توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام سلاح العالم القادم

  مصر اليوم -

الإعلام سلاح العالم القادم

مارجريت عازر


لقد تحمست للسفر إلى ألمانيا لأنى أعلم مدى التحديات التى تقابل الزيارة وخطورة اللوبى التركى الحمساوى فى ألمانيا، وأن سبب سفر بعض المصريين هو الدفاع عن قضيتهم ومساندة رئيس يعمل ليل نهار لتصحيح مفاهيم الغرب تجاه ثورة ٣٠ يونيو التى روجها الإعلام من خلال قناة الجزيرة التى تبث ليل نهار فى كل فنادق أوروبا باللغتين العربية والإنجليزية وتكاد أن تبث فى كل الفنادق دون أجر تقريباً. وحتى عندما ذهبت إلى اليابان من قبل لم أجد أى قناة عربية فى التليفزيون اليابانى إلا الجزيرة، هذه القناة التى تبث سموماً تجاه مصر ورئيسها. فهى تفبرك أحداثاً فى مصر لم تحدث مثل مظاهرات وآراء مغايرة للواقع المصرى. وهذا استوقفنى لأسأل «أين الإعلام المصرى أقدم أعلام عربى من بث قناة تستطيع أن تعبر عن الواقع المصرى وتصبح إحدى أدوات الدبلوماسية المصرية الناقلة للحقيقة والمعبرة عن إرادة الشعب المصرى الذى يرد على كل الافتراءات والأحداث الملفقة والكاذبة الموجهة لصالح أعداء الوطن أصحاب الأجندات الموجهة؟». وما سبّب لى حزناً شديداً هو النظرة السطحية التى تناولتها صفحات التواصل الاجتماعى وبعض الإعلاميين عن سفر بعض الفنانين وأخذوا يتشدقون عن الوفد المرافق للرئيس رغم أننى أعلم تماماً أن الرئيس لم يأخذ وفداً لا من الفنانين ولا من غيرهم بل ذهب الجميع متطوعاً على نفقته الخاصة لأهمية هذه الزيارة خاصة أن ألمانيا عصب الاقتصاد الأوروبى ولها أهمية كبرى بالنسبة لمصر، خاصة بعدما رأينا هذا فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ وما قدمته شركة سيمنز الألمانية من مشروعات للطاقة، وأكثر بلد فى الاتحاد الأوروبى يوجد به أكبر تجمع إخوانى ونحو ثمانية مليون تركى وحمساوى، وما أعلن من تصريحات على لسان رئيس البرلمان الألمانى. فكان علينا أن نثبت أن كل ما يتردد عن الوضع فى مصر غير حقيقى وأن الشعب المصرى يقف وراء رئيسه، وأن الرئيس المصرى يحظى بشعبية جارفة من المصريين المؤيدين لثورة ٣٠ يونيو وأنها ليست انقلاباً عسكرياً لكنها إرادة شعبية حقيقية. والغريب أننا دائماً نتشدق بالماضى وما فعلته القوى الناعمة فى الستينات وما فعله الفنانون المصريون بعد هزيمة ٦٧ وكيف كانت أم كلثوم وعبدالحليم سفراء لمصر فى الخارج، والآن لماذا تعلو نغمات عدائية عن الدبلوماسية الناعمة ومشاركة الفنانين؟ ألم يكن الفن المصرى فى يوم ما سفير مصر فى العالم؟ ألم يكن يوماً جزءاً كبيراً من اقتصاد مصر؟ لماذا إذن كل هذا الانتقاد ولماذا لم يركز الإعلام على الإيجابيات التى حدثت كالاتفاقيات التى تم التعاقد عليها. وكيف أن الدبلوماسية الشعبية استطاعت دخول البرلمان الألمانى الذى كان يرفض الزيارة وشرحت العديد من الأمور التى بها لبس مثال عدم وجود برلمان حتى الآن فى مصر وأن السبب هو احترام أحكام القضاء ولا دخل للحكومة فى هذا ولا يوجد تدخل من الرئيس فى هذا الشأن وأن هذا ناتج عن حكم المحكمة الدستورية العليا. وعندما تكلموا عن قانون التظاهر تم الرد بأننا ليس لدينا قانون لمنع التظاهر بل لدينا قانون لتنظيم حق التظاهر الموجود فى كل بلدان الدنيا لأن من له حق التظاهر وحق التعبير عن رأيه فالآخرون من حقهم ممارسة حياتهم الطبيعية ومن حق الدولة عدم تعطيل مؤسساتها من أجل فئة تتظاهر فلا بد من تحديد الأماكن والتوقيتات مثل كل دول العالم. وإذا كان بعض النقاط التى يجب أن تعدل فى هذا القانون مثل عقوبة الحبس التى مكانها قانون العقوبات فإن مجلس الشعب المقبل سوف يراجع كل هذا ويعدل أو يلغى ما يستحق التعديل أو الإلغاء. فلا بد من أن نشجع الجميع بدلاً من النقد غير البنّاء. مصر تحتاج الآن لجهود كل أبنائها وكل من يعمل شيئاً من وجهة نظره أن يفيد فأهلاً به ما دام ناتجاً عن حب لتراب الوطن الغالى.

والآن الأهم هو التفكير السريع فى عمل قناة موجهة إلى دول العالم لتوضيح قضايا مصر. ونحن نعلم أنها مكلفة لأننا سوف نضطر لتسويقها حتى لو مجاناً فى كل مكان خارج مصر للتصدى للهجمة الشرسة على مصر وهذا الدور لا يستطيع أحد عمله إلا الإعلام القومى (التليفزيون المصرى) لا بد أن يكون منارة الإعلام المستنير الذى يعبر عن مصر والمصريين، فالعالم الآن يستخدم الإعلام فى الجيل الرابع من الحروب لذلك يجب أن تكون لدينا أدواتنا من إعلام قوى لا يترك الرأى العام الخارجى يستقى معلوماته من إعلام موجه يبث ما يريده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام سلاح العالم القادم الإعلام سلاح العالم القادم



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon