توقيت القاهرة المحلي 13:47:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رام الله تبالي .. ولا تخاف!

  مصر اليوم -

رام الله تبالي  ولا تخاف

حسن البطل

بين مونديال اسبانيا ١٩٨٢ (فازت ايطاليا بالكأس وأهدته للصمود الفلسطيني في بيروت) ومونديال البرازيل الجاري، صارت للشعب الفلسطيني مناعة مكتسبة في هذا الصراع المديد مع اسرائيل.
كيف؟ كان هدف اجتياح لبنان ١٩٨٢، في ذلك الحزيران، هو تدمير م.ت.ف، وكان هدف اجتياح الضفة هو تدمير السلطة الفلسطينية .. وصار هدف "السور الواقي ٢" في هذا الحزيران المونديالي هو "القضاء على كل ما هو اخضر" كناية عن اجتثاث حركة "حماس"؟!
ماذا نقول عن هدف تدمير م.ت.ف؟ وضع الباحث يزيد الصانع مؤلفاً سميكاً تحت عنوان "الكفاح المسلح والبحث عن الدولة" (١٩٤٩ - ١٩٩٣) خلص فيه الى هذا الاستنتاج: الفشل. كبير المعلقين العسكريين الإسرائيليين الراحل، زئيف شيف، خالف استنتاج الصانع، وقال: الخروج من بيروت والعودة الى الأراضي المحتلة يشكل نقلة استراتيجية كبيرة في الكفاح الفلسطيني.
بين عام اوسلو، حيث توقف الباحث، وعامنا هذا، اخذ الكفاح الفلسطيني منحى سياسياً، ادى عالميا الى موضوعة "الحل بدولتين" وشعبياً خاضت السلطة والشعب امتحان الانتفاضة الثانية القاسي، وامتحان الانقسام الأخير .. والآن امتحان الوحدة .. والآن؟ امتحان الصمود أمام ما يقولون في إسرائيل أنه "السور الواقي 2" الذي بدأ من الجنوب الى الشمال (من الخليل الى نابلس) عكس "السور الواقي 1".
ما الذي يميز الشعب الفلسطيني وسلطته عن الشعوب العربية وأنظمتها؟ سنختصر بالقول: نحن نقاتل ونجابه الاحتلال من المسافة صفر. خبرنا إسرائيل عدواً ومحتلاً.. وخبرونا. خبرنا الإسرائيليين جنوداً وشعباً ومستوطنين أيضاً .. وخبرونا أيضا.
.. ومن ثم؟ نحن الممانعة والمقاومة .. ونحن القضية المركزية لإسرائيل (وأوروبا وأميركا) وإسرائيل القضية المركزية للفلسطينيين وفلسطين، وان انشغل العرب بحروبهم الأهلية وبتفكيك وحدة شعوبهم الوطنية .. وان وجدونا مذنبين في مشاكلهم، ولا ذنب لنا في هذا!
ليست فلسطين في بيروت 1982 هي فلسطين في رام الله 2014، وكان لنا في مونديال 1982 فائض من الحرب لنتابع بفرح كيف أهدتنا إيطاليا معنويا كأس العالم، ثم جاء جنودها ليحموا انسحابنا، وليلعبوا مع صبية المخيم كرة القدم.
لدينا، الآن، في رام الله ومدن فلسطين كثير فائض من الوقت لنتابع مباريات المونديال البرازيلي، ولنوزع انحيازنا للفرق المرشحة للكأس.. ولنحزن لأن الجزائر خسرت أمام بلجيكا.
لدينا، الآن، في رام الله برنامج يبدأ غداً، على مدى ثلاثة ايام، للمؤتمر الـ 56 لأبناء رام الله المغتربين (1000 مغترب - زائر و350 مغتربا - مقيما) ولدى البلدية، قبل دراما الاختطاف واثناءها وبعدها، برنامج لتجميل شوارع المدينة وحدائقها، ولدى المقاهي والمطاعم ان ترفع اعلام الدول المشاركة في المونديال.
لدينا، ايضاً، مهرجانات صيف، ومهرجانات فتية، ومعارض، وكل ما يجعل الحياة المدنية تسير في مجراها.
رام الله، بما هي عاصمة سياسية - إدارية للسلطة والشعب، تهتم وتبالي بحملة آلاف من جنودهم المختارين على الخليل (حيث 300 اأف مواطن في حصار) وحملة آلاف على نابلس (حيث على المسافر الى جنين صرف 7 ساعات سفر بدل نصف ساعة).
علمتنا الانتفاضة الاولى كيف نتحمل وطأة الانتفاضة الثانية، وعلمتنا الانتفاضة الثانية كيف نستخف بعملية "السور الواقي 2" وان نهتم ونبالي، لكن ليس ان نخاف لا على المنظمة ولا على السلطة ولا على حركة "حماس" ايضاً!
نعم، لا توجد مناعة لدينا من قنابل الغاز، لكن نذهب كل يوم وفي كل مكان الى مواجهات بين الحجارة وقنابل الغاز. لا توجد لدينا مناعة من الرصاص الحي، ولكن شهداء الرصاص الحي لا يردعون الشبان عن الذهاب الى المخاطرة (هل مات جندي واحد من رمية حجر؟).
توجد لدينا مناعة ضد الخوف من اقوى سلاح جوي، ومن دولة تملك مئات القنابل النووية، وأرتال من جراد الدبابات والمصفحات.. ولا يخاف المبتل من الماء، ولا يخاف من هو تحت الاحتلال مواجهة الاحتلال.
ربما تحسب الجيوش العربية حساباً للجيش الإسرائيلي، وتحسب النظم العربية حساباً لدولة إسرائيل، وربما تحسب الشعوب العربية حساباً للحكام العرب المستبدين.. وربما لم تعد إسرائيل تحسب حساباً للجيوش والنظم والحكومات والزعماء العرب، او تحسب حساباً لحزب الله وحماس وداعش والنصرة .. ولكنها تخطئ الحساب للشعب الفلسطيني وسلطته، ولأشكال كفاحه من الانتفاضات العامة، الى الانتفاضات الموضعية، ومن العمليات الانتحارية، الى اختطاف جنود ومستوطنين: الشعب الفلسطيني لن يستكين تحت الاحتلال، لا في مرحلة أنظمة المقاومة والممانعة ولا في مرحلة انهيار النظم والدول القطرية العربية.
اذا لم تعد فلسطين القضية المركزية للنظام في الكثير من الشعوب العربية، فهي صارت منذ اجتياح بيروت لتدمير المنظمة، واجتياح السور الواقي لإنهاء الانتفاضة و"الإرهاب" تشكل القضية المركزية لإسرائيل وشعبها وجيشها ومستوطنيها، كما إسرائيل هي القضية المركزية لفلسطين وشعبها.
هذا ليس صراعاً بين الفصائل وإسرائيل، بل بين شعب ودولة محتلة، او بين شعب وشعب، او بين تقرير مصير فلسطين، ورسم مسار جديد لإسرائيل .. ومن الصراع العربي - الإسرائيلي الغابر، الى أساسه: صراع فلسطيني - إسرائيلي.
الاختطاف، الانقسام، الانتفاضات، الاجتياحات، والعمليات الانتحارية، والمظاهرات، واللقاء مع اليساريين الإسرائيليين .. كلها جزء من مواجهة تاريخية، سواء حاولت أميركا حلها ام فشلت في ذلك.
من زمان قال إسرائيليون: هل نتحمل كما يتحمل الفلسطينيون؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رام الله تبالي  ولا تخاف رام الله تبالي  ولا تخاف



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon