مارجريت عازر
لم أشعر بالفخر فى حياتى، كما شعرت أمس الأول ليلة عيد الميلاد المجيد، وقد فاجأنا السيد الرئيس بزيارته للكاتدرائية المرقسية للمعايدة على أبنائه من المصريين المسيحيين. وأعتقد أن كل مصرى مسلم أو مسيحى يفخر بأنه انتخب هذا الرجل العظيم. بمبادرة قوية لم تحدث من قبل أرسى الرئيس مبدأ المواطنة التى كنا نسعى إليها منذ عشرات السنين وكانت عبارة عن كلمات وأمنيات دون إرادة سياسية حقيقية. سيادة الرئيس بالتأكيد أنت حفرت حبك فى قلوب كل المصريين.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول ضرب أروع أمثلة الخطاب الدينى الحق الذى لو قاله آلاف من رجال الدين المسيحى والإسلامى لم تصل بهذا الصدق والحب، وخاصة أن الرئيس جاء من المطار للكاتدرائية لتهنئة أبنائه من المصريين، فقد أرسى كلمة «مصرى» دون تفرقة. هذه مصر يا فخامة الرئيس، التى حلمت أن أعيش فيها وأن يحيا فيها أبنائى آمنين وسط إخوانهم المسلمين من المصريين لا يفرق بيننا شىء.
سيدى الرئيس: رجعت مصر على يديك بأصالتها وحبها، فقد تربينا لا نعرف مَن مسيحى ومَن مسلم؟
فأنت أول رئيس يشعر المصرى فى عهده بعدالة عمر بن الخطاب. فقد أحب المصريون عبدالناصر وكان صديقاً لقداسة البابا كيرلس السادس، وتبرع لبناء الكاتدرائية المرقسية وحضر وضع حجر الأساس لبنائها عام ١٩٦٨، ولكنه لم يحضر ولا مرة قداس العيد للمعايدة على أبنائه من المصريين. ولم أذكر علاقة الرئيس السادات بالكنيسة المصرية. أما علاقة الرئيس مبارك فكانت علاقة فاترة (يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز عسل منك)، بل بالتأكيد التردى الذى كانت فيه كل أجهزة الدولة كان يساهم فى خلق نوع من الطائفية التى كانت تلهى الناس بالأحداث الطائفية التى حدثت فى أواخر عهده، لذلك شعر المصريون بالأمس بأن مصر تضرب مثالاً لسماحة الأديان السماوية والمواطنة الحقيقية، وكما قال الرئيس إن مصر علمت العالم الحضارة الإنسانية وأن مصر لن تكون إلا بجهود كل المصريين فانطلقت الزغاريد والتصفيق حباً لقائد وزعيم لكل المصريين، ولم أتذكر طوال حياتى أن أهتف بصوت عالٍ حتى فى المظاهرات، فهتفت بالأمس بكل حب: «بنحبك ياريس»، لأننى شعرت بحب كل من كان حولى من كل المصريين، وشعرت بالفخر والعزة التى شعر بها المسلم قبل المسيحى، ونحن نرى من جديد حاكماً يعرف واجبه نحو كل أبنائه، وأنا طفلة صغيرة كنت منبهرة من قصة عبقرية عمر بن الخطاب، وعدالة هذا الرجل وأذكر فى بعض الأحداث المتعددة فى الاعتداء على الأقباط فى حكم الإخوان كتبت مقالاً بعنوان: «امرأة قبطية تريد عدالة عمر بن الخطاب». فقد سمعت الرئيس الراحل أنور السادات، الرئيس المؤمن، يقول إنه رئيس مسلم لدولة مسلمة. الآن رأيت رئيساً يعلى مبادئ الدين الإسلامى ويعلن عن إسلامه برعايته لكل المصريين دون تفرقة، فهكذا أوصى الإسلام الحاكم بأن يكون حاكماً عادلاً، (إذا تعثرت دابة فى العراق لسئل عنها عمر)، هكذا شعرت باحترام الحاكم لشعبه، الذى أعطى له توكيلاً على مستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده.
سيدى الرئيس: لقد أرسلت رسالة لأبنائك فى كل مكان أن مصر لكل المصريين خارج وداخل مصر بكل طوائفها وأطيافها سوف نفديك بدمائنا، وسوف نعاهد الله على أن نحقق لك حلمك فى النهوض بمصر إن شاء الله. بحب المصريين وإرادتهم سوف تصبح مصر نمراً من نمور الشرق الأوسط، وكما عادت هيبة منصب الرئيس على يدك سوف تعود الريادة لمصر فى كل المجالات فى عهدك وسوف يسطر لك التاريخ أروع قصة حب بين رئيس وشعبه وسوف يسير الشعب وراءك لتحقيق أحلام المصريين. لقد عادت مصر لكل المصريين.