توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتحية

  مصر اليوم -

فتحية

حسن البطل

من د. فيصل درّاج: «في مسار فتحية السعودي ما يستدعي النظر الروائي إلى العالم، الذي يحاور إنساناً انتهى إلى حيث لا يريد، ويرصد طريقاً يخادع السائر فوقه، ويقوده إلى موقع لم يتوقعه».

«(..) ومع أن القول، في «أنبياء وأطفال»، يمرّ على تجارب الأنبياء، فإن فتحية السعودي، التي تستولد الأمل من اللامتوقّع، تعطف تجربتها على تجاربهم، وتستحضر من التجربتين الضوء الذي تريد».
«هل أولد في رحم أخرى؟
«ها أنا أخطو نحو مصير جديد
«وأنجو من موت ثان»
من جون برجر (روائي وكاتب وناقد بريطاني): «هذا كتاب آسر ومميز، لا للموضوع الذي يتناوله فحسب، بل للصوت الصادر عنه. فأنا لم أسمع مثل هذا الصوت من قبل (..) اختارت السعودي بدء كتابة الشعر بالانكليزية، لا بلغتها الأم. وهي انكليزية سلسة ومعطرة بالشرق، بما تحويه من ايقاع متناغم واستخدام غير متوقع في التراكيب. فأنت تشعر كأنك تبحر فوق بحر ما، لتنقلك فجأة فوق امواج بحر آخر. وهذا ما استحوذ عليّ (..) وهذا كما اتخيل ينبع من العربية الكلاسيكية وايقاع القرآن، كأن الكلمات تغني لها (..) هذا كتاب يستحق العرفان».
في كتابها الجديد عام ٢٠١٤ «اطفال وأنبياء» تقوم فتحية السعودي برحلة شعرية في حياة أربعة أنبياء: ابراهيم. موسى. عيسى.. ومحمد.
تقرأ نبوّتهم انطلاقاً من عذاب طفولتهم، وتأثيرها على نبوتهم: «كنت أنا الأول على  الأرض. كنتُ أنا الأول لفتح بوابات السماء» على لسان ابراهيم.
ولأن ابراهيم هو النبي التوحيدي الأول، فإن فتحية أبدعت في اقتباس حياته من طفولته الى «حوار حياتي مع موتي / وموتي مع حياتي / وعبثاً أتوازن بينهما».
لا خلاف بين الأنبياء الثلاثة على نبوة ابراهيم «أبي الأنبياء»، لكن اتباعهم يختلفون على تفسير نبوة بعضهم البعض، وإنه كانت لطفولتهم دورها في نبوتهم جميعاً.
فتحية السعودي تجمع مهنة الطب (وطب الأطفال بخاصة) الى مهنة الأدب (وكتابة الأدب، والشعر بخاصة، بلغة فرنسية وانكليزية ثم تقوم بترجمتها الى لغتها الأم).
كثيرون يجمعون الطبّ والأدب، لكن ميزة السعودي أنها اختارت طبّ الاطفال كرسالة شخصية، منذ أن ولدت وهي تعاني من شلل اطفال جزئي.
.. ثم اختارت الأدب كرسالة ثانية، بعد ان اصيبت بمرض عضال يتهدد حياتها. لذا فإن ثنائية رحم الأم ورحم الأرض (القبر) حاضرة بقوة في مؤلفاتها، كما في شعرها بخاصة، جميعنا نولد من رحم الأم، وجميعنا ننتهي الى رحم الأرض. صحيح، أن من يولد يعرف أنه سيموت، ربما من مرحلة طفولة الوعي المكتسب (بعد سن الثالثة والرابعة).
.. لكن القلة تعرف كيف ستموت، وبخاصة اذا اصيب بمرض عضال .. لا يصيب روحها بل يجعله اكثر شفافية وتوثباً.
فتحية السعودي من مواليد عمان. درست وتخصصت في طب الأطفال في فرنسا. عملت اخصائية اطفال في لبنان والأردن، وساهمت في العديد من المؤتمرات والندوات حول حقوق الانسان وقضاياه العادلة .. صدرت لها مؤلفات باللغات العربية والفرنسية والانكليزية، وحصلت على أوسمة وجوائز لنشاطها في المجالات الانسانية والثقافية والعلمية، ومن بينها وسام الاستحقاق الوطني الفرنسي من رتبة فارس، وجوائز عربية علمية وطبية عدّة، كما ترجمت كتباً من الفرنسية والانكليزية الى العربية في اختصاصها.
قبل اصابتها بالمرض العضال، قطعت دراستها الطبية وجاءت الى لبنان اثناء حصار ١٩٨٢، وعالجت اصابات اطفال المخيمات في الحرب، ومن التجربة ألفّت كتبها بالفرنسية: "النسيان المتمرد» وترجمته الى العربية بعنوان «أيام الجمر» - المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
تعيش السعودي في لندن، وتحمل الجنسية البريطانية، ولكنها تتردد على عمان وبيروت.. وباريس طبعاً، وليس قليلاً أن يصدر لها ١١ كتاباً باللغات الثلاث، بين شعر وأدب وترجمة وتأليف.
ميزتها أنها تفكر بالعربية الأم، ثم تنقل تفكيرها الى الانكليزية والفرنسية، ثم تعيد ترجمة ما تكتب الى لغتها الأم.
رقيقة وحساسة ونشيطة أيضاً، رغم مرضها الطفولي، ثم مرضها اللاحق الذي يهدّد حياتها، ولكنها قوية أيضاً كما قلما عرفت من الناس .. الاصحاء والمرضى على السواء.
من حياة آخر الانبياء: «أنا اليتيم المصطفى لنشر رسالة الاسلام / أنا من فقد أسرته واحباءه / أنا المختار المصطفى لأقيم في قلوب الملايين، أنا الذي يدنو منه الموت / الكلمات التي انقلها ستبقى خالدة / الحياة وما بعد الحياة / والموت والانبعاث ستبقى أبداً اسراراً لا يدركها سوى الله الذي علم الانسان ما لم يعلم».
* * *
«أطفال وأنبياء» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت لبنان - ط١ ٢٠١٤.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتحية فتحية



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon