توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عارفين يعنى إيه حرب»؟!

  مصر اليوم -

«عارفين يعنى إيه حرب»

عماد الدين أديب

أكثر من يدرك خطورة وتكلفة الحروب على الأوطان هم الجنرالات.

ومسئولية أى سياسى هى أن يجعل أى عمل عسكرى هو آخر ما يضطر إلى اللجوء إليه.

وأى دبلوماسى يشغل أدنى منصب فى السلك الدبلوماسى يدرك أن اللجوء للحرب يعنى استنفاد كل وسائل التفاوض الدبلوماسى.

ويدرك أى قارئ للتاريخ أن كل الحروب فى النهاية انتهت إلى مفاوضات بين أطراف إلا إذا كانت حرب إذعان وهزيمة عسكرية كاسحة، مثل ما حدث بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان عقب استخدام واشنطن للقنبلة النووية فى هيروشيما وناجازاكى.

لذلك يجب أن نفهم حرص العسكريين على عدم دق طبول الحرب إلا عند الضرورة القصوى، لأنها عمل يؤدى إلى خسائر فى الأرواح وهو ما لا يقدر بثمن، ويؤدى إلى فاتورة تكاليف مذهلة.

الحرب تعنى التعبئة العامة، فإذا ما وصلت هذه التعبئة إلى المستوى الأعلى وانطلقت الرصاصة الأولى، فإننا نتحدث عن كلفة وقود للسيارات، وقطع غيار للمركبات، وتأمين خطوط إمداد وتموين، وتكاليف إعاشة، وكلفة ذخيرة تبدأ من الرصاصة ذات الحجم الأدنى إلى الصاروخ الباليستى!

ويدخل فى كلفة العمليات العسكرية تجهيز ممرات انطلاق الطيران، وكلفة تجهيز الطائرات المقاتلة بالوقود الخاص وحمولة الذخيرة، وكلفة طائرات النقل العملاقة.

هذا «بعض» من «كل» كلفة العمليات العسكرية التى قد تكون محاولة استدراج القدرة العسكرية لدولة ما، كى تبعدها عن معركتها الأولى والأصلية، مثلما حدث مع التدخل المصرى فى حرب اليمن الذى كان أحد أسباب نكسة 1967.

لكل ما سبق علينا أن نفهم هول المسئولية السياسية والأخلاقية التى يتحملها كل من يقرر إرسال قوات جيشه خارج الوطن.

ومن هنا أيضاً يمكن أن نفهم المحاذير التى يضعها الرئيس السيسى بوصفه رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة المصرية.

وخبرة الرئيس السيسى فى مجال خدمته العسكرية، وفى سلاح المخابرات العسكرية بالتحديد، تجعله يتعامل مع هذا الملف ولديه تراكم حقيقى من الخبرة.

إن أهم ما فى علم المخابرات العسكرية والاستطلاع هو القدرة على توفير المعلومات الدقيقة التى تؤدى إلى التوصل إلى تقدير موقف سليم فى مسائل الحرب أو السلام.

لذلك كله أدعو بعض «جنرالات المقاهى» الذين يصدرون فتاوى عسكرية وهم بلا أى خبرة إلى أن يقدروا دقة الموقف الدولى، وأبعاد الرؤية الاستراتيجية المعقدة التى تتحكم فى الصراع العسكرى المجنون الدائر الآن فى سوريا.

ولعل أخطر ما يغيب عن بال البعض أن الشىء الوحيد الذى تتفق عليه كل من موسكو وواشنطن فى الصراع السورى هو رفضهما أى عمليات تدخل برية فى الصراع الآن.

«بوتين» لا يريد تدخلاً برياً يفسد له أجواء انتصاراته، و«أوباما» لا يريد أن يتورط فى قيادة أعمال عسكرية برية تفسد له سياسة الاكتفاء بالقتال من الجو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عارفين يعنى إيه حرب» «عارفين يعنى إيه حرب»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon