توقيت القاهرة المحلي 09:20:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نموذج «هونج كونج»

  مصر اليوم -

نموذج «هونج كونج»

عماد الدين أديب

فجر أمس الأول قامت قوات الأمن فى مدينة هونج كونج باقتحام مخيمات الطلاب المتظاهرين فى أحد أكبر ميادين المدينة، والذين قرروا الاعتصام لعدة أيام وتعطيل حركة المرور فى وسط المدينة التجارية.

وكان الطلاب قد أعلنوا الاعتصام احتجاجاً على السياسات المتوقعة من الصين التى انتقلت إليها إدارياً وسياسياً مسئولية إدارة هونج كونج عقب سنوات إدارة بريطانيا لها.

إذن، نحن أمام تظاهر واحتجاج طلابى للمطالبة بحريات ومطالب اجتماعية ضد سلطة حكم.

إنها، كالعادة، قصة صراع تقليدى، ومواجهة تحدث كل يوم وفى كل بلد من جماعات احتجاج ضد قوى حكم.

المثير فى الموضوع هو الأسلوب الذى تعاملت به «بكين» مع الموضوع.

كان من الواضح من اللحظة الأولى أن هناك استحالة مؤكدة أن تستجيب الصين لمطالب الطلاب، لأنه لا يمكن أن تعطى فى هونج كونج حريات وحقوقاً لا يُسمح بها فى بكين وشنغهاى وكافة المدن والأقاليم الصينية.

وفى الوقت ذاته كان أيضاً من المستحيل أن يتم ترك حركة احتجاج الطلاب فى هونج كونج للاستمرار فى ثورتها.

لجأت السلطات فى الصين إلى التدخل الأمنى «الناعم» و«الذكى» فقامت بمحاصرة الطلاب وقت الفجر وهم نيام ولا يتجاوز عددهم المائة بقوة يبلغ عددها خمسمائة، أى أن نسبة الشرطة للطلاب كانت خمسة جنود لكل طالب.

استسلم الطلاب فى هدوء، وقامت جرارات الشرطة بإزالة الخيام والعوائق الأسمنتية فى غضون 3 ساعات.

هنا يبرز السؤال: هل سوف يؤدى هذا الإجراء إلى حل المشكلة؟

الإجابة الفورية أنه قد تم حل مشكلة المرور والتجمهر والتظاهر، ولكن لم يتم التعامل مع المطالب ومع جذور المشكلة.

الدرس المستفاد من نموذج هونج كونج هو أن هناك فارقاً بين النجاح فى الحل الأمنى، حتى لو تم بدون أى خسائر، وبين الفشل فى الحل السياسى عن طريق التصدى لجذور وأسباب الاحتجاج.

أرجو أن ندرس باهتمام الذى يحدث الآن فى هونج كونج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذج «هونج كونج» نموذج «هونج كونج»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon