توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأيام الصعبة

  مصر اليوم -

الأيام الصعبة

عماد الدين أديب

قال الزعيم البريطانى العظيم وينستون تشرشل، وهو يخاطب شعبه عند تولى مسئولية حكومة الحرب «لا أستطيع أن أعدكم إلا بالدم والعرق والدموع».

كان تشرشل رجلاً حكيماً يدرك خطورة المرحلة التاريخية التى يواجهها العالم وتواجهها بلاده، لذلك كان حريصاً على ألا يعد بما لا يقدر عليه، وكان أيضاً يهدف إلى تهيئة الشعب البريطانى للواقع الصعب والأليم الذى تهدده فى زمن حرب عالمية مدمرة.

وما تواجهه مصر الآن أكثر قسوة من حرب عالمية فهى تعيش زمن ما بعد ثورتين، وحكم خمسة أنظمة متعاقبة فى أربع سنوات.

عاشت مصر منذ يناير 2011 حتى تاريخه المظاهرات والاضطرابات والاعتصامات والاحتجاجات الفئوية وكسر جهاز الشرطة والعمليات ضد الجيش، ووصول 15 مليون قطعة سلاح عبر الحدود، وظهور السيارة المفخخة فى حياتنا.

شاهدنا لأول مرة فى حياتنا اعتصام العمال فى المصانع، أو العاملين فى الشركات والسائقين فى النقل العام.

عشنا ظروفاً لم نعرفها قبل ذلك فى حياتنا، واليوم نستكمل رحلة الألف ميل نحو الخروج من نفق التجارب الصعبة والتحديات الكبرى.

لن نخرج من عنق الزجاجة الذى وضعنا أنفسنا فيه بسهولة أو بسرعة.

لن نصل إلى بر الأمان اقتصادياً واجتماعياً قريباً لأن الفاتورة التى يجب أن ندفعها صعبة وباهظة.

علينا أن نتحلى بالشجاعة ولا نكتفى بإلقاء اللوم على الحاكم أو الحكومة.

ماذا تفعل أنجيلا ميركل لو حكمت بلداً يعانى من مشاكل مثل مشاكل مصر؟

ماذا يفعل أفضل مفكر اقتصادى مع شعب فيه اختلالات بنيوية فى هيكل الأجور والرواتب، وعدد الوظائف المتاحة وطاقة العمل، ومصادر الطاقة واحتياجات البلاد؟.

الأزمة تحتاج إلى تحمل الدواء المر الذى يجب أن نتجرعه فى صبر وإيمان.

هذا هو الثمن الذى يجب أن ندفعه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأيام الصعبة الأيام الصعبة



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon