بقلم : عماد الدين أديب
كان الخليفة معاوية بن أبى سفيان، الذى يعتبر أحد أهم دهاة العرب، دائم التحذير لابنه «يزيد» الذى خلفه بعد وفاته، بأن الحكم العضوض يحتاج إلى حاكم قوى، والحاكم القوى يحتاج إلى رجال يتميزون بالشجاعة والإخلاص فى الفعل والقول.
وكان يضيف ناصحاً ابنه: إياك يا ولدى والنفاق والمنافقين.
المستشار ليس شركة علاقات عامة تعمل من منطق «قل لهم ما يريد العميل» أو مثل شيف الطهاة الذى يطبخ للزبون ما يشتهى، ولكن كما كان يقول قدماء العرب دائماً «المستشار مؤتمَن».
المستشار مؤتمَن على حاضر ومستقبل الشخص أو الشركة أو الجهة التى يقدم إليها الخبرة والرأى والمشورة.
أكبر كارثة يقع فيها أى مستشار أن يكون مثل «حائك الملابس» الذى يقوم بصناعة الزى على قياس ومزاج الزبون، بصرف النظر عما إذا كان هذا الزى يناسب أو لا يناسب هذا الزبون.
تخيلوا كارثة أن يقوم الطبيب بكتابة «روشتة» العلاج للمريض بناء على رغبة هذا المريض وليس بناء على التحاليل الطبية ونتائج الأشعة والكشف الدقيق والمفصَّل.
إن أخطر ما فى حكم الحاكم الشعبوى هو أنه ينافق جماهيره ويقول لهم ما يريدون سماعه وليس ما يجب أن يسمعوه.
إذا ساير الطبيب المريض على هواه لتحوَّل المريض إلى ضحية ولما كتب لأى مريض الشفاء الحقيقى مما يعانى منه.
لا تقُل لغيرك ما يجب أن يسمعه ويدغدغ مشاعره، ولكن قُل له الحقيقة مهما كانت مؤلمة، طالما أنها تعبير صادق عن واقع الحال، وطالما أن العلاج يقوم على العلم وليس على المشاعر والانطباعات الشخصية.
معظمنا يكره الحقيقة حينما تكون مؤلمة، ويعشق الكذب حينما يكون لذيذاً ممتعاً.