مارجريت عازر
مرافعة فريد الديب أحدثت بلبلة فى الشارع المصرى. هل ثورة ٢٥ يناير كانت مؤامرة، أم ثورة شباب طاهر ثار على سياسات فاسدة؟ أنا أستطيع أن أقول إن ثورة ٢٥ يناير ثورة حقيقية من شباب وقوى سياسية ثارت على أنظمة فاشلة، وأنا أنتمى لواحدة من القوى السياسية التى كانت تمهد لثورة ضد الفقر والجهل والتفاوت الطبقى، وتنادى بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى عانى من غيابها الشعب سنوات طويلة. والاقتصاد المصرى اقتصر على عدة عائلات فقط وأصبح الشعب يعانى من الفقر والمرض وغياب الكرامة الإنسانية التى كانت كل السياسات تتعمد إهدارها فى عدم احترام القانون والمحسوبية والوساطة فى كل الأمور وسياسة الاحتكار التى جعلت من كل عائلة تحتكر مجالاً وغيرها لا يستطيع منافستها مما أثر فى تركيبة المجتمع المصرى وجعل أهم طبقة والعمود الفقرى لأى مجتمع وهى الطبقة الوسطى تندثر. وسياسة الاحتكار التى خلقت من المواطن مواطناً مستهلكاً لا منتجاً وقضت على حلم مصر المنتجة والمصنعة وجعلتنا فقط مستوردين لطعامنا ونحن دولة زراعية بها مقومات الاكتفاء الذاتى. شعب ثار على تغيير إرادته وتزوير الانتخابات البرلمانية فى ٢٠١٠ فخرجنا جميعاً بوطنية ننادى بإسقاط السياسات الفاشلة وإقالة وزير الداخلية وحل مجلس الشعب المزور الذى أتى بأسوأ العناصر الذين كل مؤهلاتهم أنهم موالون للنظام وللسيد أحمد عز الذى أشعرنا بأن مصر أصبحت وسية والده. لهذه الأسباب بالتأكيد قامت ثورة ٢٥ يناير. نعم مبارك جائز أنه برىء من قتل المتظاهرين جائز أنه لم يستخدم نفوذه ولكن أنا أحسست بأنه ملاك له أجنحة.. لا يا سيدى مبارك أساء لمصر والمصريين ولابد أن يحاكم على الإفساد السياسى وهذا للأسف جريمة ليست لها عقوبة فى القانون ولكن أنا أقدر دورك كدفاع فإنك تؤدى واجبك على أكمل وجه ولكن مصر أبقى من الجميع.
بالتأكيد كانت ثورة استخدمها الإخوان (الخونة) عملاء الأمريكان لتنفيذ المخطط الصهيونى الأمريكى فى تفتيت الشرق الأوسط وتصدير الإرهاب للمنطقة العربية ولكن هذا بفضل الرؤساء وما فعلوه فى هذه الشعوب. ولكن لا بد أن نتذكر أن شعب مصر العظيم الذى نزل فى ٢٥ يناير هو الذى أكمل ثورته فى ٣٠ يونيو الأول ثار على فساد ونهب ثروات والثانى ثار على الهوية المصرية والفاشية الدينية وإفشال مخطط ينال من وحدة آلامه العربية بتصدير التيار الدينى المتشدد وهذا لأن المصريين بطبيعتهم متدينون. إذن، الواجب علينا الآن وضع أيدينا على من أخذ هذه الثورة العظيمة وانحرف بها سواء من الإخوان أو من بعض مؤسسات المجتمع المدنى التى تتقاضى تمويلاً أجنبياً دون أى ضوابط ولا رقابة وحتى الآن هذا يحدث.
لقد حبا الله مصر بشعب عظيم وجيش قوى وطنى يستطيع حماية حدوده وإخماد أى مؤامرة توجه إليه وبفضل هذا الجيش العظيم مصر آمنة ولن يستطيعوا إسقاط الدولة كما كانوا يحلمون وهذا الجيش سوف يكون أملاً للأمة العربية كلها فى التخلص من آفة الإرهاب والانقسامات التى أصابت المنطقة كلها حمى الله خير أجناد الأرض وأرض مصر التى ذكرت فى القرآن الكريم، ووطئ المسيح، له المجد، أرضها بقدميه الطاهرة وأمه أعظم نساء العالمين.