توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغز رفض الموت!

  مصر اليوم -

لغز رفض الموت

بقلم - عماد الدين أديب

لم يُزعج وزير الأمن الإسرائيلي بن غافير وكافة قيادات اليمين الديني التوراتي المتطرف أكثر من مشهد خروج الأسرى الفلسطينيين المدنيين في صفقة تبادل الأسرى.

لماذا؟

نظرياً وحسابياً بأرقام الربح والخسارة، فإن كشف حساب فاتورة العمليات العسكرية الإسرائيلية 15 ألف شهيد، و30 ألف جريح، وخمسة آلاف مفقود، وأكثر من 60 ألف منزل مهدم في قطاع غزة «مساحته 360 كم مربع»، ونزوح أكثر من مليون وأربعمائة ألف فلسطيني وفلسطينية من المدنيين، معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال.

بمنطق الجبروت والتطهير العرقي بالعقل الإسرائيلي، الذي يدعي أنه ممثل للعقل السياسي الأنجلو ساكسوني، فإن إسرائيل هي صاحبة اليد العليا في هذه الجولة، منذ 8 أكتوبر حتى 24 نوفمبر.

ولو قبلنا ادعاءات نتنياهو ووزير دفاعه غالانت أن قيادة القسام وافقت على عمليات تبادل الأسرى نتيجة قوة العمليات العسكرية في الغزو البري لنطاق غزة، ذلك نظرياً ومنطقياً يجب أن يملأ القيادة الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي «اليمين الحاكم» بـ«الزهو والفخار العسكري بالنصر المبين»، ولكن الحادث والواقع هو العكس.

من تابع احتفالات الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة بعد خروج المجموعة الثانية من الأسرى من النساء والأطفال، فسوف يكتشف أن الشعب الذي تحمل أكبر حجم من الخسائر البشرية والمادية منذ الحرب العالمية الثانية «إحصاء حجم الدمار مقابل زنة قنابل القصف» كان هو «السعيد الفرح غير المنكسر»!

إنه مشهد تاريخي يشكل لغزاً لعلماء الاجتماع السياسي لتفسير ظاهرة كيف يفرح العربي بالشهادة والدمار، ويحزن الإسرائيلي ذو اليد العليا المدججة بأكبر ترسانة سلاح في المنطقة؟

ذات السؤال طرحه وزير الحرب الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان يوم 10 يونيو 1967 حينما تظاهر الشعب المصري فرحاً بعودة عبد الناصر رغم فقدان كامل شبه جزيرة سيناء في 6 ساعات.

ما هذا السر في عدم انكسار هذه الجماهير أمام جنون القتل الإسرائيلي؟

كان التوقع الإسرائيلي أن يخرج أهل غزة من هذه الجولة كارهين لاعنين رافضين لـ«حماس»، التي تسببت بعمليتها يوم 7 أكتوبر إلى قتلهم وتدمير بيوتهم ونزوحهم، لكن الجماهير خرجت، مساء أمس، تهتف لـ«حماس».

معايير الحروب عالمياً شيء، وعربياً شيء آخر.

مقاييس الانتصار والهزيمة في العقل الأنجلو ساكسوني تقاس بفاتورة الربح والخسارة بالأرقام والضحايا.

رغم ذلك كله القاتل منزعج ومرتبك، والقتيل يرفض الاعتراف بالموت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز رفض الموت لغز رفض الموت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon