توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فخ المصالح الخاصة

  مصر اليوم -

فخ المصالح الخاصة

عماد الدين أديب

أحد أقاربى الأعزاء الذى تربينا على يده وعلمنا أنا وإخوتى الكثير من مبادئ الحياة اسمه العم صلاح.
العم صلاح هو الآن اللواء متقاعد صلاح اليمانى، أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.
يحمل العم صلاح داخل جسده أوسمة عديدة هى مجموعة شظايا استحالت الجراحة أن تستخرجها، لذلك عاش يحملها بكل فخر وصمت.
ظل العم صلاح يستمع إلى مناقشاتنا السياسية المحتدمة دون أن يعلق بكلمة واحدة، وظل متمسكاً بهذا الصمت لسنوات طويلة.
المرة الوحيدة التى سمعته يخرق هذا الصمت كانت حينما طرح موضوع من هو رئيس مصر القادم، ودون أن يدخل فى تفاصيل السياسة المعقدة قال العم صلاح عبارة بسيطة لكنها بليغة ومعبرة للغاية.
قال العم صلاح: «انتو عارفين مصر عايزة إيه؟».
نظرنا إليه فى اهتمام وإنصات حتى قال: «مصر محتاجة رئيس يحبها أكثر مما يحب مصلحته».
توقفوا أمام هذه العبارة جيداً لأنها تلخص مسألة تضارب مصلحة الحاكم الخاصة مع مصالح الوطن العليا.
إذا فكر الحاكم فى مصالحه، وهو أمر إنسانى وطبيعى، ووضعها فوق مصلحة الوطن فإنه يكون بذلك قد فقد الرسالة الأخلاقية التى يجب أن يتحلى بها الحاكم الصالح الذى يسعى للحكم الرشيد.
أما الحاكم الذى يضع مصالحه أو مصالح حزبه أو جماعته أو «شلته» فوق مصلحة الوطن العليا، فهو هالك لا محالة.
تاريخ الحكام كله يشهد منذ قيام أول دولة فى التاريخ حتى الآن على هذه المعادلة السهلة الصعبة، ورغم ذلك يقع مئات الحكام والمسئولين فى شرك وفخ المصالح الخاصة.
صدق العم صلاح «نريد من يحب مصر أكثر من نفسه».
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فخ المصالح الخاصة فخ المصالح الخاصة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon