توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"ربّ البيت قد جنّ"

  مصر اليوم -

ربّ البيت قد جنّ

حسن البطل

مقهاي له بابان، أمامي مغلق في رمضان حتى الإفطار، وخلفي مفتوح في شهر الصيام والإضرابات.
على مدار الساعة، تقريباً، يبث تلفاز المقهى شرائط عن حرب تراشق، صاروخي - جوي .. إلا في وقت المسلسل السوري، ومباريات المونديال، وبعض أحاديث رئيس السلطة.
تذكرنا حرب تموز (رمضان) المسماة فصائلياً "البنيان المرصوص" بحرب تموز ٢٠٠٦ بين حزب الله وإسرائيل، حيث دارت المعركة، تراشقاً، ٣٤ يوماً، بالصواريخ والقصف الجوي، بعد اختطاف حزب الله جنديين هما غولد فاسر والداد ريغيف.
لا أعرف ما اسم العملية الإسرائيلية، لكن أتذكر أن رئيس الوزراء، آنذاك، إيهود أولمرت، قال: "رب البيت قد جنّ".
في ١٧ / ٤ / ٢٠١١ حصلت عملية في مستوطنة ايتمار اسفرت عن مصرع خمسة مستوطنين (الأب والأم وثلاثة من الأولاد) لكن اسرائيل لم تطلق عملية عسكرية انتقامية واسعة النطاق.
منذ سنوات، صار الشعب الاسرائيلي فائق الحساسية لأمرين: اختطاف مستوطنين، كما جرى في الخليل، واطلاق رشقات صاروخية على الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
التراشق الصاروخي - الجوي في جولة اسمها اسرائيليا "الجرف الصامد" وفصائلياً "البنيان المرصوص".
هل ان نتنياهو "قد جنّ" وسيأمر بعملية برية، ستؤدي الى تقطيع اوصال قطاع غزة، بهجوم مدرع في هذه الجولة الثالثة من الحرب، يقف الفلسطينيون وحدهم (تراشق صاروخي - جوي في القطاع، وتراشق حجارة في الضفة).
من يقرأ صفحة "الرأي" في الأيام سيدرك ان هامش "الوحدة الوطنية" الفلسطينية اقوى من هامش خلافات الرأي "الديمقراطية" في الحكومة والجيش والمجتمع الاسرائيلي.
في الحقيقة أن اركان البث التلفازي لفضائيات المقاومة، لا تتعدى اربعة عناصر: صواريخ تزمجر، سيارات الاسعاف في مستشفيات غزة تولول، الابنية المدمرة، كليا أو جزئياً، وتشييع الشهداء.
كان عدد ضحايا حرب تموز ٢٠٠٦ من المدنيين اللبنانيين ١١٩١ خلال ٣٤ يوما، لكن بعد خمسة أيام من البنيان المرصوص، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين حوالي ١٣٠ (مرشح للازدياد) لكن إعلام الفضائيات لا يتحدث عن عدد المقاتلين وعدد الضحايا المدنيين.
الحقيقة أن قلمي "ثقيل" في تناول الحرب الجارية التي تذكر بالتراشق الصاروخي - المدفعي المصري خلال حرب اكتوبر، والرد الجوي الاسرائيلي.
لماذا ثقيل، لأن عمري صار ٦٩ سنة، وهي جميعاً حروب وقصف اسرائيلي، ومدنيون يبحثون عن مأوى، وكثير من الشهداء، مقابل القليل من خسائر العدو.
إن التعبئة الزائدة لقنوات الفصائل الفضائية (فلسطين اليوم، القدس، الأقصى) قد تعطي مفعولا غير مشجع، لأن الناس تتفرج على "الحرب" واحيانا تخرج في تظاهرات تضامن، وتراشق بالحجارة وقنابل الغاز والرصاص المطاطي.
سنلاحظ أن حرب ٢٠٠٦ كانت انفرادية بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي، رغم ان الوضع العربي لم يكن بالغ السوء على ما هو عليه الآن، علماً ان غزة لم تشارك في دعم حزب الله بفتح جبهة صاروخية.
حرب ٢٠١٤ هي انفرادية ايضا، بين غزة واسرائيل، مع مشاركة الضفة في "تراشق حجارة" "حرب شعبية" وهذا يعني ان غزة متروكة لمصيرها، ربما يذكر بقول محمود درويش: "منكم السيف ومنا دمنا" باستثناء حساسية اسرائيلية مفرطة رشقات الصواريخ، ومدياتها التي وصلت حيفا.
ان هي الا أيام حتى نعرف ان "رب البيت قد جن" اي حكومة نتنياهو، او ان جهود التهدئة والعودة الى تفاهمات "عمود السحاب" ٢٠١٢ سوف تثمر.
من الواقع ان هدف الحرب الاسرائيلية سياسي اولاً، وليس عسكريا بالذات، أي ارغام السلطة وحماس على فك شراكة "حكومة الوفاق"، وهو امر لن يفعله رئيس السلطة في معمان الحرب، يبدو لي ان "العملية البرية" التي تلوح بها اسرائيل، هي التي ستشكل تطوراً عسكرياً وسياسياً معتبراً، وليس التراشق الصاروخي - الجوي.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربّ البيت قد جنّ ربّ البيت قد جنّ



GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 07:43 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

GMT 07:31 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 07:30 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon