مارجريت عازر
فى الماضى القريب خرج الشعب المصرى ينادى بسقوط رئيسين، أحدهما حكم ثلاثين عاماً جرف فيها مصر من كل الكفاءات وأفسد الحياة السياسية وأصبحت مصر فى عهده عزبة يمتلكها من يرضى عنه هو وأولاده، والآخر أراد أن يجعلها قبيلة لعشيرته يرعون فيها كما يشاءون ويطمس الهوية المصرية ويقضى على حضارة سبعة آلاف سنة.
وهم لا يدركون قيمة وتركيبة هذا الشعب العظيم وأنه يرفع رموزه إلى عنان السماء حينما يشعر أن هذا الحاكم يحبهم ويدافع عن مصالحهم بدمائه، وهذا ما وجدناه مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى رفعت صوره فى الثورتين ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وبعد مضى أكثر من ٤٠ عاماً على وفاته، لأنه كان قدوة، كان يحب مصر، له حلم يقتسمه المصريون معه (مصر رائدة فى كل المجالات وتعتمد على نفسها فى الزراعة والصناعة والتجارة).
ومن عظمة هذا الشعب حبه لسيادة المستشار الجليل الوقور الرئيس عدلى منصور، هذا الرجل الذى تولى مصر فى فترة تعتبر من أصعب الفترات التى مرت على مصر وقادها بكل حكمة واقتدار، بعد أن فقد المصريون القدوة لعدة سنوات بين رئيس مخلوع وآخر معزول، فلقد رأيت كم التقدير والحب والاحترام عندما اتفق عدد من النساء على التوجه إلى قصر الاتحادية لتقديم الشكر لسيادته، وطلبنا المقابلة كمجلس قومى للمرأة وعدد من الشخصيات العامة النسائية، وتم تحديد الميعاد فى وقت وجيز جداً، وقد عبر كل الحضور عن مدى احترامهم وتقديرهم له عن الدور الذى أداه وأن مصر فى وجوده قد حققت أهم استحقاقين؛ الدستور والانتخابات الرئاسية بمنتهى الشفافية والحيادية التى أذهلت الجميع، وقد ترفع هذا الرجل عن المناصب وأدى واجبه على أكمل وجه.
ولذا نحن نطلب منه الآن أن يستمر فى العطاء لمصر، لأن مصر تحتاج الرجال الشرفاء الذين يؤدون بغض النظر عن أى مكافآت، ولهذا أقول له: أيها القاضى الجليل، دورك لم ينتهِ، فمصر تنادى أبناءها الشرفاء، فلك دور آخر فى المرحلة المقبلة وسوف يساندك فيه الشعب المصرى والنساء اللاتى شرفتهن بكلماتك الرقيقة فى خطاب الوداع من المنصب، ولكننا مصرون على استكمال الطريق فى منصب آخر يأتمنك عليه المصريون، و«انت قدها» ونحن نثق فى ذلك، وقد يكون هذا تكليفاً لك وليس تشريفاً والله يوفقك!
لقد أذهلتنى عظمة هذا الشعب الجميل الذى خرج فى شوارع وميادين مصر يحتفل بانتصار إرادته فى اختيار رئيسه المشير عبدالفتاح السيسى، الذى سيحقق لهم الحلم فى مصر جديدة، يضعون يدهم فى يده ويتطلعون لمستقبل يعيد لمصر ريادتها وعظمتها، وكما بنى أجدادنا تاريخاً بهر العالم سوف نصنع مستقبلاً يتعلم منه العالم كله كيف كان اقتصاد مصر منهكاً وكيف استطاع المصريون بعزيمتهم وإصرارهم وعملهم أن يحققوا المعجزة بفضل قيادة استطاعت أن تجمعهم وتوجه قدراتهم واستثمار ثرواتهم فى بناء مصر الحديثة وصناعة مستقبل بقدر عظمة مصر وشعبها. وأخيراً، أقول لسيادة الرئيس: المصريون كلهم يحبونك ويباركون لبعضهم عليك وكأنك هدية جاءتهم من السماء، فوصيتنا لك اختيار مساعديك وإبعاد المنافقين والانتهازيين ومن يحاولون أن يبعدوك عن شعبك، فاجمع أهل الكفاءة مهما اختلفوا فى توجهاتهم، فالشعب سيظل مناصراً لك، وهو وحده القادر على أن يعبر معك كل الأزمات إذا شاركته بكل وضوح وشفافية. وفقك الله لصالح مصر والمصريين، وأعانك على كل التحديات التى سوف تواجهها!