توقيت القاهرة المحلي 04:04:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا طلبت إسرائيل «هدنة» في حرب 1981؟

  مصر اليوم -

لماذا طلبت إسرائيل «هدنة» في حرب 1981

حسن البطل


متشوّق لقراءة كتاب قيد الصدور لواصف عريقات (أبو رعد) عن دور سلاح المدفعية الفلسطيني في حروب لبنان، وبالذات في «مفاجأة» حرب صيف العام 1981 (أكرر 1981). لماذا؟
في تلك الحرب في تموز من ذاك العام، طلبت إسرائيل، وللمرة الأولى، وقف إطلاق النار مع قوات م.ت.ف في جنوب لبنان.
من نتائج تلك الحرب أن شنّت إسرائيل، في العام التالي، حرب اجتياح لبنان عام 1982 (أكرر 1982) التي كانت الموقعة الفاصلة في الحروب الفلسطينية ـ الإسرائيلية في لبنان، بعد معارك «الأيام الأربعة» في العام 1972 (سيدعوها العدو فيما بعد «فتح لاند» وبعدها حرب العام 1978 المعروفة إسرائيلياً بـ «عملية الليطاني».
ماذا كانت المفاجأة للعدو في حرب صيف العام 1981؟ إنها أول استخدام فلسطيني لمدفعية الجيوش العربية لسلاح «الكمبيوتر» لتسديد الرمايات، وانتهت سياسياً بطلب إسرائيل وقف النار، وعسكرياً؟ لم تخسر القوات الفلسطينية حتى مدفعا واحدا في مبارزة المدفعية هذه.
على حسب علمي، محرراً في الصحيفة المركزية للمنظمة آنذاك، أن الفلسطينيين طلبوا من سورية تزويد مدفعيتهم بأجهزة كمبيوتر، ورفضت دمشق الطلب. لكن، بعد سيطرة الفلسطينيين عسكرياً على صيدا وميناء المدينة، تزودوا به من الاتحاد السوفياتي.
«أبو رعد» قائد سلاح المدفعية، ترقّى الى رتبة مقدم، والآن متقاعد برتبة لواء، وسيضيف كتابه عن دور سلاح المدفعية الفلسطيني إلى المكتبة الفلسطينية، العسكرية والسياسية، كما فعل غيره، علماً أن المدفعية الثقيلة (هاوتزر) مثلاً، دخلت سلاحاً فلسطينياً، بعد سيطرة قوات «فتح» على قوات «الصاعقة» الموالية لسورية في بيروت، نتيجة لتأييد الأخيرة للتدخل العسكري السوري في لبنان 1976، الأمر الذي عارضته قوات م.ت.ف، واصطدمت معه.
جيش العدو، كما نعرف، يملك تفوقاً في سلاح الجو، لكن لصالح الجيوش العربية أنها كانت تتفوق على جيش إسرائيل في مهارة استخدام المدفعية.. إلى مفاجأة حرب تموز 1981، حيث صنع الفلسطينيون أجهزة تدقيق حاسوبية على المدافع, وإن كانوا استوردوا «العقل» من موسكو السوفياتية.
كانت بطاريات مدفعية الكاتيوشا والغراد (أرغن ستالين) أنشودة عسكرية فلسطينية، فإلى مدفعية الميدان الثقيلة، وتزويدها أجهزة تدقيق حاسوبية للرمايات.
لعبت المدفعية الفلسطينية دوراً في صمود مخيم تل الزعتر شهوراً، عن طريق ستار ناري من بيروت الغربية على قوات الحصار.. حتى سقط. أيضاً، لعبت دوراً في صمود بيروت الغربية (9كم مربع) ولهذه قصة طريفة تُروى.
في مراحل أخيرة من الحرب وحصار بيروت الغربية، قال رئيس أركانهم، رفائيل إيتان: لم يبق مع الفلسطينيين سوى مدفع واحد، نبحث عنه لتدميره.
في النتيجة، كان لدى الفلسطينيين العديد من المدافع، ونسّقوا في توقيت معين، ضربة مدفعية مركزة للقوات الإسرائيلية في تلال بيروت الشرقية، وكانت الضربة مؤثّرة جداً. كيف؟
كانت المدفعية محمولة، وكانت تطلق صليات من مكان، وتغيّر مكانها فوراً، وتطلق منه صليات أخرى من راجمات «الغراد» أو «أرغن ستالين»، وبذلك كانت المدفعية الإسرائيلية وطائرات سلاح الجو تفشل في إصابة المدفعية الفلسطينية.
ربما كانت هذه هي «المفاجأة» الثانية في حرب الاجتياح 1982، بعد مفاجأة في حرب 1981، إضافة إلى تلغيم القوات الفلسطينية محاور محدّدة لعبور قوات الغزو من بيروت الشرقية إلى الغربية، وبالذات تلغيم العمارات العالية، ما أقنع العقيد الإسرائيلي اللامع إيلي غيفع، قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي للغزو آنذاك، بالاعتراض على أمر شارون باقتحام بيروت الغربية، والاستقالة من منصبه بعد لقاء عاصف مع مناحيم بيغن.
في تلك الحرب، تمكّن الفدائيون من قتل أول جنرال إسرائيلي، هو نائب رئيس العمليات، يوكتيل آدام، وأركان حربه، بعد أن داهموهم في مغارة بالدامور، اعتقدوا أنهم طهّروا المنطقة من الفدائيين فيها.
في النتيجة، كانت خسائر الجيش الإسرائيلي عالية، ما أصاب بيغن بالاكتئاب والعزلة، لأن تقديرات شارون كانت مغلوطة.. ومن ثم تمكنت القوات الفلسطينية من الانسحاب المشرِّف من بيروت الغربية، بدءاً من 21 آب 1982.
هذه معلومات من الذاكرة قد يغنيها أو يدققها كتاب اللواء «أبو رعد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا طلبت إسرائيل «هدنة» في حرب 1981 لماذا طلبت إسرائيل «هدنة» في حرب 1981



GMT 04:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا فى السياق العربى

GMT 04:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 03:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أوضاعها تُدمى القلوب!

GMT 03:55 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصلاح فلسطين وإسرائيل والإقليم!

GMT 03:52 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

المسكوت عنه فى الخطاب السياسى الجديد فى دمشق

GMT 03:45 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الرياضيين المصريين فى مائة عام

GMT 03:44 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

انتظروا البيان رقم (1)؟!

GMT 03:43 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

كيف تصل إلى جمهورك؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon