توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان

  مصر اليوم -

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان

مارجريت عازر


سيدى الرئيس.. لقد أحبّك كل المصريين وشعروا فى وجودك بأن دولة القانون سوف تسود وأن مصر لا يمكن أن تعود إلى الوراء ولا يمكن أبداً أن تحدث تفرقة بين أبناء الوطن الواحد. والآن أنا لا أتخيل أبداً أن يعامل المصريون المسيحيين بهذا الشكل فى كفر درويش بمحافظة بنى سويف، وإذا كان هذا قد حدث فى ظل أيام القوى الظلامية فهذا كان متوقعاً فقد كان الهدف منه هو تغيير الهوية المصرية. وهنا أتذكر ونحن فى مجلس الشعب الإخوانى فى مناقشة أحداث دهشور وقتها وقفت وطلبت الكلمة وقلت إذا كُنْتُمْ قبل ثوره ٢٥ يناير تتبرأون من الأحداث الطائفية وتتهمون النظام السابق بإثارة الفتن لتغطية فشله وإلصاقها بالإخوان لإثارة الناس ضد الإخوان وقلت عليكم أن تثبتوا للمواطنين أنكم قادرون على الردع واحترام دولة القانون وقد أصبحتم الآن أصحاب القرار. ورفضت الذهاب مع الزملاء فى الجلسة العرفية لأنى كنت أرى من وجهة نظرى أن هذا إهدار لسيادة القانون. والآن سيدى الرئيس ونحن فى دولة ترسخ لمبادئ القانون، والمواطنون أمام القانون متساوون فى الحقوق والواجبات، لا يجوز أن تهتز هيبة الدولة أمام بلطجية يدعون الدين ويهجرون الناس تهجيراً قسرياً؛ فمصر الآن لا تحتمل هذا. فعندما يصدر قرار من السيد الرئيس ببناء كنيسة باسم الواحد والعشرين شهيداً مسيحياً فى ليبيا ويرفضون بناء الكنيسة بحجة أن الكنيسة فى مكان متميز.. فهل التيار السلفى أصبح أقوى من مؤسسات الدولة؟ وهل يوجد مبرر لمديرى الأمن والمحافظين فى الاستجابة للتيار السلفى؟

هل يحدث هذا عمداً لإشعار الناس بأن هذا التيار السلفى أقوى من مؤسسات الدولة أو أن الدولة تنحاز إليهم؟

بالتأكيد أنا أعلم أن مؤسسة الرئاسة لا تعلم تفاصيل المأساة التى يعانيها المواطن المصرى المسيحى أو حتى المسلم الذى لا يستطيع توصيل صوته.

سيدى الرئيس.. إن هؤلاء المسئولين لا يقلون عن الجماعات الإرهابية لأنهم يبثون مفاهيم التفرقة ويزيدون الاحتقان فى الشارع المصرى.

سيادة الرئيس.. المواطن المقهور الذى يشعر بالظلم فى بلاده قد يتحمل الغلاء لأنه يعلم أننا فى ظروف استثنائية ويحتمل الفقر لأنه يثق فى أنك تعمل ليل نهار لتحسين أحواله وحتى إن لم يشعر هو بالتحسن فى حياته فسوف يشعر به أبناؤه.. لكن ما لا يحتمله هو القهر والذل والتهجير والتفرقة وشعوره بأنه مواطن من الدرجة الثانية. رغم أن هذا المواطن يحب تراب الوطن ويضحى بروحه وبأغلى ما عنده فداء هذا الوطن العظيم؛ لأنه يعلم أنه ليس له وطن بديل وأن آباؤنا وأجدادنا ماتوا فداء لهذا الوطن.. فإلى متى سيادة الرئيس يلازم هذا الشعور أبناءك من المصريين المسيحيين. إذن، لا بد من الضرب بيد من حديد على كل من يعمل لتفرقة أبناء الوطن الواحد. فخطابك سيدى يسعد كل المصريين لأننى دائماً أكرر أن خطابك يسعى لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى السمح التى بثتها الأنظمة الفاسدة والتيار اليمينى المتطرف، فأنت رئيس لكل المصريين وأنت قدوة لكل أبنائك من المصريين؛ لذا لا بد من محاسبة كل مسئول يساهم فى الاحتقان والتفرقة. ومن هنا لا بد من تفعيل «مفوضية ضد التمييز» التى نص عليها الدستور لمحاسبة كل الانتهاكات التى تحدث يومياً فى المؤسسات الحكومية وغيرها من الترقى فى المناصب ضد المرأة والأقباط والمعاقين.

أين المجلس القومى لحقوق الإنسان.. هل يجوز لهذا المجلس التعليق على أحكام القضاء وترك القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان مثل قضية التهجير الآن فى كفر درويش وغيرها؟

سيدى الرئيس.. آن الأوان للبت فى حل المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة، هذين المجلسين اللذين لهما أهمية كبرى فى المرحلة المقبلة لأنهما صمام أمان فى عدم انتهاك حقوق الإنسان وقضايا المرأة المعلقة التى لا تتقدم بفضل الكلام فى الغرف المغلقة دون تحرك حقيقى لتنميتها وحل مشاكلها. أرجو أن يتم البت فى هذين المجلسين اللذين يستنزفان جزءاً من ميزانية الدولة دون أى جدوى. المجلس القومى للمرأة تم حله منذ أكثر من خمسة شهور ولا نعلم من يديره، والمجلس القومى لحقوق الإنسان تشكل فى مرحلة لا يمكن استمرارها مع الاحترام لكل الزملاء به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان صلاحيات القومى لحقوق الإنسان



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon