توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"ويك إند"في منتجع كورونا!

  مصر اليوم -

ويك إندفي منتجع كورونا

بقلم: عماد الدين أديب

بعض سكان المدن العربية يفهمون قرارات الحكومات الخاصة بالتباعد الاجتماعى بشكل خاطئ تماماً!

قرارات الحظر، هى إجراءات حمائية تفرضها السلطة الإدارية العليا فى البلاد بموجب قرارات طوارئ، أو نصوص دستورية تعطى الحكومات الحق الكامل فى فرض إجراءات استثنائية لحماية البلاد والعباد جراء تلك الظروف الطارئة.

وعرفت الدول على مر التاريخ هذه الظروف الاستثنائية مثل تقلبات الطبيعة (الزلازل - البراكين - السيول - العواصف المدمرة)، وأيضاً مثل الأوبئة الجائحة.

وما يمر به العالم منذ شهر نوفمبر الماضى هو جائحة عالمية تهدد البشرية جمعاء، لوباء فيروسى أصيب به قرابة الـ3 ملايين، وتوفى بسببه قرابة نصف المليون بشكل مباشر أو غير مباشر، وأدى إلى بقاء أكثر من ثلثى سكان الكرة الأرضية -لأول مرة- مجتمعين فى منازلهم.

هذا الوباء، الخارج عن السيطرة، الذى لم يتم بعد اختراع لقاح له، أو اعتماد نهائى لعلاج أكيد له، يحتاج أكثر مما يحتاج إلى الالتزام الصارم بتعليمات التباعد الاجتماعى والعزل الطوعى للمجتمع، حيث يتم منع انتشار ضرر الوباء وحصاره فى أضيق مكان.

هذه المرة، الإجراءات المفروضة ليست بسبب رغبة من الدولة أو تعبير عن هوى نظام سياسى، لكنها إجراءات فرضها وباء!

بعد هذه المقدمة المملة، المكررة، الطويلة، التى سمعتموها وشاهتموها وقرأتموها مئات المرات -مؤخراً- نقولها للمرة المليون؛ إذاً الإجراءات الاحترازية هى إجراءات جادة للغاية، صدرت فى زمن الضرورة القصوى، وبالتالى هى أمور لا بد من الانضباط والالتزام الصارم بها.

باختصار أيها الأعزاء، نحن لسنا فى «ويك إند»، أو فى إجازة مدفوعة كلياً أو جزئياً من الدولة أو من صاحب العمل!

باختصار أيها الأعزاء، نحن فى عزل اجتماعى طوعى، أو عزل طبى إجبارى؛ لإيقاف تحول وباء فيروسى من وباء خطر إلى كارثة طاعون خارج السيطرة يقتل ويفتك الأخضر واليابس!

نحن لسنا فى زمن علينا أن نفكر فى كيفية استثماره سياحياً وكأنه إجازة نصف السنة فنسعى إلى زيارة المنتجعات أو المصايف أو تمضية «ويك إند» خارج العواصم.

نحن لسنا فى رفاهية الشكوى المرة من خلو محلات السوبر ماركت الكبرى من أنواع الأغذية والعصائر والمعلبات المستوردة الفاخرة!

هنا تصبح المعادلة الصريحة، والاختيار الواضح، هل تريد أن تستمتع بحياتك الاجتماعية، أم تفضل أن تعيش وتبقى على قيد الحياة؟!

نحن فى زمن الأزمة، فى زمن الطوارئ، فى زمن الوباء، ولسنا فى زمن ترتيب النزهة أو الوليمة أو الاستمتاع بالأشياء.

هذا زمن يستدعى الانضباط، والصرامة والخشونة مع النفس، ومع تطبيق قواعد الأزمة.

ومهما كنت مهذباً، فإن العقل والمنطق، والشرع، والقانون فى العالم كله تفرض قاعدة جوهرية أنه فى مثل هذه الظروف الطارئة يتم تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصلحة المجتمع على مصلحة الفرد، ودفع الضرر يُقدم على جلب المنافع.

من هنا تصبح سلامة المجتمع أهم من استمتاع البعض به!

بهذه المفاهيم يصبح التذمر فى ظل هذه الظروف خروجاً على المجتمع، والتمرد الاجتماعى على الإجراءات تهديداً صريحاً لأمن وسلامة المجتمع.

فى مثل هذه الحالات يصبح التطبيق الصارم للقانون، دون استثناء، ودون مجاملة، هو قمة الرحمة، وخدمة عظمى للبلاد والعباد، وبالتالى يصبح التراضى فى التطبيق هو مشاركة فى جريمة تحول الانتشار الوبائى إلى كارثة خارج السيطرة.

أزمتنا الكبرى أننا اجتماعياً نتصرف أحياناً بحماقة المراهقين الذين يسعون بصبيانية إلى خرق قوانين المدرسة، ويعشقون بشدة القفز من على أسوارها ومغافلة الحارس، والشعور بالنشوة المفرطة حينما نشعر بأننا «ضحكنا على القانون، وضربنا النظام، وخدعنا الإجراءات»! هنا نسأل: لماذا نعشق الانفلات الاجتماعى ونستمتع بخرق القواعد والنظام؟

شىء مخيف يحتاج لدراسة نفسية متعمقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويك إندفي منتجع كورونا ويك إندفي منتجع كورونا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon