مارجريت عازر
زيارة قداسة البابا تواضروس الثانى للإمارات هى زيارة وطنية لدولة عربية إسلامية تطبق تعاليم الإسلام الوسطى الصحيح فكل أهل الإمارات العربية الشقيقة يدينون بالدين الإسلامى ولكن تجد فى كل إمارة تقريباً كنيسة تقام فيها الصلوات للمغتربين والوافدين للدولة دون أى مشكلة أو حساسية، وهذا هو الإسلام الصحيح «لكم دينكم ولى دينى»، وهذا هو الإسلام الذى عرفناه وتربينا عليه.
«وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ».
وهذه الدولة الشقيقة، التى تعشق الشعب المصرى وتكن له كل تقدير واحترام لكل أطيافه هذا قد رأيناه فى الكثير من المواقف المشرفة للإمارات من المساعدات المالية والمعنوية ومن ضمنها إعلانها عن مساهمتها فى بناء الكنائس المصرية التى طالتها يد الغدر من الجماعات الإرهابية.
وها هو قداسة البابا تواضروس الثانى يذهب إلى الإمارات العربية على الطائرة الملكية الخاصة. احتراماً وتقديراً لمكانة هذا الرجل الوطنى العظيم والوفد رفيع المستوى المرافق له ومدى الحب والتقدير والترابط العميق بين الشعبين بغض النظر عن الديانات وأن الدين الإسلامى دين سلام يتقبل الآخر. والدين المسيحى دين محبة يحترم الآخر.
وهذه الزيارة هى تعبير عن مدى الحب والتقدير الذى يكنه المواطن المصرى المسيحى لدولة الإمارات ممثلاً فى رأس الكنيسة المصرية، وهو تعبير قوى أن المصريين المسيحيين يعتزون بعروبتهم وانتمائهم للوطن العربى وأنهم أبداً لن يستقووا بالخارج، كما كان التيار اليمينى المتطرف يحاول الترويج لهذا ويحاول ترسيخها فى أذهان البسطاء من المصريين ويجعلها ثقافة سائدة، ولكن وطنية المسيحيين قد ظهرت فى كل الأزمات التى مرت بها مصر، ودفعوا ثمنها من هدم وحرق كنائسهم وتهجيرهم من منازلهم وتدمير مصادر رزقهم وخطف بناتهم ولكنهم أعلوا مصلحة الوطن على كل هذه الأوجاع ولم يلجأوا للاستقواء بالخارج أبداً.
وعلى الوجه الآخر، ترى التيارات اليمينية (الدينية) المتطرفة، وبعض التيارات التى تدعى أنها ليبرالية مثال أيمن نور، والبرادعى، ومحسوب، وغيرهم يستقوون بالخارج، ينظمون تحالف بروكسل، ويسيئون لمصر التى أحسنت إليهم، فالوطنية الحقيقية إذا كنت لا ترضى عن وضع يجب أن تشكل جبهة معارضة داخل مصر، ولا تستقووا بالخارج لتشوه صورة مصر وجيشها العظيم. ماذا يريد هؤلاء؟! أن ينحاز الجيش المصرى للحكام ضد إرادة الشعب، وتتحول مصر لسوريا أخرى وندخل فى حرب أهلية لتفتيت وحدة الوطن ونصبح مثل العراق وسوريا ويتم التقسيم مثل السودان لا قدر الله. هل يريد الأخ أيمن نور وأصدقاؤه أن ينحاز الجيش المصرى إلى الدكتور مرسى لتنفيذ المخطط الصهيونى الأمريكى فى تفتيت الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وطمس الهوية المصرية وإضعاف خير أجناد الأرض، الجيش المصرى العظيم، الذى لا ينحاز إلا للشعب لحصول هؤلاء على مكاسب على حساب الوطن.
حمى الله مصر من كل المؤامرات والمتآمرين، فالشعب المصرى أكبر من أى مؤامرة والجيش المصرى يقظ، ولن يتهاون أبداً فى ذرة رمل من أرضها، عاشت مصر حرة بوحدتها وجيشها.
نقلاً عن جريدة " الوطن "