توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية ومصر.. العواطف والمصالح

  مصر اليوم -

السعودية ومصر العواطف والمصالح

عماد الدين أديب

كيف يمكن للعلاقات المصرية - السعودية أن تنتقل فعلياً من حالة العواطف والمشاعر والمساعدات عند الأزمات الضاغطة إلى نوع من التعاون الاستراتيجى الجدى بشكل يعظِّم من المصالح العليا للدولتين والشعبين؟
وإذا كانوا فى الماضى يقولون إنه لا حرب عربية فى المنطقة دون تفاهم بين مصر وسوريا، فإن الوضع الإقليمى الحالى يصنع معادلة واضحة تقول «لا استقرار إقليمياً دون تفاهم وتعاون كامل بين مصر والسعودية».
والمتتبع للعلاقات المصرية - السعودية سوف يكتشف أنها مرت بـ11 مرحلة:
الأولى: كانت فى عهد مصر الملكية فى عهدى فؤاد وفاروق، حينما كانت السعودية ما زالت دولة ناشئة وليدة تم اكتشاف النفط فيها عام 1936، وكان الدور المصرى فيها مهماً للغاية بدءاً من إرسال ملك مصر للمحمل إلى الحجاز وقيام المدرسين والأطباء المصريين بدور رئيسى فى بناء المملكة.
أما المرحلة الثانية فكانت عقب مصر الثورة، وفى تلك المرحلة نمت علاقات فى البدء قوية بين البكباشى جمال عبدالناصر والملك سعود، وتوترت العلاقات عند قيام مصر بالوحدة مع سوريا ووصول الملك فيصل إلى الحكم عقب تنازل «سعود» عنه تحت ضغوط.
ودخلت المرحلة الثالثة حالة صراع علنى مرير بين مصر عبدالناصر، وسعودية فيصل حول الأوضاع فى اليمن إلى حد نشوب قتال بين الطرفين وقيام طائرات قاذفة مصرية بقذف الحدود السعودية اليمنية عند منطقة «جيزان».
وانتهت هذه المرحلة بالمصالحة بين «ناصر» و«فيصل» فى مؤتمر الخرطوم عقب هزيمة 1967.
وبدأت المرحلة الرابعة بوصول الرئيس أنور السادات إلى الحكم عقب وفاة «ناصر» فى 28 سبتمبر 1970، وبدأ تعاون وتفاهم شخصى عميق بين الرجلين أدى إلى التنسيق الكامل فى حرب أكتوبر 1973.
أما المرحلة الخامسة فقد بدأت عند اغتيال الملك فيصل عام 1975 ووصول الملك خالد بن عبدالعزيز إلى الحكم، وانتهت هذه المرحلة بنهاية درامية حينما سافر الرئيس السادات إلى القدس مما جعل الملك خالد يحزن حزناً شديداً على قرار السادات لتبدأ بعدها فترة القطيعة العربية لمصر.
وبوصول الرئيس حسنى مبارك للحكم وبالعلاقة المميزة بينه وبين الأمير سلمان بن عبدالعزيز فى ذلك الوقت تمت إعادة العلاقات بين القاهرة والرياض لتبدأ المرحلة السابعة فى العلاقات وتبدأ أقوى مراحل التفاهم بين البلدين اعتماداً على العلاقة الشخصية القوية بين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس مبارك.
كان الملك فهد محباً لمصر، فاهماً لدورها، لذلك لم يكتف بالدعم الكلامى أو السياسى للدور المصرى، بل كان الممول الأول لكل احتياجات مصر من القمح والسلاح.
كانت التحويلات السعودية تصدر فى ساعات عقب مكالمة هاتفية من الرئيس مبارك للملك فهد.
ويمرض الملك فهد ثم بوفاته تبدأ المرحلة الثامنة فى العلاقات بين الرئيس مبارك والملك عبدالله بن عبدالعزيز وشهدت هذه المرحلة تنامياً فى العلاقات على المستوى السياسى لكنها لم تنمُ على المستوى الاقتصادى.
وبرحيل مبارك فى أحداث يناير ووصول المجلس العسكرى للحكم انخفضت حرارة العلاقة بين البلدين لأسباب غير مفهومة من الجانب المصرى.
وبوصول الإخوان للحكم بدأت المرحلة العاشرة من العلاقات التى أصابها الفتور بسبب علاقات مرسى مع إيران، وبدء العلاقات مع القاعدة وتحريك الجماعة لأنصارها فى السعودية.
واليوم نحن نعيش فى المرحلة الحادية عشرة؛ مرحلة السيسى - عبدالله، وهذا ما سنتحدث عنه غداً بإذن الله.
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية ومصر العواطف والمصالح السعودية ومصر العواطف والمصالح



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon