توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر إخوان بلا قيادة

  مصر اليوم -

مخاطر إخوان بلا قيادة

عماد الدين أديب

ما سأقوله اليوم قد يفتح على شخصى الضعيف أبواب جهنم، ولكن الذى يعنينى هو محاولة تحريك العقل الجمعى الراكد والمتجمد عند مجموعة من «الثوابت» التى تبدو بديهية دون مناقشة علمية ومنطقية لها.

أحد هذه «الثوابت» داخل عقل قطاعات كبيرة من النخبة المصرية هو «ضرورة القضاء النهائى على جماعة الإخوان المسلمين».

هذه الفرضية، أو بالأصح هذه الأمنية هى -عملياً- مستحيلة التحقق، وإذا تحققت فإنها قد تؤدى إلى شرور وكوارث أكبر!

تعالوا نناقش هذه المسألة..

جماعة الإخوان هى -فى حقيقة الأمر- تنظيم سياسى وحالة اجتماعية ونفسية.

التنظيم مثله مثل أى تنظيم لأى حزب يمكن هزيمته سياسياً أو ملاحقته قضائياً أو ضربه أمنياً أو تصفيته إرهابياً.

المشكلة ليست فى التنظيم، ولكن فى «الحالة»، أى الأنصار والمتعاطفين، الذين قد لا يكونون بالضرورة أعضاء فى أى هيكل من هياكل التنظيم.

هؤلاء لا يمكن رصدهم جميعهم، ولا يمكن إحصاؤهم بشكل دقيق، ولا يمكن وضعهم جميعاً فى المعتقلات أو منعهم من التكاثر أو الانتشار.

هؤلاء يرون أن الجماعة هى تعبير عن الإسلام الصحيح، والانتماء إليها هو فريضة واجبة، والدفاع عنها هو نوع من الجهاد.

هؤلاء بداخل عقولهم أفكار راسخة، وداخل نفوسهم مشاعر دفينة، وفى قلوبهم إيمان مطلق بأن الدفاع عن الجماعة هو دفاع عن الله.

هؤلاء يؤمنون بأن طاعة قيادة الجماعة هى فرض وواجب دينى لا يمكن التخاذل عنه.

هنا نأتى إلى السؤال الكبير: ماذا يحدث للجماعة إذا تم اعتقال كل قياداتها بينما بقيت جموع أنصارها فى الشارع؟ بمعنى آخر؛ ماذا يحدث لمئات الألوف من الأنصار المتحمسين الموجودين فى كافة قطاعات المجتمع الذين لا عقل ولا قيادة لهم؟

قد يقول قائل إن ضرب قيادة الجماعة هو فصل للرأس عن الجسد وهو جعل الجماعة بلا عقل مدبر وبالتالى يكون هذا الأمر هو ضربة قاضية.

أقول نعم قد تكون ضربة قاضية لو كانت الجماعة مجرد تنظيم وأعضاء وليست حالة فكرية وعاطفية منتشرة داخل المجتمع رأسياً وأفقياً.

من المفيد لأى جماعة أن تكون لها قيادة ما يُمكّن من الحوار معها، أو التفاهم معها، أو إجراء أى صفقات تكتيكية أو استراتيجية حول مستقبلها.

خطر الجماعة التى بلا رأس أو عقل مدبر أكثر بكثير من الجماعة غير المنظمة التى تخرج إلى الشارع بشكل فوضوى وهوجائى وعنفى.

وقد يكون العيب فى جماعة الإخوان تلك القيادة السابقة التى أدت إلى فقدانها أول فرصة تاريخية لقيادة الحكم لأول مرة فى التاريخ.

إذا صح ذلك فليكن تشخيصنا دقيقاً، ولنقل إن الخطر كان فى هذه القيادة، ولكن هذا لا يعنى ألا تكون هناك قيادة على الإطلاق.

ومنذ أسابيع هناك أخذ ورد فى مركز القيادة فى المقطم، وفى مركز التنظيم الدولى للجماعة فى لندن، حول ظهور قيادة جديدة بمعنى مرشد، ومكتب إرشاد، ومجلس شورى جديد.

وفى رأيى أن الفطنة والحكمة والذكاء السياسى تتطلب ألا تغيب الدولة ولا يغيب العقلاء فيها عن ضمان وصول قوى وقيادات قابلة للحوار الإيجابى من أجل بناء جماعة الإخوان الجديدة.

نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر إخوان بلا قيادة مخاطر إخوان بلا قيادة



GMT 12:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 12:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 12:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 12:37 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 12:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الشَّجَا يبعثُ الشَّجَا

GMT 12:31 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إذن أو استئذان والمهم وقف النار الآن

GMT 12:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أقلُّ من سلام... لكنّه ضروري

GMT 12:19 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon