مارجريت عازر
لقد شرفت بحضور لقاء القوى السياسية والأحزاب مع المشير عبدالفتاح السيسى. وكل مرة تسعدنى الظروف للقاء سيادته اكتشف جوانب تبهرنى، فقد رأيت الرجل قوياً يعلم ببواطن الأمور وكل كلمة قالها كانت رسالة قوية. حينما تكلم عن الأحزاب السياسية، وأنه لا بد من توحيد الصف وأن التفتيت الآن يضعف الحياة السياسية. نعم التعددية الحزبية هى الأساس، ولكن لا بد أن تكون تعددية قوية تعبر عن مطالب المواطن وتضع سياسات بديلة لحل المشكلات التى يعانى منها الشعب. والأهم من ذلك تكون مفرخة للشباب ونحن الآن فى احتياج للشباب المؤهل فى كل المجالات، ولكل المناصب. فقد تكلم المشير عن نسبة الشباب ما دون الثامنة عشرة حوالى 35 مليوناً وما فوق الثامنة عشرة حتى ٣٥ حوالى ٣٥ مليوناً، أى نسبة كبيرة لا بد أن تتولى مسئولية مصر فى السنوات المقبلة ويجب أن كل هذا الشباب يوجه توجيهاً صحيحاً، ولا بد أن يعد إعداداً جيداً حتى يستطيع أن يتولى المسئولية. وكانت هذه رسالة ضمن العديد من الرسائل التى وجهها للقوى السياسية.
كما تكلم عن دور الخطاب الدينى وتأثيره فى شعب متدين مثال شعبنا العظيم، وتكلم عن أن (الصدق) خطاب دينى (الإخلاص فى العمل والأمانة فى الأداء واحترام الآخر) كل هذا خطاب دينى وأن هذه الصفات قدوة وهو سيكون صادقاً أمام الشعب حتى يكون قدوة للجميع لأنه راعٍ وكل راعٍ مسئول عن رعيته وذكر أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، جاء ليتمم مكارم الأخلاق وأن الإسلام الصحيح هو الأخلاق والسلام والحب والتعاليم الوسطية التى تتقبل الآخر وأن العصمة الحقيقية لله وأن كل شخص حر فى اختيار معتقداته ولا يجب فرضها على غيره.
لقد وجدت فى الرجل الإلمام الحقيقى بالمشاكل وتحضير الحلول المدروسة، لأنه مواطن من قلب هذا الوطن من (الطبقة المتوسطة) العمود الفقرى لأى مجتمع يريد أن ينمو. إنه من حى الجمالية تربى فى وسط البسطاء يحمل آلام وأوجاع البسطاء من أهالينا وطموح وآمال هذه الطبقة التى تربط بين البسطاء والأغنياء لتحقيق التنمية الحقيقية.
الرجل تكلم بصدق دون محاباة لأحد أو مواءمة للحصول على أصوات وهو يثق فى الشعب الذى استدعاه بأنه قادر على فعل الكثير والكثير بإرادة وعمل هذا الشعب العظيم الذى بنى أكبر حضارة فى التاريخ. فهو يراهن على الشعب الذى أراد الحياة واسترداد حريته ولم يردخ أبداً لأى نظام فاسد. فحينما يتكلم عن سيدة بسيطة تبيع «فجل» فى الشارع ترسل له رسالة تقول إحنا معاك هانجوع علشان تنجح بمصر. هذه طبيعة الشعب المصرى العظيم عندما يصدق الحاكم ويثق فى وطنيته وليس له أى اهتمام غير صالح الوطن يفديه بروحه ودمه ولنا تجربة عظيمة فى هذا. الشعب كان يحب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وحينما تبنى مشروع النهضة بمصر كان المصريون كلهم يعملون وحينما انهزم وطلب التنحى خرج عن بكرة أبيه يطالبه بالبقاء. وهذا الرجل القائد يعرف قيمة شعبه ويراهن على قدراته وإرادته فى التنمية والتقدم. وأخيراً أتوجه لهذا الشعب العظيم بالنزول للإدلاء بأصواتهم لأن هذا أصبح واجباً وطنياً نعلمه للأجيال المقبلة، والله يولى من يصلح إن شاء الله.