توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة؟

  مصر اليوم -

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة

مارجريت عازر

فى الحقيقة أنا أتفهم أن الجميع حريص على مصلحة الوطن، وأن الهدف الأساسى من التحالفات هو الصالح العام، وأن الجميع يسعى إلى خلق مناخ جديد لبناء مصر الحديثة التى نحلم بها جميعاً، وأن مجلس الشعب المقبل يعد من أهم المجالس التى تشهدها مصر، وذلك لأن البرلمان أصبح لديه صلاحيات أوسع، ولأنه منوط به ترجمة الدستور الذى استُفتى عليه الشعب إلى قوانين تحقق آمال وأحلام المواطن المصرى، ولذلك لا بد أن يكون هذا المجلس معبراً عن إرادة حقيقية للشعب يهتم بمشاكله وهمومه ويسنها فى قوانين لصالح المواطن لا لصالح جماعة أو فئة أو أصحاب مصلحة، ولذلك أنا أتفهم قيمة التحالفات.
ولكن الغريب حينما نسمع أن بعض التحالفات تُنشأ لتساند الرئيس عبدالفتاح السيسى رغم إعلانه مراراً وتكراراً أنه لا ينتمى لحزب أو ظهير سياسى ما، وأن هؤلاء لا يريدون إلا الاستفادة من شعبية وحب الناس للرئيس، ولا يدركون أنهم يضرون بالوطن والرئيس، لأنهم يخلون بمبدأ مهم فى الدستور وهو مبدأ الفصل بين السلطات، فالرئيس يملك السلطة التنفيذية والبرلمان يمتلك السلطة التشريعية، فكيف تساند الرئيس وأنت جهة رقابة؟!
كفاكم استخفافاً بعقول المصريين، فقد قالها الرجل واضحة إنه لا يلجأ إلى ظهير سياسى ولكنه يريد ظهيراً فكرياً وشعبياً، فالسند الوحيد هو حب الشعب وإيمانه بقيادة وطنية تعمل لصالحه.
فقد قابلنى أحد الأصدقاء فى مناسبة، وقال لى: أنتِ تتكلمين عن التحالفات الانتخابية وأنها لا بد أن تكون ذات أيديولوجية واحدة فهذا خطأ، لأنه يوجد فرق بين التحالفات الانتخابية والتحالفات السياسية.
فابتسمت وقلت له: يا صديقى كيف نعمل تحالفات انتخابية ذات مرجعيات مختلفة وندعو الناس لانتخابها معاً برغم اختلاف برامجهم وكل منهم ينتهج منهجاً مخالفاً للآخر؟ أليس هناك عقد بين الناخب والمرشح أن يعبر هذا النائب عن توجهات وانتماءات الناخبين فى البرلمان؟ فكيف أنتخب قائمة من الليبراليين وهم يؤيدون الاقتصاد الحر والضريبة الموحدة على سبيل المثال، ومعهم فى نفس القائمة اتجاه يسارى مثلاً يؤمن بالقطاع العام وسيطرة الدولة على المشروعات ويؤيد الضريبة التصاعدية؟! وهل هذا ترسيخ لمبدأ الانتخاب دون وضع برامج، إلا عندما ندخل البرلمان كل عضو يعبر عن الأيديولوجية الخاصه به، ونرجع مرة أخرى لعدم وجود كتل برلمانية؟ لذلك يجب احترام عقلية الناخب وتركه يختار من يمثل أفكاره ورؤيته، ولا يكون الغرض من التحالف فقط الحصول على مقاعد، ولكن الغرض تكوين تيارات قوية فى المجتمع تعبر عن كل الفئات وتتبنى القوانين التى تؤمن بها لتحقيق السياسات التى تتبناها.
وأنا أعلم أن هدف التحالفات هدف سامٍ، هو تجميع أفضل العناصر الموجودة داخل التيارات المختلفة لتقدم أفضل ما عندها من قوانين لصالح المواطن، وتقديم واجهة جديدة وطنية هدفها الأول والأخير مصلحة مصر والمصريين.
وأخيراً، أقول إن كل النوايا وطنية والجميع يريد الخير والنهوض بمصر كل منا بطريقته. حمى الله مصر من كل شر وحمى كل أبنائها الشرفاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات السياسية غاية أم وسيلة التحالفات السياسية غاية أم وسيلة



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon