حـسـن الـبـطـل
"نص كلمة" انتصرت على "أطراف النهار" أو أن الـ ٢٥٠ كلمة غلبت الـ ٦٠٠ كلمة؛ أو أن الزميل أحمد رجب هزم حسن البطل؛ أو أن العمود في "الجمهورية" المصرية، كسب مباراة "نادي دبي للصحافة" بأغلبية ٥ أصوات ضد ٤.
متأخراً، كالعادة، علمت بذلك من زميلي نقيب الصحافيين الفلسطينيين، عبد الناصر النجار، الذي رشحني للمنافسة دون علمي.
بعد أن أنهي عمودي الـ ٦٧٠٧ للسنة الـ ١٩ في جريدة "الأيام" سأفتش عن عمود الزميل الفائز، واعترف بأنني لم أقرأ له شيئاً، وأشكّ إن كان قرأ لي شيئاً، ولا أظن أن جهلي به وجهله بي يشكل "فضيحة" زمالية للاثنين؟
قبل أن أحترف "مهنة المتاعب" عام ١٩٧٢ كنت شاباً قارئاً، نهماً ومثابراً، للصحف المصرية الرئيسية الثلاث .. حتى العام ١٩٦١، عندما تفككت عرى وحدة الجمهورية العربية المتحدة، وصرتُ قارئاً، نهماً ومثابراً، للصحف اللبنانية حتى صيف العام ١٩٨٢، وبعده أتابع بعضها على "الانترنت".
أعترف انني كنت عضواً "خاملاً" في "الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين"، وبعد العودة الأوسلوية "تقاعدت" عن عضوية "نقابة الصحافيين الفلسطينيين" و"اتحاد الكتاب الفلسطينيين" وأتطلع للتقاعد من "العومدة" ومن مهنة الصحافة.
قلت إن نقيب الصحافيين الفلسطينيين رشحني، دون علمي، للتنافس على جائزة "نادي دبي للصحافة"، كما لم أرشح نفسي لـ "جائزة فلسطين" المحتجبة للمقالة في العام ١٩٨٧، وأعلمتني زميلة بفوزي بها دون حضوري.
النقيب نفسه أعلمني بترشيحي لجائزة "اتحاد الصحافيين العرب" لهذا العام، وتولى تقديم الحيثيات للترشيح، مع بطاقة دعوة للقاهرة التي سأزورها للمرة الاولى في التشارين.
جائزة "نادي دبي للصحافة" معنوية ومهنية طبعاً، لكنها قيمّة مادياً، مرفقة بـ ٥٠ ألف دولار، أي "ثروة" معتبرة لقلم صحافي، وأما جائزة "اتحاد الصحافيين العرب" فهي "معنوية" وأدبية، خاصة إن وافق على نشر كتاب او كتابين، هما مختارات من أعمدتي في "أطراف النهار".
لا أعرف عدد المتنافسين على جائزة دبي للصحافة، وما اذا كانت المنافسة النهائية هي بين قلمين وعمودين، لكن من المهم أن ينافس عمود في صحيفة فلسطينية عموداً في صحيفة مصرية، وبخاصة أن "الجمهورية" المصرية أكثر عراقة وانتشاراً من "الأيام" الفلسطينية.
في رأيي أن كتّاب الأعمدة اللبنانيين هم في الطليعة الصحافية العربية، منذ أن هاجرت الأقلام اللبنانية الى مصر، أواخر القرن التاسع عشر، واوائل القرن العشرين، وأسست صحف ومجلات مصرية رائدة، بما فيها "الاهرام" و"روز اليوسف" .. وغيرهما.
صحيح، أنني بدأتُ ثقافتي الصحافية تلميذاً في الصحف المصرية، لكن أنحاز، مهنياً، الى المدرسة الصحافية اللبنانية على المدرسة الصحافية المصرية، وهما مدرستان للصحافة العربية.
إذن، فازت "الجمهورية" على "الأيام" الفلسطينية، وأحمد رجب على حسن البطل، لكنني أظن أن عنوان عمودي "أطراف النهار" أجمل من عنوان "نصف كلمة"، ولو أن هذا "الربيع العربي" يناسبه أكثر عنوان عمود "آناء الليل" مثلاً لولا؟
..لولا أنني فلسطيني، والفلسطينيون مصابون بمرض لا شفاء منه يسمى "الأمل" حسب تعبير محمود درويش.
بعد عامين محرراً اذاعياً، وعشرين عاماً محرراً وكاتب عمود اسبوعي ومديراً للتحرير في "فلسطين الثورة" و١٩ عاماً كاتب عمود يومي في "الأيام" أفاوض رئيس التحرير على التوقف عن نظام ٧ x ٧ اليومي الى نظام العمود الاسبوعي، لكنها تبدو "مفاوضات عبثية". لا أحب لقب "شيخ شباب" الصحافيين الفلسطينيين، ولا عميدهم، ولا "القلم المخضرم" الذي أدرك حافة السبعين.