توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا ننقل تشريعات الغير؟

  مصر اليوم -

لماذا لا ننقل تشريعات الغير

عماد الدين أديب


فى الآونة الأخيرة ثار نقاش واسع وجدل عظيم حول قانون «الاستثمار الموحد»، وقيل فيه كلام كثير ما بين تفاؤل عظيم وشكوك كبرى فى جدواه.

والواضح الآن أن هناك اتجاهاً للعودة إلى العمل بقانون الاستثمار القديم وتأجيل أو دفن مسودة المشروع الجديد إلى غير رجعة.

والذى يعنينى بالدرجة الأولى بعيداً عن تسييس النقاش أو مسائل تصفية الخلافات الإدارية والبيروقراطية بين قوى قديمة وجديدة فى المجتمع، هو التوصل إلى بضع أوراق عملية وإجراءات مرنة سهلة تجذب أصحاب المال الجادين إلى الإقبال على الاستثمار فى الأسواق المصرية دون إشكاليات أو عقبات أو اضطرار إلى اللجوء لقنوات الفساد الإدارى من أجل «تخليص» الأمور و«تظبيط» المسائل.

وللأسف الشديد، فإن الإدارة المصرية تعانى، حتى الآن، من عقدة الخواجة، وتكره كراهية التحريم أى نظم أو قوانين أو إجراءات «مستوردة» من الخارج تحت أسخف دعوى فى التاريخ وهى دعوى «خصوصية التجربة المصرية» التى تستلزم أن تكون لنا قوانيننا وأنظمتنا الخاصة بنا وحدنا!

وكأن الاستثمار فى مصر له قواعد جوهرية تختلف عن أى اقتصاد فى العالم، وكأنه يتعين على كليات الاقتصاد فى العالم أن تدرس نوعين من الاقتصاد؛ أولهما مبادئ الاقتصاد العالمى التى تعمل بها كل الدول والمؤسسات فى العالم، والثانى قانون للاقتصاد المصرى الذى تنفرد به مصر دون سواها.

وفى العادة فإن الاقتصادات الناشئة قبل أن تبدأ فى إصدار أى قوانين أو تشريعات تطرح على نفسها السؤال الأهم والأعظم وهو: أى منهج من مناهج الاقتصاد المطبقة فى العالم سوف تختار؟ هل هو الاقتصاد الحر أم الاقتصاد الموجه أم الاقتصاد المختلط؟

وعقب الإجابة عن هذا الخيار الاستراتيجى تقوم بانتقاء نموذج تطبيقى حى لهذا الخيار.

هنا يصبح السؤال: هل نريد مثلاً أن تكون مصر هونج كونج أو ماليزيا؟ هل تريد مصر أن تكون دبى أم الصين؟ هل تريد مصر أن تكون اقتصاد خدمات أم اقتصاد إنتاج؟

إذا حسمنا هذا الأمر، تصبح مسألة القوانين والتشريعات مسألة شديدة السهولة والبساطة.

إذا حسمنا اختياراتنا، فإن «أسلوب النقل» للقوانين من النماذج الناجحة التى طبقتها هو حل عظيم إعمالاً بمبدأ لا شىء ينجح مثل النجاح!

فى حالة «دبى» اختارت الإمارة أن تحتذى بنموذج الاقتصاد السنغافورى، لذلك قام الشيخ محمد بن راشد بإيفاد مجموعة من الشباب المتميز إلى سنغافورة لمدة 4 سنوات قاموا خلالها باستيعاب النموذج السنغافورى بشكل كامل وعادوا وطبقوه تماماً.

هكذا نجحت دبى، وهكذا ينجح العالم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا ننقل تشريعات الغير لماذا لا ننقل تشريعات الغير



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon