مارجريت عازر
جلست مع بعض الأصدقاء الوطنيين المهمومين بشئون الوطن نتناقش عن أحوال البرلمان والقوى السياسية التى تعمل على الأرض ورؤيتها هل هى مستعدة لتقديم العناصر الكفؤة بغض النظر عن كونهم حزب وطنى أو الشباب أو جيل الوسط أو حتى من كبار السن الذين لديهم خبرة نحتاجها، خاصة أن النظام السابق جرف الحياة السياسية وجعلنا الآن فى مأزق حقيقى يعانى منه البلد كله.
فالشارع المصرى الآن يجلس متفرجاً على التحالفات التى تقام وكل منهم يضع يده فى يد الآخر واليد الأخرى مع التحالف الآخر.
كل منهم يستقطب النفوس الضعيفة التى تبحث عن المصالح الشخصية لتفكيك التحالفات وهم متخيلون أن هذه هى المنافسة الشريفة وتحالف قوى الشر والمصالح. بغض النظر عن الصالح العام وأن مصر الآن فى أشد احتياجها إلى الكفاءات والاهتمام ببنائها.
سيدى الرئيس: المواطن المصرى يحمِّلك المسئولية؛ لأنه تربى على ثقافة ترسخت أكثر من ستين عاماً أن الرئيس يعمل كل حاجة، فعندما ينقطع التيار الكهربائى يقول أين الرئيس، لأنه حينما يتدخل الرئيس يتحسن الوضع بقدرة قادر، عندما يموت طفل فى مدرسة يقول أين الرئيس، وتجلس القوى السياسية تتفرج ماذا تفعل الحكومة.
فالآن قوى الشر تتحالف والمصالح تتصالح والمواطن لا يثق فى أحد كما يثق فى الرئيس ويتمنى أن تتدخل فى العشوائيات التى نحن فيها الآن، فالإعلام أصبح هيئة اتهام تربك الناس هل هذا صحيح؟ وأين الدولة من هؤلاء المتآمرين؟ وأين القضاء من ردع الإعلام إذا كان هذا غير صحيح؟ وهل سكوت الدولة وبطء البت فى القضايا الخاصة بالرأى العام يضعف هيبة الدولة ويجعل المواطن فريسة لكل الأفكار الهدامة؟ لأنه فقد الصدق والشفافية فى المعلومة. ولكن فى وسط كل هذه الضبابية تظهر قرارات الرئيس التى تبث الثقة والأمل فى قلوب الشرفاء. فاختيار السيدة الفاضلة الوزيرة فايزة أبوالنجا لملف الأمن القومى، وهى كما رأيتها فى البرلمان الإخوانى، وكانت تتولى منصب وزيرة التعاون الدولى، تواجه محاولات الإدارة الأمريكية فى اختراق الأمن القومى من خلال تمويل بعض منظمات المجتمع المدنى ذات الأهداف السياسية والحقوقية بملايين الدولارات وتم توجيهها إلى أعمال الفوضى وتحقيق الأجندة الأمريكية فى مصر وهدفها الأول إسقاط الدولة وليس إسقاط النظام وهذه السيدة العظيمة تمتلك الملفات المتعلقة بالتمويلات الأجنبية.
الموقف الآخر الذى أثلج قلوب المصريين إعلان القاهرة بين مصر واليونان وقبرص على ترسيم الحدود البحرية ووضع تركيا فى كماشة السيسى والرد على مهاترات أردوغان بقيمة مصر ليس بالكلام والعنجهية الفارغة واستعراض القوى التى ليس لها وجود ولكن الرد بقيمة مصر وقيادتها المدركة قوتها وقيمتها.
الموقف الثالث موافقة البنك الدولى على إقراض مصر ٥٠٠ مليون دولار لإعادة الإعمار والتنمية لتنفيذ مشروع توصيل الغاز الطبيعى للمنازل وأن ٧٧٪ من القرض ستقدم منحة والمبلغ المتبقى يسدد على ٢٨ سنة منها سبع سنوات فترة سماح وهذا يعنى الكثير، فالبنك الدولى لا يعطى أموالاً إلا إذا تأكد من أن مصر أصبحت على الطريق الصحيح وأن الاستثمار فى مصر سوف يكون فرصة حقيقية وأقول كل هذا ليس فقط للسرد ولكن المعنى أننا نثق فى الدولة وأنها لا تترك الأمر فى يد أصحاب المصالح ومن لديهم مراهقة سياسية ويتخيلون أنهم سوف يتحكمون فى الدولة فى غيبة وانشغال قيادتها، فى قضايا التنمية يتصورون أنهم سوف يلوون ذراع الدولة ويضعون المواطن أمام أحسن الوحشين ويرجع المواطن مرة ثانية للتقوقع وهذا ما لا أتوقعه لأنه للأسف الشديد كل منهم له رصيد من السوء لدى الدولة والمواطن، وإن شاء الله مصر سوف تخرج من كبوتها بقوة شعبها وثقته فى اختياره لأناس وطنيين لا يبغون إلا مصلحة الوطن والحفاظ على مستقبل أولادهم وأحفادهم.. عاشت مصر حرة قوية.