توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر «الحلقة الضيقة»!

  مصر اليوم -

مخاطر «الحلقة الضيقة»

عماد الدين أديب


ما هو الشىء المشترك الذى اتفق عليه كونفوشيوس، ومعاوية بن أبى سفيان، وابن خلدون، وصلاح الدين الأيوبى، وهارون الرشيد، وسمارك، ومترينخ، وميكيافيللى، وروزفلت، وديجول حول أهم قواعد الحكم؟

الاتفاق الجوهرى لكل هؤلاء، هو ضرورة عدم وقوع الحاكم، أى حاكم، فى أى زمان ومكان، ضحية للاختطاف الفكرى من قبل ما يعرف باسم «الحلقة الضيقة»، التى تحيط بمركز صناعة القرار.

وكان معاوية بن أبى سفيان الذى أسس مبادئ الدولة الحديثة فى بدايات التاريخ الإسلامى عقب مرحلة الخلافة الراشدة، يقول: «لو كان بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت.. لو شدوها أرخيتها ولو أرخوها شددتها».

كان المهم دائماً عند «معاوية» الذى عرف بأنه «الحاكم الداهية» أن تستمر هذه الشعرة التى توصله بالناس حتى لا ينفصل عن نبض الجماهير وتظل حالة التواصل مع «الرعية».

والكثير من الحكام فى السابق كان يتنكر فى زى مواطن من العامة وينزل الأسواق، ويحاول بنفسه التعرف على مشاكل وهموم الرعية ورأيهم فى أداء الحكم ومدى رضائهم عن حكمه.

ومن القصص المثيرة أن الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن تنكر عدة مرات على هيئة مواطن بدوى من جنوب الأردن وجلس مع العديد من المواطنين والعشائر ليتعرف بنفسه على حقيقة رأى المواطنين فى الدولة، بل إنه قام بزيارة العديد من المستشفيات الحكومية ليتعرف على مستوى الخدمات. وحكام اليوم أسعد حظاً من حكام العصور الأولى، لأن لديهم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى وأبحاث مراكز الدراسات التى تجعلهم يدققون فى مدى مصداقية التقارير الرسمية التى تصلهم يومياً من أجهزتهم التنفيذية والأمنية.

والدرس الذى تعلمه لنا الأحداث السابقة والجارية أنه كلما ضاقت الحلقة القريبة من الحاكم التى تراه ليل نهار وتصبح هى وحدها دون سواها، مصدره الأساسى والوحيد للمعلومات والآراء والأفكار، كان القرار النهائى للحاكم «شخصانياً» وأصبح متأثراً برؤية محدودة لا تعبر عن المجموع الكلى لرؤية كافة الأطراف والتيارات والمصالح.

لابد للحاكم من قرار نهائى فى أى موضوع، ولم يخلق بعد ذلك القرار الذى يرضى الجميع، ولكن المهم أنه قبل وليس بعد إصدار القرار أن يكون قد فهم تماماً واستوعب بشكل كامل كل العوامل والعناصر الحقيقية التى لها علاقة بموضوع قراره. ولعل ما يحدث الآن من اضطراب وارتباك واضح لسياسة الرئيس باراك أوباما يرجع إلى أنه اختصر فريق صناعة قراره فى 3 أشخاص فقط.

حينما يفتح الحاكم النوافذ كلها يرى شمس الحقيقة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر «الحلقة الضيقة» مخاطر «الحلقة الضيقة»



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon