توقيت القاهرة المحلي 17:42:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صعبة وطويلة

  مصر اليوم -

صعبة وطويلة

حسن البطل


 وإذن؟ لعلّها حرب الاستنزاف الثانية التي تخوضها مصر. الأولى كانت في عامي 1970ـ1971 ضد الجيش الإسرائيلي؛ والثانية ضد الإرهاب الجهادي الذي تصاعد في سيناء بعد إزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم.
في الواقع، كانت مصر الناصرية قد واجهت إرهاباً إسلاموياً عابراً منتصف خمسينيات القرن المنصرم، وذروتها كانت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.
في ذروة أخرى، تمّ اغتيال الرئيس أنور السادات في «حادثة المنصّة» الشهيرة، وفشلت محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء وجوده في قمة أفريقية بأديس أبابا.
الموجات الإرهابية السابقة، وبخاصة في حكم مبارك تركزت على عمليات ضد السياح الأجانب في صعيد مصر، ومنطقة الأهرامات، ومنطقة شرم الشيخ.
في هذه الموجة، الأصعب والأخطر، تتركز العمليات الارهابية في سيناء ضد الجيش المصري، وقليلاً ضد أجهزة الأمن وأفرادها في «بر مصر».
لماذا هي صعبة؟ لأن مساحة صحراء سيناء ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، وهي تدور بين جيش نظامي وحركات عصابية.
جميع الموجات الإرهابية، منذ جمال عبد الناصر حتى عبد الفتاح السيسي مرتبطة بشكل أو بآخر، بحركة الإخوان المسلمين، التي وصفها السيسي بأنها «أقوى تنظيم سرّي في العالم»؟!
الجيش المصري أنهى في 30 حزيران حكم الإخوان المسلمين في مصر. لماذا؟ لأن السيسي سمع من قائد كبير في تنظيم الإخوان المسلمين قوله، قبل أيام من ثورة التصحيح، «ستجد من كل ربوع الدنيا ناس ستأتي لمقاتلتكم» لهذا السبب، يتم تركيز العمليات الجهادية ضد الجيش المصري، المقيّد في انتشاره بسيناء ببروتوكولات معاهدة كامب ديفيد، حتى دون هذه القيود فالحرب شاقة بين جيش وحركات عصابات. 
لا حاجة لمزيد قول إن أمن سيناء من أمن مصر، والأمن العربي من أمن مصر، وبخاصة بعد العام 2011، وبالذات بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر.
ضمناً لا صراحة اتهم السيسي حركة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الهجمات الارهابية، لكن محكمة مصرية أصدرت، في اليوم السابق حكماً إثر دعوى من محام، اعتبر أن الجناح العسكري لـ «حماس» هو تنظيم ارهابي.
أحد قادة «حماس»، صلاح البردويل، وجد مفارقة بين هذا الحكم القضائي من محكمة مصرية، وبين رفع محكمة أوروبية حركة «حماس» من قوائم الارهاب.
هذه ليست مفارقة إلاّ شكلاً، لأن أوروبا ميّزت بين «شين فين» السياسية الايرلندية وبين جناحها العسكري المتهم بالإرهاب «الجيش الجمهوري الايرلندي» IRA، كما تميز بين حركة «فتح» السياسية والسلطة الفلسطينية وبين كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري للحركة.
في المقابل، «حماس» لا تميز نفسها عن ذراعها العسكرية «القسام»، من الصعب التمييز بين حركة في غزة هي جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والتنظيم الأم في مصر، أو حتى بين «القسام» و»كتائب بيت المقدس» التي أعلنت البيعة للدولة الإسلامية في الشام أو العراق.
تصاعدت العمليات في سيناء بعد إعلان مصر عن توسيع قناة السويس، ويشمل هذا المشروع الضخم، ستة أنفاق تحت قناة السويس، تمهيداً لإعمار سيناء وإسكانها، لكنه سوف يسهل نقل الدبابات إلى سيناء في حالة حرب بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي لا تنظر إليه إسرائيل بارتياح، فهي ترى في جزء من سيناء إمكانية مستقبلية لتوسيع قطاع غزة ثلاثة أضعاف واعتبارها «دولة فلسطين»، أو «إمارة غزة الإسلامية».
مصر ستعاني، سنوات قد تطول، من الارهاب، لكن الشعب الفلسطيني في غزة سيعاني من حصار مزدوج: إسرائيل من جهة ومصر من جهة أخرى، ومعه ستعاني السلطة الفلسطينية بين تأييدها لمصر ومتاعب شعبها في غزة، كما يعاني الشعب الفلسطيني في سورية لأنه في سورية التي تعاني «حرباً عالمية» من الحركات الإسلامية المسلحة ومن عزلة دولية.. وخراب عميم!
المشكلة أن الحركات الإسلامية ترفع «المقاومة» شعاراً وحجة ضد السلطة الفلسطينية، بينما أن المقاومة الحقيقية هي تكامل النضال العسكري مع النضال السياسي الذي تخوضه السلطة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل قوية عسكرياً، لكن ضعيفة سياسياً بسبب الاحتلال لفلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعبة وطويلة صعبة وطويلة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon