توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة؟

  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة

مارجريت عازر

فى الحقيقة أنا أتفهم أن الجميع حريص على مصلحة الوطن، وأن الهدف الأساسى من التحالفات هو الصالح العام، وأن الجميع يسعى إلى خلق مناخ جديد لبناء مصر الحديثة التى نحلم بها جميعاً، وأن مجلس الشعب المقبل يعد من أهم المجالس التى تشهدها مصر، وذلك لأن البرلمان أصبح لديه صلاحيات أوسع، ولأنه منوط به ترجمة الدستور الذى استُفتى عليه الشعب إلى قوانين تحقق آمال وأحلام المواطن المصرى، ولذلك لا بد أن يكون هذا المجلس معبراً عن إرادة حقيقية للشعب يهتم بمشاكله وهمومه ويسنها فى قوانين لصالح المواطن لا لصالح جماعة أو فئة أو أصحاب مصلحة، ولذلك أنا أتفهم قيمة التحالفات.
ولكن الغريب حينما نسمع أن بعض التحالفات تُنشأ لتساند الرئيس عبدالفتاح السيسى رغم إعلانه مراراً وتكراراً أنه لا ينتمى لحزب أو ظهير سياسى ما، وأن هؤلاء لا يريدون إلا الاستفادة من شعبية وحب الناس للرئيس، ولا يدركون أنهم يضرون بالوطن والرئيس، لأنهم يخلون بمبدأ مهم فى الدستور وهو مبدأ الفصل بين السلطات، فالرئيس يملك السلطة التنفيذية والبرلمان يمتلك السلطة التشريعية، فكيف تساند الرئيس وأنت جهة رقابة؟!
كفاكم استخفافاً بعقول المصريين، فقد قالها الرجل واضحة إنه لا يلجأ إلى ظهير سياسى ولكنه يريد ظهيراً فكرياً وشعبياً، فالسند الوحيد هو حب الشعب وإيمانه بقيادة وطنية تعمل لصالحه.
فقد قابلنى أحد الأصدقاء فى مناسبة، وقال لى: أنتِ تتكلمين عن التحالفات الانتخابية وأنها لا بد أن تكون ذات أيديولوجية واحدة فهذا خطأ، لأنه يوجد فرق بين التحالفات الانتخابية والتحالفات السياسية.
فابتسمت وقلت له: يا صديقى كيف نعمل تحالفات انتخابية ذات مرجعيات مختلفة وندعو الناس لانتخابها معاً برغم اختلاف برامجهم وكل منهم ينتهج منهجاً مخالفاً للآخر؟ أليس هناك عقد بين الناخب والمرشح أن يعبر هذا النائب عن توجهات وانتماءات الناخبين فى البرلمان؟ فكيف أنتخب قائمة من الليبراليين وهم يؤيدون الاقتصاد الحر والضريبة الموحدة على سبيل المثال، ومعهم فى نفس القائمة اتجاه يسارى مثلاً يؤمن بالقطاع العام وسيطرة الدولة على المشروعات ويؤيد الضريبة التصاعدية؟! وهل هذا ترسيخ لمبدأ الانتخاب دون وضع برامج، إلا عندما ندخل البرلمان كل عضو يعبر عن الأيديولوجية الخاصه به، ونرجع مرة أخرى لعدم وجود كتل برلمانية؟ لذلك يجب احترام عقلية الناخب وتركه يختار من يمثل أفكاره ورؤيته، ولا يكون الغرض من التحالف فقط الحصول على مقاعد، ولكن الغرض تكوين تيارات قوية فى المجتمع تعبر عن كل الفئات وتتبنى القوانين التى تؤمن بها لتحقيق السياسات التى تتبناها.
وأنا أعلم أن هدف التحالفات هدف سامٍ، هو تجميع أفضل العناصر الموجودة داخل التيارات المختلفة لتقدم أفضل ما عندها من قوانين لصالح المواطن، وتقديم واجهة جديدة وطنية هدفها الأول والأخير مصلحة مصر والمصريين.
وأخيراً، أقول إن كل النوايا وطنية والجميع يريد الخير والنهوض بمصر كل منا بطريقته. حمى الله مصر من كل شر وحمى كل أبنائها الشرفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة التحالفات السياسية غاية أم وسيلة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon