توقيت القاهرة المحلي 09:08:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة؟

  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة

مارجريت عازر

فى الحقيقة أنا أتفهم أن الجميع حريص على مصلحة الوطن، وأن الهدف الأساسى من التحالفات هو الصالح العام، وأن الجميع يسعى إلى خلق مناخ جديد لبناء مصر الحديثة التى نحلم بها جميعاً، وأن مجلس الشعب المقبل يعد من أهم المجالس التى تشهدها مصر، وذلك لأن البرلمان أصبح لديه صلاحيات أوسع، ولأنه منوط به ترجمة الدستور الذى استُفتى عليه الشعب إلى قوانين تحقق آمال وأحلام المواطن المصرى، ولذلك لا بد أن يكون هذا المجلس معبراً عن إرادة حقيقية للشعب يهتم بمشاكله وهمومه ويسنها فى قوانين لصالح المواطن لا لصالح جماعة أو فئة أو أصحاب مصلحة، ولذلك أنا أتفهم قيمة التحالفات.
ولكن الغريب حينما نسمع أن بعض التحالفات تُنشأ لتساند الرئيس عبدالفتاح السيسى رغم إعلانه مراراً وتكراراً أنه لا ينتمى لحزب أو ظهير سياسى ما، وأن هؤلاء لا يريدون إلا الاستفادة من شعبية وحب الناس للرئيس، ولا يدركون أنهم يضرون بالوطن والرئيس، لأنهم يخلون بمبدأ مهم فى الدستور وهو مبدأ الفصل بين السلطات، فالرئيس يملك السلطة التنفيذية والبرلمان يمتلك السلطة التشريعية، فكيف تساند الرئيس وأنت جهة رقابة؟!
كفاكم استخفافاً بعقول المصريين، فقد قالها الرجل واضحة إنه لا يلجأ إلى ظهير سياسى ولكنه يريد ظهيراً فكرياً وشعبياً، فالسند الوحيد هو حب الشعب وإيمانه بقيادة وطنية تعمل لصالحه.
فقد قابلنى أحد الأصدقاء فى مناسبة، وقال لى: أنتِ تتكلمين عن التحالفات الانتخابية وأنها لا بد أن تكون ذات أيديولوجية واحدة فهذا خطأ، لأنه يوجد فرق بين التحالفات الانتخابية والتحالفات السياسية.
فابتسمت وقلت له: يا صديقى كيف نعمل تحالفات انتخابية ذات مرجعيات مختلفة وندعو الناس لانتخابها معاً برغم اختلاف برامجهم وكل منهم ينتهج منهجاً مخالفاً للآخر؟ أليس هناك عقد بين الناخب والمرشح أن يعبر هذا النائب عن توجهات وانتماءات الناخبين فى البرلمان؟ فكيف أنتخب قائمة من الليبراليين وهم يؤيدون الاقتصاد الحر والضريبة الموحدة على سبيل المثال، ومعهم فى نفس القائمة اتجاه يسارى مثلاً يؤمن بالقطاع العام وسيطرة الدولة على المشروعات ويؤيد الضريبة التصاعدية؟! وهل هذا ترسيخ لمبدأ الانتخاب دون وضع برامج، إلا عندما ندخل البرلمان كل عضو يعبر عن الأيديولوجية الخاصه به، ونرجع مرة أخرى لعدم وجود كتل برلمانية؟ لذلك يجب احترام عقلية الناخب وتركه يختار من يمثل أفكاره ورؤيته، ولا يكون الغرض من التحالف فقط الحصول على مقاعد، ولكن الغرض تكوين تيارات قوية فى المجتمع تعبر عن كل الفئات وتتبنى القوانين التى تؤمن بها لتحقيق السياسات التى تتبناها.
وأنا أعلم أن هدف التحالفات هدف سامٍ، هو تجميع أفضل العناصر الموجودة داخل التيارات المختلفة لتقدم أفضل ما عندها من قوانين لصالح المواطن، وتقديم واجهة جديدة وطنية هدفها الأول والأخير مصلحة مصر والمصريين.
وأخيراً، أقول إن كل النوايا وطنية والجميع يريد الخير والنهوض بمصر كل منا بطريقته. حمى الله مصر من كل شر وحمى كل أبنائها الشرفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة التحالفات السياسية غاية أم وسيلة



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon