توقيت القاهرة المحلي 23:59:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستوكلي كارمايكل، أبو فادي الترشحاوي .. وأبو مازن!

  مصر اليوم -

ستوكلي كارمايكل، أبو فادي الترشحاوي  وأبو مازن

حسن البطل

١ - ستوكلي كارمايكل: كان من زعماء "الفهود السود" الأميركية، التي سبقت حركة الحقوق المدنية وقائدها مارتن لوثر كنغ (قتل).
غبّ حزيران ١٩٦٧ زار كارمايكل دمشق، وحاوره الشاعر ممدوح عدوان. اذكر من الحوار قول كارمايكل: يبدأ النصر باستخدام مفردة، وجملة مغايرة لمفردات وجمل وعبارات ومصطلحات سائدة.. أي خطاب يقابل خطاب .. ورواية تقابل رواية.
٢ - زرت ترشيحا ضيفاً على "ابو فادي"، نائب رئيس بلدية ترشيحا / معلوت. حكى لي عن أخطاء عملية معلوت مطلع سبعينيات القرن الماضي، ومنها ان الخلية سألت عجوزين فلسطينيين عن مدرسة المستوطنة، ثم فتكت بهما خشية الإبلاغ عنهما.
سألته سؤالاً آخر. قال: "والله .. الناس ناس. في ناس عرب عاطلين .. وفي ناس يهود كويسين. صحيح ان العاطلين قلة والكويسين قلة .. لكن كما قال اميل حبيبي: لا ترمي الطفل مع مياه الشطف.
٣ - أبو مازن تحدث أمام المؤتمر الوزاري الـ ٤١ لمنظمة التعاون الإسلامي - جدة. الفيسبوكيون سارعوا الى الاجتزاء من خطاب ابو مازن. أهملوا ما قال حول المصالحة، وما قاله يقوله قبل وأثناء وبعد إعلان حكومة الوفاق. المختصر: "حكومة وانتخابات" انجزنا الحكومة.. والعالم أيد الوفاق (باستثناء إسرائيل). نحن مع المقاومة السلمية الشعبية، وهذا لا يتعارض مع التنسيق الأمني الذي يلومنا البعض عليه، ولكننا نحمي شعبنا من فوضى الانتفاضة الثانية.
حول القدس لا خلاف على خطاب أبو مازن: القدس الشرقية ارض محتلة. فلسطين بلا القدس عاصمة لها ليست دولة.
حول المختطفين الإسرائيليين الثلاثة ثار اللغط، لأن أبو مازن قال انهم بشر مثلنا ونحن حريصون على أرواح البشر، ومن قام بالاختطاف يريد أن يدمرنا "لذلك سيكون لنا معه حديث آخر وموقف آخر"!
قال: لسنا مسؤولين عن أمن إسرائيل في المنطقة (سي) نحن توازنا مع إسرائيل سياسياً، ولا طاقة لنا على مواجهتها عسكرياً. لذلك ننسق معهم.
يقال: لكل مقام مقال. يقال: لكل زمن دولة ورجال. سنقول ان الشعب الفلسطيني لم يجمع على قادته يوماً. كان الشقيري لمرحلة دور فلسطيني مساعد في مرحلة التحرر القومي العربي. كان عرفات قائداً لمرحلة التحرير الوطني .. والآن فإن أبو مازن لمرحلة الدولة الوطنية.
الفارق بين عرفات وعباس لا يختصره الفارق بين الكوفية على الرأس وربطة العنق، وقد سألني صديق على "الفيسبوك" ماذا كان عرفات سيقول لو أن الاختطاف كان في رئاسته للسلطة؟ قلت انه كان سيضع العمل في إطاره .. وهذا ما فعله أبو مازن بكلمات تناسب الظرف والزمان والمرحلة والوضع السياسي والأمني بين إسرائيل وفلسطين.
ابو مازن هو كبير المدافعين عن مبادرة السلام العربية، علماً ان عرفات كان معها، وسورية بتأثيرها على لبنان، هي التي حالت دونه والمشاركة في الإعلان عنها ببيروت.
أبو مازن كبير المدافعين عن الحوار مع الإسرائيليين، وفي هذا لا يختلف عن عرفات. أبو مازن كبير المدافعين عن إقامة دولة فلسطينية، وأبو عمار كان في المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر اول رئيس رمزي للدولة الفلسطينية.
الإسرائيليون يأخذون على عرفات انه يتحدث بالعربية غير حديثه بالإنكليزية، والى الإسرائيليين غير حديثه الى شعبه، وانه لا يقرن الأقوال بالأعمال، ويبطن غير ما يظهر.
لكل مقام مقال، ولكل زمن دولة ورجال، وأبو مازن يتحدث بالعربية الى شعبه، وبالإنكليزية الى الإسرائيليين والعالم باللغة ذاتها.
اذا كان شرط المصالحة هو: حكومة وانتخابات وتمكن من تشكيل حكومة غير فصائلية تنفذ سياسته، فإن عملية الاختطاف أطلقت سعاراً سياسياً إسرائيليا ضده وضد السلطة، وحملة قمع واعتقالات وإغلاق طرق مسّت بالشعب الفلسطيني كله.
أما شرط السلام مع إسرائيل فهو: انسحابات ودولة مستقلة. شروط الأمن والانسحاب يمكن التفاوض عليها، لكن شرط الدولة لا تفاوض عليه.
الحقيقة إن عرفات كان صريحا ومباشراً اكثر من ابو مازن فيما يخصّ مشكلة حق العودة، حيث قال: بما لا يخل بتوازن إسرائيل الديموغرافي، بينما يقول أبو مازن أن العودة خاضعة للتفاوض وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، ويقال أنه الذي شجع عرفات على رفض مقترحات إيهود باراك في قمة كامب ديفيد ٢٠٠٠.
إسرائيل تقول ان المقاومة الشعبية السلمية التي يدعمها أبو مازن هي "إرهاب شعبي" وهذا يخالف حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، كما يخالف وجود المستوطنين القانون الدولي.
اغتنمت إسرائيل قصة الاختطاف لمحاولة إمساك زمام المبادرة، بعدما امسك أبو مازن بالمبادرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستوكلي كارمايكل، أبو فادي الترشحاوي  وأبو مازن ستوكلي كارمايكل، أبو فادي الترشحاوي  وأبو مازن



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon