترف بشروط أوسلو الأولى.
أوسلو الأولى كانت نتيجة مفاوضات قادتها "فتح" التي قادت الفصائل في الكفاح المسلح، وفي الحروب والانتفاضات، وشارك مع "فتح" في أول انتخابات أوسلوية 1996 حزب صغير وفصيل صغير.. ثم لحقت بهما بقية فصائل م.ت.ف وحتى حركة "حماس" في انتخابات 2006.
فريق أوسلو ـ 1 فاوض ويفاوض إسرائيل مباشرة، أو عبر الوسيط الأميركي لكنه يتحمل اللوم لأن زمن أوسلو المفترض لتسوية تقود إلى حل تضاعف من 5 سنوات إلى 20 سنة دون حل. ويتحمل اللوم أيضاً لأنه ينسق مع إسرائيل (كأن كل مدد وإسناد الضفة لمقاومة غزة كان سيتم دون تنسيق؟).. وأخيراً، لأنه، رسمياً، مع "مقاومة شعبية" لا مع "مقاومة مسلحة".. وصاروخية كما في حروب إسرائيل على غزة تحت حكم "حماس"!
هل تتذكرون كيف شاركت التباساً م.ت.ف في مؤتمر مدريد؟ وكيف فاوضت في واشنطن بوفد يمثلها وليس من أعضائها؟ وكيف فاوضت مباشرة في أوسلو؟
يبدو لي أن ما يهم "حماس" هو من يفاوض (ولو بشكل غير مباشر) أي من يمثل الشعب، وبما أنها تقود مقاومة غزة، وكانت فازت في الانتخابات، فهي ترى في نفسها ممثلاً للشعب أو شريكاً أو وريثاً لسلطة أوسلو.
قبل مفاوضات مدريد وواشنطن.. وأوسلو، كانت للمنظمة "قناة اتصال" بالأميركيين أسفرت عن اعتراف أميركا بها، و"قناة اتصال" بإسرائيل أسفرت عن مفاوضات أوسلو الأولى والمباشرة.
يبدو لي أنه، تحت غطاء فصائلي ومقاومة صاروخية وغير صاروخية، ستكرر "حماس" ما فعلته فتح والمنظمة، أي "قناة اتصال" بإسرائيل تسفر عن هدنة، دون غطاء وفد فصائلي، وحتى دون غطاء دور وسيط مصري.
كيف سيتم "الربط" بين "ضفة" محكومة بأوسلو الأولى ذات المفاوضات المباشرة، و"غزة" المحكومة بأوسلو 2 ذات المفاوضات غير المباشرة؟
تقول "حماس" بنموذج حزب الله، لكن لبنان الدولة المستقلة غير فلسطين الساعية للاستقلال، علماً أن مشروعية حروب حزب الله غير مقبولة دولياً، بينما مشروعية المقاومة في فلسطين مقبولة دولياً من حيث المبدأ في الأقل.
***
كان والدي، رحمه الله، يرتّل بصوته الفضي في صلاة الصبح بخاصة "ربنا ولا تَحْمِل علينا إصْرَاً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به" إلى "لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها".
ضحايا غزة يعادلون، نسبة للسكان، أن تخسر أميركا في الحرب 3 ملايين مواطن أو جندي، وهو ما لم تخسره في حروبها منذ استقلالها عن بريطانيا إلى حروبها العالمية كافة.
ماذا لو كانت "حماس" بعد فوزها في انتخابات 2006 أعلنت ما تعلنه الآن من شروط للهدنة والتهدئة.. والتسوية المنفردة.. وأوسلو 2؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2 إسرائيل وحماس نحو أوسلو 2



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon