مارجريت عازر
لقد شاهدت خطاب الرئيس وشعرت بالحمل الثقيل الذى يحمله الرجل والتحديات التى تواجهه وتعرقل آماله وطموحاته لرفعة الوطن. وشعرت بالفخر والعزة حينما خاطب الشباب وقال إن مصر تحتاج إلى جهدكم وإنه فى احتياج لهم قبل الرجال وندائه المستمر للقوى السياسية فى توحيد صفوفهم واحتواء الشباب وتأهيلهم وإعطائهم الأولوية فى تقديمهم على قوائم الانتخابات، فمصر دولة يراها الغرب أنها محظوظة لوجود نسبة شباب تصل إلى 60٪ من شعبها.
السؤال هنا: ماذا يفعل الشباب وهم يرون القوى السياسية تتناحر على القائمة المخصصة للفئات المحددة فى الدستور. ولكننا أصبحنا نسمع أن القوائم مخصصة للأحزاب السياسية، بالتأكيد هذا مفهوم خاطئ فيجب على الأحزاب أن تتنافس على الفردى وتترك القائمة للكفاءات من الفئات السبع التى نص عليها الدستور.
فى الحقيقة، المواطن المصرى الآن فى حالة توهان من شرذمة القوى السياسية واتهام بعضهم لبعض وأصبح الآن يتمنى تكوين جبهة تعلى مصلحة الوطن وأنه يأمل أن يرى وجوهاً جديدة تحمل آمال وطموحات ثورتى ٢٥ يناير، و٣٠ يونيو، والمواطن الآن فى حالة من الرعب من تفتيت الأصوات بين كل القوى المدنية نتيجة إحساس كل حزب بقوته الوهمية المبنية على أساس قدرته على الإنفاق والمبالغة فى حجم الدعاية التى يتخيل أنها تؤثر فى الناخب وتوجهه وهو لا يدرى أن التوجيه بالدعاية يمكن أن يأتى بنتائج عكسية يشعر فيها المواطن بأنه أمام توجيه وهذا ما حدث فى الدستور الإخوانى للدعاية المبالغ فيها من القوى المدنية حينما كنا نوجه المواطن بالتصويت بلا أتت بنتيجة عكسية هو البعض الآخر يدعى أن لديه شعبية وقواعد شعبية والآخر يعتمد على شعبية النواب القدامى دون تحليل لطبيعة الناخب وما طرأ عليها من تغيير. إذن، نحن أمام عدة بدائل إما أن ينشأ حزب للرئيس ينضم إليه الشباب وجيل الوسط وبعض النخب السياسية التى ترغب فى العطاء. وبهذا قد نكون حاولنا خلق نخب جديدة يثق فيها المواطن مدركة خطورة الوضع. ولكن هذا البديل مرتبط بتجربة الحزب الوطنى مهما حاولنا أن ننقحها من آفة المصالح ويصبح هدا البديل عبئاً على الرئيس لأنه يحمل أخطاء نظام سابق استأثر بالحكم فترك مرارة لدى المواطن.
أما البديل الثانى، فهو أن تتم الانتخابات بهذا الشكل من خلال قوى سياسية مفتتة فقدت الثقة بينها وبين الشارع ويضطر المواطن للرضوخ لأصحاب المال السياسى والإعلام السياسى واختيار النواب بمبدأ ورؤية هؤلاء وتستطيع فى أى وقت توجيه البرلمان لرؤيتهم وتسيطر على السلطة التشريعية بما يصب فى مصالحهم وسيطرتهم على الاقتصاد والإعلام والبرلمان يجعل منهم مراكز قوى لا يستطيع أحد الوقوف أمام مصالحهم وتصبح آمال وأحلام البسطاء من المصريين الذين يحلمون بالعدالة الاجتماعية فى يد أباطرة المال. وهذا البديل له ميزة أن يتعلم المجتمع جنى اختياراته ولكن بالتأكيد نحن الآن لا نستطيع احتمال تجربة فاشلة، فما الحل الآن؟
وأخشى أن يحدث ردة فى الشارع المصرى ويعزف المواطن مرة ثانية عن المشاركة، لأنه أصبح يرى أنه أمام اختيارات غير راضٍ عنها وبالأخص أن كثيراً من المواطنين الشرفاء الأكفاء يعزفون عن الترشح ليعفوا أنفسهم من الصراعات والمال السياسى والتشهير بهم وبأسرهم.
وبعد كل هذا، أصبح الواجب على القوى السياسية أن تقف أمام مسئوليتها وتتوحد وتقدم أفضل العناصر التى يرضى عنها المواطن وتعيد جسور الثقة بينها وبين المواطن وهذا سهل جداً إذا شعر المواطن بأنهم يعملون للصالح العام وليس لديهم هدف أسمى من رفعة الوطن. عاشت مصر حرة بكل سواعد الشرفاء.