توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غيبوبة اللامشروع العربى

  مصر اليوم -

غيبوبة اللامشروع العربى

بقلم عماد الدين أديب

كيف يرى العرب عالم اليوم؟ وكيف يتعاملون مع الصراعات الدامية التى تكاد تدمر المنطقة وتحولها إلى مجموعة من الدويلات الفاشلة؟

عرضنا على مدار يومين رؤية الروس والأمريكان لهذا العالم، ولهذه المنطقة، وبصرف النظر عن رؤية موسكو وواشنطن وحجم الاتفاق أو الاختلاف مع كل منهما، فإن الأمر الثابت أن كل طرف له «رؤية» و«استراتيجية» تحمى مصالحها العليا.

المأساة الكبرى، والكارثة المؤلمة أن العرب ليست لديهم رؤية واضحة وليس لهم بالتالى أولويات محددة تحدد سلم مصالحهم العليا.

نحن مثل ذلك السائق المخدر، الذى يعيش فى غيبوبة، ويقود قطاراً فيه ركاب من شعوب المنطقة بلا معرفة للمحطة النهائية، وبلا أهداف واضحة.

جميعنا نركب فى قطار واحد، ولكن جميعنا مختلف على اتجاه المحطة النهائية.

بعضنا يرى أن العدو الأول فى الداخل، ويقصد بذلك خطر الإرهاب الدينى التكفيرى.

والبعض الآخر يرى أن العدو أنظمة الحكم التى تحكم بلادنا.

والبعض الثالث يرى أن العدو إيران برؤيتها المذهبية ومشروعها الخاص بولاية الفقيه.

وبعضنا ما زال يرى أن العدو إسرائيل ومشروعاتها الاستيطانية.

المذهل أنه بصرف النظر عن أن تحديد من هو العدو الذى يتعين علينا مواجهته، فإن الجميع لا يفعل شيئاً، ولا يحرك ساكناً لمواجهة أى نوع من أنواع هذه العداوات.

باختصار، نحن نعيش فى حالة «اللامشروع العربى».

هذا كله سوف يدفع بنا إلى التمزق والتشرذم والانهزام أمام المشروعات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تقسيمنا إلى دويلات طائفية ومذهبية.

إن أكبر أخطار الأمن القومى العربى هو أن دول الجوار غير العربية، أى تركيا وإيران وإسرائيل لديها مشروعات واضحة وشريرة تهدف إلى قضم العالم العربى، وافتراسه لصالحها.

يحدث ذلك كله فى ظل سياسات دولية غير مستقرة فى طور التشكيل من قبل القوى العظمى.

الأمر المؤكد أن الروس والأمريكان فهموا جيداً حالة الضعف العربى ومرحلة غياب الهدف والمصالح لدى العرب، وقرروا إعادة صياغة هذه المنطقة من خلال مشروع سايكس - بيكو جديد يتم فيه إعادة صياغة خارطة العالم العربى.

الآن يتم ترسيم حدود جغرافية جديدة وخارطة سياسية مختلفة لنا، ونحن فى حالة غيبوبة طويلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غيبوبة اللامشروع العربى غيبوبة اللامشروع العربى



GMT 02:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 01:29 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 01:35 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 00:39 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 01:10 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon