توقيت القاهرة المحلي 04:04:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولـدنــات!

  مصر اليوم -

ولـدنــات

حسن البطل

١- هو وطيارته
أزعر الشارع ولد في العاشرة. عيناه وسيعتان سعة صراحة قلبه؛ صراحة لسانه .. وصراحة زعرنته!
تقول الحملة: «يللا نطّير طيارة» بين الخامسة والثامنة مساءً تمتلئ سماء في ضاحية من مدينة بيتونيا، غربي رام الله، بعشرات تكاد تناطح المئات من طيارات الورق!
بعد المبادئ الأولية في التطيير تتسارع التطبيقات الخلاقة، بحيث تغدو صفحة السماء ملأى بأشكال وألوان من الطائرات الورقية مختلفة التصاميم. أولاد يباهون بـ «فحولة الولدنة» .. نترات (جذبات) أكثر فأكثر حنكة ومراناً للخيط الطويل لتعلو طيارة على طيارة، او تعدل ارتفاعها.
كان الولد الأزعر «كومة» متآلفة من «الزنبركات» (النوابض كأنه قد بلغ، سريعاً جداً، درجة الحنكة والدراية. كان يناور، ببراعة، «لإسقاط» طيارة الولد الآخر - الخصم.
«ولك يا ولد ليش ها الشيطنة؟ السماء إلك وإلو». قال: «أنا اشتغلت على طيارتي بأيدي وأبوه اشترى له طيارته .. تنشوف مين الأشطر أنا ولاّ هوّه!
ولد في العاشرة، بطل أولاد الحيّ في ساعات وقت الأصيل، في أيام حظر التجول خلال الانتفاضة الثانية. ضربت الشمس لون جلده الى الأسمر الداكن. عيناه وسيعتان - صريحتان، ولسانه صريح: هذه حرب لإغاظة جنود المدرعات الذين يفرضون حظر تجول في الشوارع الرئيسة .. وهذه «حرب أهلية» بين أولاد طيارات الورق!
كما الفلاحة بثوب مطرز، قد يستعير ألوان علمنا المطّرز .. كذا طيارات الاولاد الورقية بألوان العلم، ومعظمها صنع اولاد وبعضها اشتراها آباء الاولاد لهم.
ليس الكتاب في مبادئ «الفيزياء المسليّة» ان يعلّم الولد ما تعلمه إياه طيّارة الورق.
صاحبي يعرف أولاد الحارة. قال: ولد الطيارة البارع هو، أيضاً، حارس مرمى في لعبة كرة قدم ولادية وكيفّية. هم يسجلون أهدافاً في مرماه.. وهو يسجل عليهم اهدافه في صفحة السماء.
تعقيب متأخر: أعلاه شحبطات لم تُنشر زمن الانتفاضة الثانية، ربما لأن حدثاً ما من أحداث الانتفاضة شغلني عن كتابتها في أوانها.
لديّ ملف عن وقائع الانتفاضة الثانية، معنون «حيرة الولد بهاء» وجميع مواده نشرت في أوانها، ومعظمها عن «حاجز سردا» عن عسف الجنود ومكر المواطنين.. آمل أن يجد طريقه للنشر.
* * *
٢ - مقانق راكضة
كان ولدي نادر يدبك في سن الثالثة. كنّا وأمه على شاطئ أيانا بـ (القديسة نابا) شرقي قبرص. خليج رملي ساحر.
يركض الاولاد، بين الثانية والثالثة، أحلى ركضاتهم، وأكثرها مدعاة للضحك .. كما لم يركضوا من قبل (يبرطعوا) وكما لن يركضوا من بعد (يهرولون ويعدون).
آن أوان ركضة الولد نادر عاريا تماماً، ظهيرة يوم صيف على الشاطئ. ما أن حرّرته أمه من حفاضته لتلبسه «المايو» حتى أفلت من يديها .. و«برطع».
كلا، لا يبرطع الأولاد في سن الثانية والثالثة، بل يتدحرجون، لا مثل أغنية «رولنغ ستون» من لحم طري وعظام غضّة، بل مثل مقانق راكضة بعجيزاتهم المضحكة.
تعقيب متأخر: في المقعد الأمامي أجلس الى جانب ولدي الشاب، وهو يجتاز بحنكة تامة شوارع لندن من بيته شمال غربيها الى بيت أخته جنوب شرقيها .. دون حاجة الى جهاز «جي.بي.سي» كما كان في بداية قيادته.
ما رأيته في سن العاشرة يلعب بطائرات ورقية. في سن الـ ٢٥ يدرس لشهادة الدكتوراه في جامعة بريطانية، ورسالته للتخرج حول مشروع لتعديل أجنحة طائرات مدنية، لتقليل اهتزازاتها في المطبات الجوية.
يتبارى وفريقه المقّلص مع فرق أخرى منافسة حول أنجح المشاريع لتعديل الأجنحة.. وفي الحلم ان امتطي طائرة لها أجنحة من تصميمه وفريقه.
«العمر أولاد هربوا من القبلة» درويش.
حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولـدنــات ولـدنــات



GMT 04:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا فى السياق العربى

GMT 04:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 03:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أوضاعها تُدمى القلوب!

GMT 03:55 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصلاح فلسطين وإسرائيل والإقليم!

GMT 03:52 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

المسكوت عنه فى الخطاب السياسى الجديد فى دمشق

GMT 03:45 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الرياضيين المصريين فى مائة عام

GMT 03:44 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

انتظروا البيان رقم (1)؟!

GMT 03:43 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

كيف تصل إلى جمهورك؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon