الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان.
هذا هو أقصى ما استطاعت إدارة بايدن أن تفعله بعد قرابة 7 أشهر من نفاد الصبر على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
في كل مرة كانت إدارة بايدن تستخدم «حق النقض» «الفيتو» للاعتراض ولمنع مرور أي قرار دولي لمجلس الأمن يطالب بإيقاف إطلاق النار.
في كل مرة كان تبرير الإدارة الأمريكية لهذا «الفيتو» أن واشنطن تحرص على حق إسرائيل في الدفاع الشرعي عن نفسها تجاه العمل «الإرهابي» الذي قامت به حركة حماس يوم 7 أكتوبر، وتضيف: «إن إيقاف إطلاق النار دون إنجاز مهمة القضاء على إرهاب «حماس – داعش» كما كانوا يطلقون عليها هو منع إسرائيل من استكمال هذا الحق الشرعي على حد وصفهم»!
تفسير المتحدث باسم البيت الأبيض للفهم الأمريكي لهذا القرار بأنه «قرار دولي غير ملزم». ويضيف البيت الأبيض: «إنه يتعين على (حماس) الالتزام بالقرار والبدء الفوري بإطلاق كافة الرهائن دون قيد أو شرط».
وفي بيان رسمي أعلنت «حماس» ترحيبها الكامل بقرار مجلس الأمن واستعدادها الكامل للالتزام بتفاصيله.
رد فعل إسرائيل كان غاضباً للغاية بدءاً برد فعل مندوبها في مجلس الأمن الذي اعتبر القرار مجحفاً بحق إسرائيل، لأنه ركز على إدانة أعمال إسرائيل ولم يشر إلى «جريمة حماس» يوم 7 أكتوبر.
رد الفعل الثاني وهو الأقوى هو تجميد مهمة الوفد الإسرائيلي الذي كان مقرراً له السفر إلى واشنطن خلال ساعات للتفاوض حول مستقبل المفاوضات الجارية في الدوحة ومستقبل العمليات في رفح.
الغضب الإسرائيلي سبقه «خيبة الأمل» في امتناع واشنطن عن التصويت على القرار وهو أمر غير مسبوق في تاريخ مواقف واشنطن تجاه أي قرار إدانة دولي كان يسعى لعقاب إسرائيل.
ورغم أن القرار غير ملزم، ورغم أن واشنطن لم تؤيده بل – امتنعت فقط – عن التصويت عليه، إلا أن نتنياهو تصرف تجاهه بغضب كأنه «خيانة وتخلٍّ» من الحليف الأمريكي.
إسرائيل كانت تريد فيتو جديداً من الأمريكيين، والعرب أصحاب النوايا الحسنة كانوا يريدون تأكيداً أمريكياً للقرار، ولكن جاء أضعف الإيمان الذي حقق شرخاً في علاقة واشنطن بتل أبيب.
الأيام القليلة المقبلة سوف تكون كاشفة للإجابة عن 4 أسئلة مباشرة:
1 - هل ستوقف إسرائيل إطلاق النار؟
2 - هل ستفتح كل المعابر دون قيود لدخول المساعدات الإنسانية؟
3 - هل ستقوم بتبادل الرهائن بالمعتقلين؟
4 - هل ستضرب إسرائيل كل ذلك عرض الحائط وتبدأ عمليتها البرية في رفح مهددة علاقاتها بالجميع بشروخ عميقة غير مسبوقة؟