توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان

  مصر اليوم -

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان

مارجريت عازر


سيدى الرئيس.. لقد أحبّك كل المصريين وشعروا فى وجودك بأن دولة القانون سوف تسود وأن مصر لا يمكن أن تعود إلى الوراء ولا يمكن أبداً أن تحدث تفرقة بين أبناء الوطن الواحد. والآن أنا لا أتخيل أبداً أن يعامل المصريون المسيحيين بهذا الشكل فى كفر درويش بمحافظة بنى سويف، وإذا كان هذا قد حدث فى ظل أيام القوى الظلامية فهذا كان متوقعاً فقد كان الهدف منه هو تغيير الهوية المصرية. وهنا أتذكر ونحن فى مجلس الشعب الإخوانى فى مناقشة أحداث دهشور وقتها وقفت وطلبت الكلمة وقلت إذا كُنْتُمْ قبل ثوره ٢٥ يناير تتبرأون من الأحداث الطائفية وتتهمون النظام السابق بإثارة الفتن لتغطية فشله وإلصاقها بالإخوان لإثارة الناس ضد الإخوان وقلت عليكم أن تثبتوا للمواطنين أنكم قادرون على الردع واحترام دولة القانون وقد أصبحتم الآن أصحاب القرار. ورفضت الذهاب مع الزملاء فى الجلسة العرفية لأنى كنت أرى من وجهة نظرى أن هذا إهدار لسيادة القانون. والآن سيدى الرئيس ونحن فى دولة ترسخ لمبادئ القانون، والمواطنون أمام القانون متساوون فى الحقوق والواجبات، لا يجوز أن تهتز هيبة الدولة أمام بلطجية يدعون الدين ويهجرون الناس تهجيراً قسرياً؛ فمصر الآن لا تحتمل هذا. فعندما يصدر قرار من السيد الرئيس ببناء كنيسة باسم الواحد والعشرين شهيداً مسيحياً فى ليبيا ويرفضون بناء الكنيسة بحجة أن الكنيسة فى مكان متميز.. فهل التيار السلفى أصبح أقوى من مؤسسات الدولة؟ وهل يوجد مبرر لمديرى الأمن والمحافظين فى الاستجابة للتيار السلفى؟

هل يحدث هذا عمداً لإشعار الناس بأن هذا التيار السلفى أقوى من مؤسسات الدولة أو أن الدولة تنحاز إليهم؟

بالتأكيد أنا أعلم أن مؤسسة الرئاسة لا تعلم تفاصيل المأساة التى يعانيها المواطن المصرى المسيحى أو حتى المسلم الذى لا يستطيع توصيل صوته.

سيدى الرئيس.. إن هؤلاء المسئولين لا يقلون عن الجماعات الإرهابية لأنهم يبثون مفاهيم التفرقة ويزيدون الاحتقان فى الشارع المصرى.

سيادة الرئيس.. المواطن المقهور الذى يشعر بالظلم فى بلاده قد يتحمل الغلاء لأنه يعلم أننا فى ظروف استثنائية ويحتمل الفقر لأنه يثق فى أنك تعمل ليل نهار لتحسين أحواله وحتى إن لم يشعر هو بالتحسن فى حياته فسوف يشعر به أبناؤه.. لكن ما لا يحتمله هو القهر والذل والتهجير والتفرقة وشعوره بأنه مواطن من الدرجة الثانية. رغم أن هذا المواطن يحب تراب الوطن ويضحى بروحه وبأغلى ما عنده فداء هذا الوطن العظيم؛ لأنه يعلم أنه ليس له وطن بديل وأن آباؤنا وأجدادنا ماتوا فداء لهذا الوطن.. فإلى متى سيادة الرئيس يلازم هذا الشعور أبناءك من المصريين المسيحيين. إذن، لا بد من الضرب بيد من حديد على كل من يعمل لتفرقة أبناء الوطن الواحد. فخطابك سيدى يسعد كل المصريين لأننى دائماً أكرر أن خطابك يسعى لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى السمح التى بثتها الأنظمة الفاسدة والتيار اليمينى المتطرف، فأنت رئيس لكل المصريين وأنت قدوة لكل أبنائك من المصريين؛ لذا لا بد من محاسبة كل مسئول يساهم فى الاحتقان والتفرقة. ومن هنا لا بد من تفعيل «مفوضية ضد التمييز» التى نص عليها الدستور لمحاسبة كل الانتهاكات التى تحدث يومياً فى المؤسسات الحكومية وغيرها من الترقى فى المناصب ضد المرأة والأقباط والمعاقين.

أين المجلس القومى لحقوق الإنسان.. هل يجوز لهذا المجلس التعليق على أحكام القضاء وترك القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان مثل قضية التهجير الآن فى كفر درويش وغيرها؟

سيدى الرئيس.. آن الأوان للبت فى حل المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة، هذين المجلسين اللذين لهما أهمية كبرى فى المرحلة المقبلة لأنهما صمام أمان فى عدم انتهاك حقوق الإنسان وقضايا المرأة المعلقة التى لا تتقدم بفضل الكلام فى الغرف المغلقة دون تحرك حقيقى لتنميتها وحل مشاكلها. أرجو أن يتم البت فى هذين المجلسين اللذين يستنزفان جزءاً من ميزانية الدولة دون أى جدوى. المجلس القومى للمرأة تم حله منذ أكثر من خمسة شهور ولا نعلم من يديره، والمجلس القومى لحقوق الإنسان تشكل فى مرحلة لا يمكن استمرارها مع الاحترام لكل الزملاء به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاحيات القومى لحقوق الإنسان صلاحيات القومى لحقوق الإنسان



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon