توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حماقات «ترامب»

  مصر اليوم -

حماقات «ترامب»

عماد الدين أديب

مَن يتصدى لقيادة الأمة يجب أن تتوافر فيه شروط أولها رجاحة العقل والقدرة على تقدير المواقف وتدبير الأمور.

وتزداد الشروط والمواصفات المطلوبة إذا كان هذا الشخص يسعى لقيادة دولة عظمى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك أصيب العالم بدهشة وذهول من تصريحات ومواقف المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب الأخيرة حول المسلمين. قال «ترامب» وهو يقرأ نصاً مكتوباً إنه يطالب بضرورة «منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية حتى إشعار آخر». وقال إنه «يتعين متابعة نشاط المسلمين الأمريكيين حتى لا يهددوا الأمن القومى الأمريكى، حتى لا يتكرر وجود أماكن خارجة عن سيطرة الشرطة مثلما هو حادث فى بريطانيا وفرنسا»، على حد قوله.

قامت الدنيا ولم تقعد، وصدر بيان نادر شديد اللهجة من البيت الأبيض يصف تصريحات «ترامب» بأنها «متهورة وغير أخلاقية». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن تصريحات «ترامب» الأخيرة تجعله «غير صالح لدخول سباق الرئاسة».

وهاجمت بريطانيا وفرنسا تصريحات «ترامب» ووصفتاها بأنها عارية من الصحة ولا تستحق الرد عليها.

وتاريخ «ترامب» منذ بدء حملة الرئاسة، أى منذ 8 أشهر، كله عبارة عن سلسلة من التصريحات الحمقاء المعادية لجهات متعددة فى الولايات المتحدة والعالم.

وصف «ترامب» المناصرين المكسيكيين بالغباء، ووصف سكان ولاية «أيوا» بالحمقى، واتهم النساء عموماً بعدم قدرتهن على التساوى مع الرجال. وقال إن وجه منافسته الرئاسية «كارلى فيورينا» لا يصلح للرئاسة، ووصف مذيعة تليفزيون شهيرة بأنها تنزف من كل ثقوب جسدها!

رغم ذلك، فإن دونالد ترامب ما زال حتى عدة أيام يتقدم على مرشحى الحزب الجمهورى فى سباق الرئاسة.

الآن، وبعد تصريحاته عن المسلمين هناك إعادة نظر فى مدى رجاحة عقل الرجل، ومدى قدرته على تحمل مسئوليات أعلى منصب تنفيذى فى الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكى، يدير أكبر اقتصاد فى العالم، ولديه سلطة إعلان الحرب، ولديه السلطة فى الضغط على الزر الخاص بإعلان الحرب النووية.

والرئيس الأمريكى القادم عليه أن يتعامل مع عالم شديد التعقيد، فيه صعود لقوى أخرى تهدد المكانة الأمريكية مثل روسيا والصين ودول مجموعة الآسيان الصناعية.

الرئيس الأمريكى القادم سوف يتصدى لعالم مأزوم يسيطر عليه خطر الإرهاب التكفيرى الذى ينذر بقيام «صدام الحضارات» الذى تحدث عنه «صامويل هانتنجتون».

الرئاسة مسئولية هائلة تتحقق للعقل والتعقل والحكمة والقدرة على ضبط النفس وإدارة الأزمات بشكل علمى ومحسوب، بعيداً عن الانفعالات.

الرئيس هو رئيس الجميع، المؤيد والمعارض، الأبيض والأسود، الغنى والفقير، المسلم والمسيحى واليهودى، من ينتمى إلى حزبه أو إلى الحزب الآخر.

الرئاسة هى ابتلاء عظيم وقدر ثقيل لا يقدر عليه الحمقى مثل «ترامب»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماقات «ترامب» حماقات «ترامب»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon