توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة بين التطرف والتخلف!

  مصر اليوم -

المرأة بين التطرف والتخلف

مارجريت عازر

فى الحقيقة حينما سمعت وشاهدت حملة خلع الحجاب أصابتنى خيبة أمل ممن يدعون مناصرة قضية التنوير ومساندة المرأة.

فقضية التخلف وردة دور المرأة لا يمكن اختزالها فى مظهرها، وكما يستطيع الرجل ارتداء الجلباب والآخر البدلة وآخر قميصاً بكم أو نصف كم، المرأة لها حرية أن ترتدى ما يتناسب معها دون إخلال بالذوق العام. سيدى الفاضل قضية المرأة تبدأ بالقضاء على الجهل والفقر. كنت أتخيل أن المثقفين والنخب تتبنى القضاء على الموروثات الاجتماعية التى تجعل المرأة أكثر المواطنين تسرباً من التعليم وأن نساهم فى وضع مناهج تعليمية فى المدارس تعيد مكانة المرأة وغرس مفاهيم صحيحة تجاه المرأة، بدلاً من النظرة المتدنية واختزالها فى الجسد والإنجاب، متى تتحرر المرأة من يد المتطرفين الدينيين والمزايدين الليبراليين بقضايا المرأة؟ فالمرأة الآن فى ظل مصر الجديدة وبقيادة قائد يحترم المرأة ويقدر دورها نأمل أن تكون النظرة للمرأة نظرة شاملة لا تقتصر على الجسد والزى، وأن نفكر فى كيفية النهوض بدور المرأة، والأهم أن نؤمن بأن المرأة أصل التنمية البشرية، فكلما حاولنا خلق أجيال جديدة من النساء متعلمة قادرة على التحدى نهضنا بالمجتمع ككل، فالمرأة مربية ومعلمة الأجيال ولا أقول الرجال فقط فهى حينما تكون قادرة على التحدى والعمل وقهر الفقر والجهل تستطيع أن تصدر كل هذه القوى للأجيال، فلا يستطيع إنسان مقهور يشعر بالعجز أن ينشئ جيلاً قوياً، وأخيراً أقول إن مصر بها الكثير من القضايا الأكثر أهمية التى تهم الصالح العام. ومن يشعل هذه الموضوعات الآن لا يقدر أن مصر الآن فى حرب على الإرهاب والتخلف والفساد، وأنه بدلاً من الدخول فى مهاترات لا تفيد، الآن علينا أن نوجه جهدنا للبناء، والأهم من قضية المرأة وماذا ترتدى، ماذا نقدم لدعم المرأة العاملة من قوانين تيسر عليها العمل داخل وخارج البيت، وكيفية حل مشكلة المرأة المعيلة والفقيرة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ثلث الأسر المصرية تعولهم امرأة.

ومن هنا يأتى دور المرأة فى إثبات الوجود، وأنها قادرة على الوجود مثلها مثل قرينها الرجل، وأن لديها قدرات تستطيع استخدامها فى خدمة المجتمع، فالمرأة المصرية منذ ٢٥ يناير و٣٠ يونيو أصبحت قادرة على تغيير الواقع الذى يهدد مستقبل أولادها.. (لا يحك جلدك مثل ظفرك) هذا مثل شعبى يردده العامة، فلا يستطيع أحد تحرير الموروثات الاجتماعية إلا إذا بدأت المرأة بنفسها، وتشجيع النساء بعضهن البعض على كل المستويات، وتقديم أفضل العناصر منهن فى كل المجالات حتى نستطيع تخطى هذه المرحلة الصعبة. وعلينا نحن دور كبير فى التوعية، فلا بد من العمل فى مؤسسات المجتمع المدنى التى تسعى إلى رفعة المجتمع، ونحن النساء أجدر بعودة مؤسسات المجتمع المدنى لدورها الحقيقى فى تنمية المجتمع ومحو الموروثات والأفكار المغلوطة التى بثت فى أذهان الكثير من المصريين، ومساعدة الدولة فى القضاء على الأمية والفقر، فأنا أعلم أن النساء لديهن قدرة كبيرة فى إقناع رجال الأعمال وأزواجهن بعمل الخير، وكما كان مستشفى سرطان الأطفال فكرة انطلقت من ذهن امرأة، هكذا يمكن تبنى العديد من المشروعات، فأنا أتمنى أن نتبنى فكرة عمل قرية نموذجية، ونختار أفقر قرية فى صعيد مصر ويتم العمل بها لمحو الأمية وعمل مشروعات للطاقة الشمسية ومشروعات لتدوير القمامة ومشروعات متناهية الصغر لتمكين المرأة اقتصادياً وعودة القرية المنتجة بدلاً من القرية المستهلكة، فكل هذه المسئوليات يجب أن يتبناها المجلس القومى للمرأة فى الدورة المقبلة والمؤسسات النسائية دون أى أعباء على الدولة، فإذا نجحنا فى عمل قرية أو أكثر نموذجية بالجهود الذاتية فقد يشعر المسئولون أن المرأة تستطيع أن تتقلد كل المسئوليات بما فيها منصب المحافظ. والله المستعان وتحيا مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة بين التطرف والتخلف المرأة بين التطرف والتخلف



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon