توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فزورة العمر كله!

  مصر اليوم -

فزورة العمر كله

عماد الدين أديب


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام هو الحياء».

وفى اعتقادى أن صفة الحياء قد اندثرت فى زمننا هذا تحت دعوى حق كل إنسان فى التعبير، وحقه فى إبداء رأيه فى الوقت الذى يراه وبالطريقة التى يريدها.

و«الحياء» لا يعنى الخجل ولكن يعنى التأدب والخلق الكريم فى إبداء الرأى والمطالبة بالحقوق.

يستطيع الإنسان أن يعبر عن وجهة نظره بمائة ألف طريقة وطريقة، تبدأ بلفت النظر برقة ولطف، إلى التعبير عنها بالسباب وقلة الأدب وأشنع الألفاظ البذيئة المتوفرة فى قواميس ومجامع اللغة.

و«الحياء» ليس ضعفاً، ولا هو تعبير عن قلة الحيلة أو نقص فى الشجاعة، لكنه فى حقيقة الأمر تعبير عن قوة فى الشخصية وثقة فى النفس وتأدب فى المعاملة.

ولعل أكثر أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام تعبيراً عن حقيقة الإسلام، ليس أكثرها فى عدد الكلمات، حينما يقول «الدين المعاملة»

يالهما من كلمتين فيهما بلاغة مئات الكتب يتم فيهما اختصار فلسفة هذا الدين العظيم.

وكأن محور هذه الديانة ليس الكلام المعسول أو التشدق بالشعارات أو العبارات أو التصريحات الزائفة، لكنه الواقع العملى لممارسة الإنسان من خلال معاملته للتعبير ومعاملته للمجتمع المحيط به.

قد يقول الإنسان معلقات من الشعر والغزل فى نفسه لكنه لا يستطيع أن يقنع الناس بحقيقة شخصيته إلا من خلال المعاملة.

ومن خلال المعاملة إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى، وإذا عاهد التزم، وإذا أخطأ اعتذر، وإذا استدان سدد ما عليه، وإذا حكم عدل، وإذا خاصم لم يفجر!

نحن بحاجة فى شهر رمضان إلى أن نفك ألغاز أهم فزورة فى حياتنا وهى: كيف نعتنق هذا الدين العظيم ورغم ذلك نحن بهذا السوء فى الخلق والمعاملات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فزورة العمر كله فزورة العمر كله



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon