مارجريت عازر
حينما ننظر الآن للخريطة العربية نشعر بالأسى والحزن؛ فأصبح الصراع فى المنطقة العربية يخضع لحسابات قوى إقليمية لديها أطماع تاريخية، أو خطة موضوعة لتقسيم وتفتيت الشرق الأوسط وإدخال دوله بؤر الصراع وانهيار مقومات الدولة للسيطرة على مقدراتها السياسية والاقتصادية. ولذلك لا بد من معرفة الأسباب الحقيقية التى تجعل منا فريسة لهذه الدول وأطماعها للسيطرة على مقدرات العديد من الدول العربية التى تتعرض للصراعات الداخلية لتنفيذ سيناريو العنف والتدمير من خلال أنظمة ديكتاتورية ونخب فاشلة تجعل من هذه الدول مناخاً جيداً ومناسباً لتنفيذ المخطط الشيطانى، ويقع الشعب بين أطماع قلة حاكمة وقوى خارجية راغبة فى الهيمنة وإعادة تشكيل المنطقة العربية.
وإذا كانت الفوضى التى نعيشها الآن باسم حقوق الإنسان والبحث عن الحريات، دون النظر للأمن القومى، فما قيمة الحرية إذا كانت تؤدى إلى سقوط الدولة باختراق القانون. فأى دولة تطبق حقوق الإنسان لا بد أن تحترم القانون حتى لو كان من وجهة نظرهم أن به عواراً فيجب أن تتبع الإجراءات الطبيعية لتغيير القانون دون اختراقه. فالبعض فى مصر الآن لا ينظر لما يحدث حولنا فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ويريدونها ثورة مستمرة (فوضى)؛ لأنهم وجدوا أنفسهم فى لقب الثوار، وأصبحوا نخباً، فاستعذبوا لقب الثوار على مفهوم الاستقرار، بدلاً من التصدى للإرهاب الذى يحقق ثمار ثورة ٢٥ يناير (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، نعم نحن أول من ثار لتحقيق هذا الشعار العظيم. كيف يحقق هذا دون استقرار دون استكمال لخارطة الطريق وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد وجذب استثمارات، وهذا بالتصدى والقضاء على الإرهاب. وبالتأكيد ودون قصد نزول بعض الثوريين الآن يدعم جماعة إرهابية تنادى بالتظاهر حتى يختلط الحابل بالنابل. ورغم أن المصريين ينظرون إلى أن ثورة ٢٥ يناير جاءت بثمار كثيرة أولها سقوط القناع عن جماعة إرهابية تتاجر باسم الدين وتشويه صورته، وهؤلاء الثوار عليهم رسالة عظيمة هى إعلاء صورة الإسلام الوسطى الحقيقى التى تم تشويهها بالفوضى الداعشية والإخوانية وغيرهما. وأتت بدستور، ورئيس منتخب لأول مرة بإرادة شعبية حقيقية، وبناء مؤسسات الدولة التى كان جزء كبير منها قد انهار، والغريب الذى لم أجد له أى مبرر أن بعض القوى السياسية تهدد بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم تنفيذ مطالبها فى إقالة وزير الداخلية فى هذه الظروف الصعبة رغم تحمله لمسئوليات جسيمة فى مرحلة من أخطر وأدق مراحل مصر، وبغض النظر عن بعض التحفظات على أداء بعض أفرادها.. وهل أصبح الحاكم يعاقب بمقاطعة الانتخابات؟ ولاّ هذا لى ذراع وضغط لإثارة الرأى العام الخارجى؟
أين دور هذه القوى السياسية أو الأحزاب فيما حدث فى المطرية؟ أين قوتكم فى الشارع؟ أليس لديهم مقارات فى هذا الحى ونواب سابقون وحاليون ولهم تأثير على حيهم، خاصة أن هذا الحى به العديد من العائلات المؤثرة؟ أين وجودكم فى التأثير على الشارع؟ أرجوكم مصر محتاجة الآن لأيادٍ تبنى وتتصدى للإرهاب والمؤامرات التى تحاك ضدها. نصر الله مصر وحماها من كل شر.