توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرق لبناني على النحاس الفلسطيني!

  مصر اليوم -

طرق لبناني على النحاس الفلسطيني

حسن البطل

إلى إميل حبيبي تُنسب عبارة: لا تلوموا الضحية، أما عبارة «الشعب الفلسطينية ضحية ـ الضحية» فهي تُنسب إلى الكثيرين.
غير أن اللبناني أسعد أبو خليل، الذي قدّم نفسه كمناضل لبناني علماني ويساري في «الزمن الجميل» الفلسطيني، فلا يكتفي بلوم انحدار المسار الفلسطيني من الفداء إلى الثورة فالمنظمة والسلطة، بل يلوم الشعب الفلسطيني، في مقالة مسهبة نشرتها «الأخبار» اللبنانية.
من موقع المشاركة والمحبة إلى موقع الخيبة من حال القضية الفلسطينية، وحال الشعب الفلسطيني.
يهمنا كفلسطينيين الطرق اللبناني، بالذات، على النحاس الفلسطيني، لأن الفلسطينيين، بدورهم، طرقوا التركيبة والصيغة والكيان اللبناني، كما لم يفعلوا في «الزمن الجميل» الثوري في دولة عربية أخرى، حيث قيل إنهم كانوا «دولة داخل دولة»!
لم تتغير تركيبة الكيان اللبناني، لا في الزمن الفلسطيني العاصف فيه، ولا من قبل أو من بعد، ولا «الزمن الجميل» الثوري الفلسطيني غير واقع النظام العربي، القومي والقطري إلى الأحسن، بل تغيّر نحو الأسوأ. بل إن شروط الوجود المدني الفلسطيني في لبنان لم تتغير.
سأختار ثلاث طرقات لبنانية على النحاس الفلسطيني، بعد خروج قوات المنظمة من بيروت:
كتب رئيس تحرير جريدة «السفير» البيروتية، طلال سلمان، مقالة عن فضل الفلسطينيين على لبنان، بعد النكبة الفلسطينية في مجالات الاقتصاد، الزراعة، السياحة، الجامعات، وحتى الصحافة والثقافة والفن.
هذه شهادة مهمة، لأن «السفير» تأسّست مع «الزمن الجميل» الفلسطيني في لبنان، وبداية الحرب الأهلية بين دعاة «لبنان العربي» ودعاة «الكيانية اللبنانية».
هناك لبنانيون يقولون إن الدور الفلسطيني الثوري في لبنان قلب مفهوم المارونية السياسية المسيطرة من «قوة لبنان في ضعفه» كما كان يقول الرئيس المؤسّس لحزب «الكتائب اللبنانية» الشيخ بيار الجميّل، وجعل لبنان «كومونة» ثورية عربية وعالمية، حتى قال مناوئو المنظمة في لبنان إنها «المظلة الأم لسائر الحركات الارهابية في العالم»!
الآن، لدى إسرائيل مشكلة مع «حزب الله» لعلّها أكبر من مشكلتها مع قوات المنظمة وحلفائها اللبنانيين والعرب والدوليين، علماً أنه تشكل في «الزمن الجميل» الفلسطيني!
الأديب والكاتب الصحافي والمناضل اللبناني في صفوف «فتح»، إلياس خوري، لا يلوم الشعب الفلسطيني، ولا يخذل نضاله، لكن قال: أنا لا أحبّ فلسطين، بل أحبّ الشعب الفلسطيني، وبالطبع لا يحبّ «أوسلو» ولا السلطة الفلسطينية، وغير مستعد لزيارة فلسطين وهي تحت الاحتلال.
إلياس خوري علماني وعروبي، واختار القضية الفلسطينية محوراً لكتبه ورواياته، وكتاباته الصحافية.
عتاب ولوم المناضل أسعد أبو خليل، من موقع العداء للكيانية اللبنانية والأردنية والفلسطينية إلى موقع العروبة اليسارية العلمانية والتحرير الشامل لفلسطين!
عتابه، كما يقول أهل الشام «على قدر المحبّة» إلى موقع المصارحة في عدة نقاط: 
كيف أصيب الشعب الفلسطيني بلوثة الطائفية، بعدما كان في لبنان مثالاً للتضامن العلماني والوطني، وحتى قبل النكبة، وفي العشرينات والثلاثينات، كان يميز بين اليهود والصهاينة؟.
كيف صاروا في رام الله، يقاومون الاحتلال بـ «قرع الطناجر النحاسية» والبعض يدعو إلى المقاومة الشعبية السلمية؟!
كيف انتهى «القرار الفلسطيني المستقل» إلى استبعاد النضال الأممي، والتحالف مع أسوأ الأنظمة العربية؟
بقية النقاط انتقال شعار «المقاطعة» للبضائع الإسرائيلية ودعاة «التطبيع»، وكيف صار محمد دحلان بديلاً من جورج حبش، وتحالفات فلسطينية في لبنان حتى مع بقايا ميليشيات طائفية، بدلاً من التحالف مع «حزب الله» مثلاً؟!
.. وأخيراً، نقطة جوهرية: «كان الشعب الفلسطيني يمثل أفضل الجوانب التقدمية والتحررية في العالم العربي، وكانت نساء فلسطين في لبنان في الطليعة..» والآن صارت مخيمات فلسطينية لا تختلف عن قبائل أفغانستان.
خلاصة خيبة الأمل: حال الشعب الفلسطيني تسوء باستمرار. الشعب الذي علّمنا التغيير والثورة بحاجة للثورة والتغيير؟!
***
هذه طفولة ثورية (يشارك فيها فلسطينيون!) لعلّ خير من نقدها هو شاعرنا القومي الذي قال عن شعبه: «عليك أن ترث السماء من السماء»، أو تحميل الشعب ما لا طاقة له به.
كان عرفات في «الزمن الجميل» الفلسطيني يشكو من «زمن عربي رديء» والآن فإن هذا زمن عالمي وإسرائيلي وإسلامي «رديء» وبالغ الرداءة. مع ذلك، لا يمكن القول إن حال الشعب من حال الأمة أو «هذا الطين من هذه المطينة» فكيف يفكر ناس بلاد «الربيع العربي» وهم يرون الفلسطينيين يخوضون حرباً وطنية، وليس حروباً أهلية وطائفية؟!.. ولكن تحت أي شعار؟ «لا نقول إن شعبنا أفضل شعب لكن لا شعب أفضل من شعبنا».. ولا حتى «شعب الله المختار».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق لبناني على النحاس الفلسطيني طرق لبناني على النحاس الفلسطيني



GMT 18:32 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 18:30 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 18:29 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 18:27 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

GMT 18:26 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«هشام وعز والعريان وليلى ونور وكزبرة ومنى ومنة وأسماء»

GMT 16:40 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الوطن هو المواطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon