توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة والصلاحيات

  مصر اليوم -

السلطة والصلاحيات

عماد الدين أديب


الحوار الهام الذى أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الزميل الأستاذ ياسر رزق فى جريدة الأخبار يستحق التأمل الشديد والتحليل المفصّل.

ركّز الأستاذ ياسر رزق، بقدرته المهنية، على تفاصيل هموم الرئيس والرئاسة، وعلى التحديات التى تواجه الحاكم والمحكوم معاً.

وكان الزميل العزيز يدرك أن الرئاسة، أى رئاسة، يتم تقييم أدائها -بالدرجة الأولى- بقدرتها على التصدى لمشاكل المواطنين المزمنة وإيجاد حلول جذرية لها.

ومن الواضح أن الرئيس السيسى قد ترك الباب مفتوحاً فى احتمالات التغيير الوزارى إذا دعت الضرورة، وأكد ضرورة وجود حركة للمحافظين خلال شهر يناير المقبل.

وفى يقينى أن الخطأ الكبير الذى عشنا فيه لسنوات طويلة هو تركيز المسئوليات على أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد وهى الرئيس ومجلس الوزراء.

إن السلطة التنفيذية بمعناها الواسع ليست الرئيس والحكومة وكبار الموظفين، لكنها أيضاً -وهذا هو الأهم- هى الإدارة المحلية.

الإدارة المحلية هى الجهة الإدارية التى تتصل مباشرة بهموم الناس من الإسكندرية إلى الصعيد، ومن القاهرة إلى أسوان.

الإدارة المحلية هى التى تمسك بيد الجماهير فى مطالبها اليومية من احتياجات الماء، والكهرباء، والطرق، والصحة، والمدارس، واحتياجات السلع التموينية.

من هنا أتعجب، وما زلت، من أسباب عدم تطبيق القرار الجمهورى الذى أصدره الرئيس الراحل أنور السادات بإعطاء المحافظين سلطة رئيس الجمهورية فى محافظاتهم.

كل محافظة لها همومها الخاصة، ولها تحدياتها المختلفة التى تحتاج حلولاً جذرية من واقع البيئة المحلية التى يعرفها خير معرفة أهلها والمعايشون لها.

إن مصر بحاجة إلى ثورة إدارية كبرى بتخليص المحليات من بيروقراطية السلطة المركزية التى تمسك بمفاتيح التمويل والتشريع والقرار السياسى.

المطلوب عمل قواعد عامة منظمة لحركة المحليات، ثم نترك بعدها للمحافظ وللمجالس المحلية المرونة الكافية فى سلطة إيجاد حلول عملية ونهائية للكثير من المشاكل.

الأيدى المرتعشة لا يمكن لها أن تصنع قرارات كبرى.

من هنا ننبه بشدة على أن الأهم من انتخابات البرلمان هى انتخابات المجالس المحلية التى يجب أن يكون فيها محاصصة لحمَلة الدكتوراه، والشباب، والشخصيات العامة من سكان المحافظة المقيمين فيها بشكل دائم.

لا تجعلوا الرئيس يتحول إلى وزير، ولا تجعلوا الوزير يتحول إلى محافظ، ولا تجعلوا المحافظ يتحول إلى عضو مجلس محلى.

أعطوا كل مسئول صلاحيات واضحة حتى يؤدى كل طرف مسئولياته بشفافية وكفاءة، بدلاً من أن يلقى بكل متاعبه وهمومه على السلطة الأعلى.

تلك هى المسألة، وهذا هو التحدى الحقيقى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة والصلاحيات السلطة والصلاحيات



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon