مارجريت عازر
ما من تحالف أو حزب إلا وعنده قناعة بأنه هو الأجدر والأقدر على الحصول على الأغلبية، فمنهم من يتشدق بقواعده وأنه أكثر حزب له مواقف، وآخر يتشدق بتاريخه، وآخر بأمواله، وآخر يدعى أنه أخذ وعوداً من هذا وذاك، وكأن الشعب المصرى قد يساق لهذا أو ذاك، وأنا متأكدة أنه لا فى هذا ولا ذاك.. والغريب أن البعض يدعى أن معه كتلة من القبائل العربية وآخر معه الكتلة العمالية وآخر من الفلاحين وآخر معه المسيحيون.. وكل هذه الأقاويل ما هى إلا أوهام فى ذهن هؤلاء أو إيهام الناس أنهم مراكز قوى. وأنا أراهن أنه لا يمكن عودة مصر إلى التصويت الطائفى أو الفئوى.
المصريون لن يرجعوا أبداً إلى الوراء لأن «الحلال بيّن والحرام بيّن»، فكل من يتشدق بأنه لا يضع يده فى يد الفلول هو فى الحقيقة أسوأ من الفلول لأنه كان يشكل معارضة ديكورية وأغلبهم كانوا عملاء لأمن الدولة يرشدون عن الشرفاء وهم فى وسطهم للحصول على مكاسب شخصية. الشعب يعلم أن هؤلاء أحقر وأخس من أعضاء الحزب الوطنى المعروفين بفسادهم ومن الإخوان الإرهابيين لأنهم خونة وساهموا فى إفساد النظام وتسهيل الاستبداد وهم يرتدون ثوب الحملان.
أرجو من كل القوى السياسية عدم إدخالنا مرة ثانية فى دوامة الطائفية فنحن مدركون لهذا.. وأنا أعلم أن الكنيسة المصرية بكل قياداتها وعلى رأسهم قداسة البابا واعية تماماً لهذا التلاعب ولن تكون الكنيسة طرفاً فى هذا الصراع كما كانت طوال تاريخها كنيسة وطنية تقف ضد المؤامرات تئد المكائد وهى فى مهدها. وأنا أثق كل الثقة فى حكمة قداسة البابا وكما يقول لنا دائماً إن الكنيسة دورها دور رعوى دينى وإن أولادنا يعملون فى كل المجالات وهم كفاءات فى كل المجالات وعليهم أن يندمجوا ويثبتوا كفاءتهم كمواطنين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، وهذا تعلمناه من قيادتنا الكنسية مثال الأنبا بولا والأنبا موسى فهم يحثوننا على التفوق فى كل المجالات وإثبات الذات دون محاباة لأحد، وما حدث فى الانتخابات البرلمانية السابقة من بعض شباب الكنيسة وخدامها كان خوفاً على الدولة المدنية فكان أمامنا نظام دينى فاشى يهدد مستقبل الوطن كله وكان يجب علينا التكتل أمامه للخروج من هذه الورطة. والحمد لله الذى نجّى مصر من شر الطائفية والتفكك وهذا بوعى القيادات الدينية من الطرفين (المسيحى والمسلم)، فنحن كمسيحيين لا نرضى بالتصويت الطائفى لصالح فئة دون الأخرى لأننا نرفضه تماماً من غيرنا. وأنا أثق فى أن المسيحيين لن يقبلوا أبداً هم وقياداتهم الواعية أن يمارسوا سياسة القطيع وهم يرسخون فى تربية أبنائهم الحب واحترام الجميع «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم».. هذه هى التعاليم التى ترسخ للحياة بسلام مع الأعداء فما بالك مع الأصدقاء والأحباء وأبناء الوطن الواحد فمصر لكل المصريين ولن يفرق بيننا لا طامع ولا طاغ بقصد أو بدون قصد.
إننى أكتب هذه السطور ليس ضد أحد أو مع أحد فقد سمعنا هذه الأقاويل من عدة أحزاب ومن عدة تحالفات.. وأنا أقول هذا الكلام بمعرفة ولا أدافع دون معلومات فأنا أعلم جيداً أن كل من اتجه هذا الاتجاه وحاول اللجوء لهذا رجع «خائب الرجا» لأننا جميعا نعمل لصالح مصرنا الحبيبة.
الله يقى مصر شر الفتن والتفرقة ويولى من يصلح وكلى إيمان بأن الشعب المصرى قادر على الفرز ولن يسلم مقاليد الأمور إلا لمن يثق فيه لأنه أصبح مدركاً أن صوته يجعله شريكاً فى صياغة المستقبل ولن يعطى صوته إلا لمن يحمى مصالحه ويحافظ عليها.