مارجريت عازر
سعدت جداً حينما خصصت وزارة للتعليم الفنى، رغم أننى كنت أتمنى أن يخضع التعليم الفنى لوزارة الصناعة، ولكنى تفاءلت أننا سوف نلتفت إلى التعليم الفنى. وانتظرت وزير التعليم الفنى فى عرض رؤيته فى إصلاح التعليم الفنى الذى يتخرج منه آلاف من أبنائنا دون تعليم. فالتعليم الفنى له أهمية كبيرة للمجتمع؛ فهو الذى يتخرج منه العامل الماهر الذى يستطيع تنفيذ كل المشروعات القومية وإدارة عجلة الإنتاج. فلابد من محو الموروثات الاجتماعية التى تنظر للتعليم الفنى نظرة متدنية عن التعليم العالى فالجميع يحتاجهم المجتمع.
فإذا تخرج لنا آلاف المهندسين دون وجود عمال مهرة لا نستطيع العمل لأننا نمتلك وقتها الرؤية والفكرة ولا يوجد من يستطيع تنفيذها. فمدارس التعليم الفنى بها مشاكل عديدة وهذا عن تجربة لقد عملت لسنوات طويلة موجهة مالية وإدارية بالتربية والتعليم، وكنت أقضى أوقاتاً طويلة فى مدارس التعليم الفنى للتفتيش ومراجعة الميزانية واتباع ما يحدث، فالمدرس بالمدرسة هو خريجها يعمل مدرساً طوال الشهر ويتقاضى مرتباً زهيدا،ً والساعة التى يقضيها فى أى ورشة خارج المدرسة تساوى نصف مرتبه الشهرى. وكان دائم الغياب والأسوأ من ذلك أنه يستطيع استخدام بعض المعدات فى عمله الخارجى والطالب يذهب للمدرسة لا يجد مدرساً فى أغلب الأوقات، وكل ما يهمه هو وأسرته أن يحصل على الشهادة آخر العام.
فلن ينصلح حال التعليم الفنى إلا إذا تم تدريب التلميذ نصف الأسبوع فى المصانع والمؤسسات ويلتزم كل صاحب مصنع بتدريب أبنائنا من الطلبة، فالطالب يستفيد ورجل الأعمال يستفيد بعمله مقابل أجر زهيد يساوى مواصلاته حتى لا تكون عبئاً على الأسر البسيطة. وفتح مصانعنا من القطاع العام التى أصبحت خربة وتجديد معداتها وتدريب أبنائنا نصف الأسبوع والنصف الآخر يتلقى فيه العلوم النظرية بمدرسين على نفس كفاءة المدرس فى التعليم العام، حتى يتخرج لنا جيل من الأبناء مثقفون علمياً ومدربين مهنياً. وبمناسبة عيد العمال أعاده الله على عمال مصر بالخير والرخاء. ومن هنا نتطرق إلى مشكلة القطاع العام الذى أصبح مطمعاً لرجال أعمال يرغبون فى الحصول عليه بأى شكل بحجة أنه يخسر ونحن نعلم أن الخسارة تأتى من سوء الإدارة وعدم وجود رؤية لتطويره وإمداده بالمواد الخام وخاصة قطاع الغزل والنسج الذى كانت مصر تتفوق فيه. فلابد من عودة الدورة الزراعية مرة ثانية وتحفيز الفلاح لزراعة القطن والكتان لعودة القلعة الصناعية وإحياء صناعة الزجاج لأننا نمتلك الرملة التى يتم تصنيع الزجاج منها كل هذه الثروات وأكثر منها موجود فى تراب مصر الغالية. علينا أن نعيد أمجاد مصر ولن نستطيع التقدم إلا إذا امتلكنا قوتنا من خلال العمل والإنتاج؛ فمصر تمتلك الثروة البشرية التى لا بد من الاعتماد عليها والاعتناء بتدريبها والثروات الطبيعية التى يجب استغلالها استغلالاً سليماً. فأتمنى أن يدرس وزير التعليم الفنى أوجه القصور والسلبيات الموجودة الآن ويعمل على تلافيها، والغريب أنه حتى الآن لم يتم فصل مدارس التعليم الفنى عن وزارة التعليم هل هذا من أجل الميزانية أم ما السبب؟ وماذا تعمل الآن وزارة التعليم الفنى هل هى تعمل حتى الآن كقسم من أقسام التربية والتعليم أم ماذا؟ لأن حتى الآن لم يتم فصل المدارس والموظفين وهذا يعطى علامة استفهام.