توقيت القاهرة المحلي 13:12:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكل في مأزق: السلطة وإسرائيل و"حماس"

  مصر اليوم -

الكل في مأزق السلطة وإسرائيل وحماس

حسن البطل

شو يعني؟ مليونا إسرائيلي في الملاجئ من وابل صواريخ، ومليون و800 ألف غزي مكشوفون لغارات الطيران الحربي؟
شو يعني؟ عشرة جرحى الإسرائيليين من الصواريخ، وأضعافهم من القتلى المدنيين الفلسطينيين.. وأضعاف أضعافهم من الجرحى.
شو يعني؟ خطاب نصر الله الشهير عن صواريخه التي تصل "حيفا وما بعد حيفا" بينما وصلت صواريخ الفلسطينيين إلى ضواحي حيفا، علماً أن حيفا أقرب إلى لبنان من قربها إلى غزة!
شو يعني؟ أن تعيد فضائيات فصائل غزة نشر لقطات من احتماء الإسرائيليين بالملاجئ، بينما يسقط سبعة مواطنين فلسطينيين في خان يونس، بينهم أربعة أطفال. الجيش أنذر هاتفياً بإخلاء منزل قائد في "حماس" فسارع الناس إلى تشكيل "درع بشري" لحماية المنزل. لم يردع إسرائيل عن القتل.
شو يعني؟ يوجه رئيس السلطة الفلسطينية خطاباً تلفازياً إلى شعبه ويوجه، في اليوم ذاته، خطاباً مكتوباً إلى مؤتمر صحيفة "هآرتس" عن السلام، كما فعل الرئيس الأميركي والأمير السعودي تركي بن فيصل.
***
خطف وخطف مضاد؛ خطف وقتل وخطف وقتل مضاد. تنقيط صواريخ من غزة على إسرائيل، ورد جوي إسرائيلي بإغارات على مراكز لحركة حماس (بعد أن ينصرفوا لرؤية مباريات المونديال).. فإلى تراشق بالصواريخ والقصف الجوي صار وابلاً.. فإلى حافة حرب!
هذه جولة جديدة ثالثة بين غزة وإسرائيل منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007، فمن يتحدث فيها عن توازن قوى أو من يتحدث فيها عن توازن ردع، أو من يتحدث عن شروط تهدئة جديدة: لإسرائيل شروط، ولحماس شروط.
إسرائيل تقول: "هدوء مقابل هدوء" لكنها تلوّح بعملية بريّة، واستدعت 40 ألفا من جنود الاحتياط، مقابل 70 ألفا حشدتهم في عملية عمود السحاب 2012، وسيحل جنود الاحتياط هؤلاء مكان جنود الخدمة الدائمة في الضفة الذين سيتوجهون إلى حدود غزة.
قائد الجناح العسكري لحماس حدّد شروط الهدنة الجديدة، ومنها إطلاق سراح أسرى صفقة شاليت الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.. لكن أهمها هو وقف تدخل إسرائيل في اتفاق المصالحة وعمل حكومة الوفاق؟!
حكومة الوفاق ولدت "خداجاً" بعد سبع سنوات من الانشقاق، وتريد إسرائيل تفكيكها "إمّا سلام مع حماس وإمّا سلام مع إسرائيل" كما قال نتنياهو، علماً أن فشل مفاوضات السلام مع إسرائيل دفع إلى حكومة الوفاق.
إسرائيل لا تريد، حقاً، تفكيك السلطة الفلسطينية لأن "حماس" سوف ترثها، ولا تريد إسقاط حكم "حماس" لغزة، لأن فصائل وجهات أكثر تطرفاً منها سوف تحل محلها (كما في العراق وسورية).
بذلك، لا يوجد لإسرائيل "حسم سياسي" لمشكلة السلطة الفلسطينية غير المفاوضات، ولا يوجد لإسرائيل حسم عسكري لسيطرة حماس على القطاع، وبين تعذّر حسم سياسي وحسم عسكري يقول قادة أجهزة أمن إسرائيليون إن مشكلة إسرائيل الأولى هي فلسطين، وليس قنبلة إيران، ولا امتداد الحركات الأصولية الجهادية في دول الجوار.
أبو مازن لن يحلّ حكومة الوفاق بعد ما لمّح إلى ذلك إثر اختطاف المستوطنين الثلاثة، لأن عملية الاختطاف لم تكن بأمر مركزي من قيادة حماس، كما استدرك خالد مشعل، وهو بعد اشتعال المواجهة الجديدة لن يحلّ حكومة الوفاق، ولو بقيت أشبه بمراسيم على الورق!
قد يكون صحيحاً أن خلية الخليل عملت من تلقاء نفسها في اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، وأن الانتقام الإسرائيلي المروّع وحرق الفتى حيّاً كان من عمل خلية متطرفة يهودية عملت من تلقاء نفسها، لكن خطف المستوطنين أدى إلى وقف إضراب المعتقلين الإداريين عن الطعام، وإلى حملة اعتقال إدارية طاولت مئات من كوادر "حماس" ومن محرّري صفقة شاليت، وحتى إلى إعادة اعتقال محررين سابقين عليها.
الاختطاف الذي نجح مرّة في غزة، فشل مرّات في الضفة، قبل الانشقاق وبعده، وأفسح المجال إلى جولة جديدة من التراشق الصاروخي والقصف الإسرائيلي الجوي.
.. وأيضاً، إلى خلاف داخل الائتلاف الحكومي حول الموقف من الاختطاف ومن مواجهة الصواريخ، وبنتيجته فك وزير الخارجية ليبرمان ائتلافه مع الليكود، وإن بقي في الحكومة.. وهكذا صارت كتلة "الليكود" تحكم بغالبية 19 مقعداً فقط، أي بعدد مقاعد حزب "يوجد مستقبل"، علماً أن الجناح الأكثر يمينية في الليكود يتحالف مع المستوطنين، ويكاد يسيطر على قرارات الحكومة، وقد يسيطر على حكومة إسرائيل في الانتخابات المقبلة.
لم تعد إسرائيل وفلسطين "جزيرة هدوء" عابر في بحر شرق أوسط عربي مضطرب، ولو أن اتفاقاً آخر لهدوء أمني آخر قد يتحقق، في غضون أيام وأسابيع، في غزة بين حماس وإسرائيل بوساطة عربية أو بدونها.. لكن السؤال هو: ماذا سيحصل في اليوم التالي لهذا الهدوء الجديد الذي تحطم لسبب سياسي هو رفض حكومة إسرائيل دفع ثمن السلام مع فلسطين.
إن الشجاعة العسكرية للمقاومة وحركة حماس، تقابلها شجاعة سياسية لرئيس السلطة، فالمقاومة لا تعبأ بموازين القوى، ورئيس السلطة يسبح في تيار سياسي معاكس لمعظم شعبه.. لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية يساير التيار الغالب في حزبه وائتلافه.
يبدو أن الجميع في مأزق: السلطة مع شعبها، وإسرائيل مع ائتلافها الحكومي اليميني، و"حماس" مع حصار إسرائيلي وحصار عربي، أيضاً.
من يتذكر أن مشكلة غزة هي في تأمين مياه الشرب وتصريف مياه المجاري والكهرباء.. وبطالة الناس، وكساد الأسواق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكل في مأزق السلطة وإسرائيل وحماس الكل في مأزق السلطة وإسرائيل وحماس



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon