تعتبر ذكرى 6 أكتوبر1973 محطة فارقة فى التاريخ المصرى، فهى ليست مجرد انتصار عسكرى، بل تحولت إلى رمز لإرادة الشعب المصرى فى استعادة الأرض والكرامة بعد سنوات من الاحتلال والهزيمة. وفى المقابل، تأتى ذكرى 7 أكتوبر مع إسقاط دول، وتشريد شعب، لتقدم صورة معاكسة تمامًا لما يمكن أن يحدث عندما تتدخل القوى الخارجية بشكل مباشر، وتقع الشعوب ضحية للصراعات.
فى 6 أكتوبر 1973، نجحت مصر فى تغيير مجرى التاريخ بإطلاق عملية «بدر» لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى. تميزت الحرب بالتخطيط العسكرى المتقن والسرية الكاملة، وكانت الجبهتان المصرية والسورية تتعاونان لتحقيق هدف مشترك وهو تحرير الأراضى العربية المحتلة. استغلت مصر عنصر المفاجأة بشكل كبير، حيث كانت القوات المصرية قادرة على عبور قناة السويس وكسر خط بارليف، الذى كان يُعتبر آنذاك واحدًا من أكثر الخطوط الدفاعية قوة فى التاريخ العسكرى.
لم يكن هذا النصر فقط نصرًا عسكريًا، بل كان نصرًا نفسيًا ومعنويًا لمصر والعالم العربى. جاء بعد سنوات من الهزيمة والنكسة فى 1967، حينما احتلت إسرائيل مساحات واسعة من الأراضى العربية. لقد أعاد 6 أكتوبر الأمل فى إمكانية استعادة الحقوق بالقوة، وأظهر قدرة الجيوش العربية على التنظيم والانتصار إذا توفرت الإرادة. كما كان له دور رئيسى فى استعادة مصر سيناء بشكل كامل من خلال مفاوضات السلام اللاحقة التى بدأت فى كامب ديفيد عام 1978.
فى يوم 6 أكتوبر 1973، حققت مصر نصرًا عسكريًا تاريخيًا على إسرائيل، يعد من أعظم الانتصارات فى تاريخ الأمة العربية. تمكن الجيش المصرى من عبور قناة السويس وكسر خط بارليف، الذى كان يُعتبر أحد أقوى التحصينات العسكرية فى العالم. استعاد العرب بهذا النصر كرامتهم التى تضررت إثر هزيمة 1967. لم يكن النصر مجرد تقدم عسكرى، بل كان إحياءً للأمل فى الوحدة والتضامن العربى، وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية.
كانت حرب 1973 حربًا تقليدية بين دولتين، مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، بهدف استعادة الأراضى المحتلة فى 1967. التحضير للحرب كان دقيقًا واستند إلى تخطيط عسكرى محكم، حيث تعاونت مصر مع دول عربية أخرى، مثل السعودية والكويت، التى استخدمت سلاح النفط للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل. تميزت هذه الحرب بالتنسيق العالى بين الجبهتين المصرية والسورية، والإصرار على تحقيق أهداف محددة تتمثل فى استرداد الأرض وتحقيق توازن عسكرى جديد فى المنطقة.
على الجانب الآخر، فى 7 أكتوبر 2023، قامت حركة حماس بإطلاق هجوم كبير على إسرائيل فى إطار ما يُعرف بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى المستمر. كان الهجوم مفاجئًا وشمل إطلاق مئات الصواريخ والهجمات البرية على المستوطنات الحدودية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. هذا الهجوم كان جزءًا من سلسلة تصعيدات بين حماس وإسرائيل، والتى غالبًا ما تنتهى بتشريد المدنيين الفلسطينيين نتيجة للرد الإسرائيلى العنيف على قطاع غزة.
الفرق الأساسى بين نصر 1973 وهجوم 2023 يكمن فى طبيعة الفاعلين، الأهداف والنتائج. ففى حرب أكتوبر 1973، كانت المواجهة بين دول مستقرة لديها مؤسسات عسكرية نظامية، وتسعى لتحقيق أهداف وطنية واضحة تتعلق باستعادة الأراضى المحتلة. أما هجوم حماس، فهو جزء من صراع غير متكافئ بين دولة تتمتع بقدرات عسكرية متطورة (إسرائيل) وحركة مقاومة تعتمد على أساليب حرب العصابات. الهدف من الهجوم لم يكن استعادة أرض بالمعنى التقليدى، بل محاولة فرض ضغوط على إسرائيل من أجل تخفيف الحصار وتحسين ظروف الفلسطينيين فى غزة.
بينما كان نصر 1973 جزءًا من مسار لبناء الأمة وإعادة الكرامة العربية، فإن هجوم 2023 يعكس تعقيد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، الذى أصبح يتضمن أبعادًا سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. على الرغم من أن هجوم حماس قد يُعتبر بالنسبة للبعض تحديًا للسيطرة الإسرائيلية، إلا أنه فى الواقع قد أدى إلى تصعيد التوتر وزيادة معاناة المدنيين، سواء فى غزة أو فى إسرائيل.
من زاوية أخرى، يبرز تساؤل هام حول مدى تحقيق كل عملية للأهداف التى تسعى إليها. فى حرب أكتوبر 1973، تمكنت مصر من استعادة سيناء عبر المفاوضات لاحقًا، وبذلك حققت هدفها الاستراتيجى الرئيسى. أما فى هجوم 2023، فالنتائج قد تكون عكسية على المستوى الاستراتيجى، حيث إن إسرائيل غالبًا ما ترد بعنف مضاعف، مما يفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة.
بالتالى، يمكن القول إن حرب 6 أكتوبر 1973 كانت رمزًا للنصر العسكرى والاستراتيجى الذى أسهم فى بناء الدولة واستعادة الكرامة، بينما هجوم 7 أكتوبر 2023 يمثل جزءًا من صراع مستمر ومتكرر يفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية فى المنطقة دون أفق واضح للحل. الفرق الجوهرى هو أن الأولى كانت حربًا بين جيوش ودول لتحقيق أهداف وطنية محددة، بينما الثانية هى جزء من صراع غير متكافئ، غالبًا ما يدفع المدنيون ثمنه الأكبر.