توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملك لملكة الألعاب !

  مصر اليوم -

ملك لملكة الألعاب

حسن البطل

يليق هذا «البرغوث» ملكاً في مملكة الكرة، كما ملكة النحل. هذا زواج بالاصطفاء. كيف؟ منذ العام 1991 ينتخبون «أفضل لاعب» أي ملك المستطيل الأخضر وحبيب الجمهور.
كم هدفاً أحرز؟ كم «هاتريك» و»سوبر هاتريك»؟ ويتركون جوائز ترضية ووصافة لصاحب أجمل هدف، أو لأحسن مدرّب، ولا ينسون نصيب «الجندرة» النسوية أيضاً: أفضل لاعبة كرة قدم.
لاعب، ومدرّب، وفريق يتشكّل من لاعبي ومدرّبي دول عديدة، يوحّدهم زيّ النادي.
الفريق هو الفريق، والنادي يبقى النادي، لكن اللاعبين والمدربين هم عملة التبادل من فريق لآخر، ومن نادٍ إلى غيره.
هذا «تسليع» رياضي وهذه «بورصة» الانتقالات الصيفية والشتوية. نوع من «مرتزقة» رياضيين!
كما سعر النفط يتذبذب، والذهب والألماس، والأسهم تصعد وتنزل، كذلك لكل لاعب سعر في بورصة الانتقالات العابرة للدول والقارات.
للاعب عمر محدّد في الملعب أيضاً، وهو لا يزيد على 12 - 14 سنة، وخلالها ينتقل من فريق إلى آخر حسب سعره في «بورصة» اللعبة. الولاء للفريق أو الولاء للعبة!
في مملكة النحل كما في مملكة كرة القدم. هناك ملكة واحدة في كل منحلة، وباقي النحل من العاملات. في موسم زواج الملكة تحلّق هذه النحلة السمينة عالياً فأعلى، إلى أن يتساقط الذكور الطامحين للزواج من الملكة، ويبقى واحد فائزاً.. ثم يسقط!
«البرغوث» الأرجنتيني ليونيل ميسي تزوّج من الكرة الذهبية الخامسة في العام 2015، تاركاً ثلاث كرات ذهبية لمنافسه البرتقالي رونالدو، الملقّب بـ «الدون» مثل عدد كرات الفرنسي زين الدين زيدان الملقّب بـ «زيزو» ومن لاعب إلى مدرب!
ما الذي لفت انتباهي في سجل الفائزين بالكرة الذهبية ومنذ العام 1991 بالذات؟
باستثناء ألماني وهولندي (1991 ـ 1992) فإن جميع الفائزين هم من الدول اللاتينية، الأوروبية والأميركية الجنوبية.
صحيح، تاريخياً، أن كرة القدم اختراع إنكليزي، منذ كانوا هناك يلعبونها برؤوس القتلى المهزومين، إلى أن صارت للعبة قواعدها الصارمة.. لكن لا يوجد «ملك» إنكليزي في سجل اللاعبين الأفضل، ولو أن الدوري الإنكليزي يبقى الأكثر تنافسية بين الفرق. هذا منذ العام 1991.
كانت اللعبة إنكليزية المنشأ، وصارت عالمية، وكانت الأندية الأوروبية، منذ العام 1956 تختار أحسن لاعب أوروبي، ثم صارت «الفيفا» تختار أحسن لاعب في الفرق، ثم صار أحسن لاعبي الفرق الدولية يذهبون إلى الفرق الأوروبية.
فرق الأمم تلتقي دورياً كل أربع سنوات في الأولمبياد أو في البطولات القارية، لكن فرق الأندية تتبارى سنوياً في كل دولة، وهي تضمّ لاعبين من دول عدّة، نصب أعينهم تسجيل هدف أو حذاء ذهبي أو كرة ذهبية.
روح الفريق تجمع اللاعبين، وأحياناً أكثر مما يجمعهم لون قميص الدولة التي ينتمون إليها، لأن اللاعب في الفريق والنادي، يدخل «البورصة» في السباق للكرة الذهبية.
لا توجد لعبة رياضية فيها ما في كرة القدم من حماسة ومن انفعالات، ومن جمهور صاخب، ومن عدد لاعبين من كل فريق.
عن «الحماسة» في لعبة كرة القدم ما قاله أحد الأدباء العالميين: الحماسة هي الإله الداخلي.. وفي الفرح والخيبة معاً.
ليس لي لاعب مفضّل، ولا فريق أو ناد، لكن أتعاطف دائماً مع حُرّاس المرمى وهذا مثل «ساحة الإعدام» لكن حارس المرمى «يفرّ» بجسمه ليصدّ هدفاً كالرصاصة المباشرة أو المراوغة.
ماذا عن المدرّب؟ ليس من الضروري أن يكون من أحسن فريق فائز، أو من فريق يضم أفضل لاعب. بعض اللاعبين في فريق يصبحون مدرّبين في الفريق أو فريق آخر، مثل «زيزو» أخيراً، الفائز ثلاث مرّات بالكرة الذهبية.
شخصياً، أرى أن أحسن مدرّب هو الفرنسي جاك إيميه، الذي قاد الفريق الفرنسي للفوز بمونديال 1998 منتصراً على فريق البرازيل. لم يعد فريق البرازيل أسطورة اللعبة والملاعب واللاعبين.
كان إيميه قد جاء لتدريب الفريق من خارج اللعبة، ومن داخل الرياضة البدنية، ولمّا فاز فريقه اعتزل مهمته.
كانت الجوائز حكراً على اللاعبين الأوروبيين، وصارت مستحقة لأي لاعب غير أوروبي، ولكن يلعب في الفرق الأوروبية.
يتحدثون عن «فريق الأحلام» الذي يضمّ أحسن لاعب هجوم أو دفاع أو حارس مرمى، ولكن هذا يظلّ حلماً نظرياً، كمن يلعب الشطرنج مع نفسه!
بين فترة وأخرى في الملاعب يقولون: عاش الملك مات الملك.. أو عاشت المملكة.
للاعب عمر قصير في الملاعب من 12 ـ 14 سنة، وله سعر في «بورصة» اللعبة، وبعدها يعيش ثريّاً ويتقاعد، ويدخل بورصة التسويق التجاري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملك لملكة الألعاب ملك لملكة الألعاب



GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:12 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:11 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

GMT 07:10 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 07:09 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 07:07 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 07:06 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

GMT 07:05 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«كايسيد»... ومواجهة وباء الكراهية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon