توقيت القاهرة المحلي 06:22:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ولا يزالون مختلفين»

  مصر اليوم -

«ولا يزالون مختلفين»

بقلم عماد الدين أديب

نحن لا نحب من يختلف معنا فى الرأى، لذلك يكون موقفنا منه سلبياً وبدلاً من أن نرد على رأيه ونبدى اختلافنا فى ما قال «نختلف عليه» ونحاول اغتياله معنوياً!

بدلاً من أن أرد على رأيك، أقوم بالحط من قدرك أمام الرأى العام!

لماذا نلجأ لذلك السلوك المدمر؟.

حينما نعجز عن مقارعة الرأى برأى مضاد والحجة بحجة، نسعى لتشويه مصداقية صاحب الرأى، فلا تصبح لوجهة نظرة أى قيمة، لأن صاحبنا تم تشويه مصداقيته!

نحن لا نؤمن بأن الاختلاف هو أحد القوانين التى وضعها الخالق عز وجل.

البشر يختلفون فى أجناسهم وأعراقهم وألوانهم ودياناتهم ومذاهبهم وأوطانهم وأسمائهم وبصمات أصابعهم.

وحكمة الخالق فى ذلك أن الرؤى المختلفة تُثرى الحوار وتدعم المنتج الفكرى للبشرية.

ومنذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة لم ولن يتفق البشر جميعهم على فكر واحد، أو مبدأ واحد، أو شخص واحد، أو رؤية واحدة، أو حل واحد لمشكلة بعينها.

وأخطر ما يمكن أن يرتكبه العقل البشرى هو محاولة تجميد الخلاف بين الناس أو محاولة عقاب الذين يختلفون معنا فى الرأى، لأن فى ذلك محاولة حمقاء لتعطيل سنة الحياة وإحدى الحقائق الكونية الأساسية.

العيب ليس أن نفكر بشكل مخالف، لكن العيب ألا تفكر مطلقاً وتصبح مجرد أحد التروس فى آلة!

لكن...

الخلاف له قواعد منطقية، أولاها حسن الفهم للموضوع، وثانيتها أن يكون الرأى عن قناعة واجتهاد، وثالثتها حسن العرض للفكرة بما لا يعارض الآداب العامة أو يظلم الغير دون سند، أو بهدف التعريض بالآخرين.

ومن أهم شروط الاختلاف أن يؤمن كل الأطراف أنه لا يوجد طرف واحد منهم يمتلك الامتياز الحصرى للحقيقة، وأنه وحده دون سواه، صاحب الحق المطلق.

ومن أهم شروط الاختلاف أنه إذا اكتشف الإنسان أن رأيه كان على خطأ أو اعتمد على معلومات مغلوطة أو مدسوسة، فإنه يتعين عليه شرعاً، ومن باب الالتزام الأخلاقى أن يعلن صراحة عن خطئه ويسعى إلى تصويب الخطأ، وفعل كل ما يلزم لدفع آثاره السلبية عن الغير.

ولعلنا نجد فى كتاب الله ما يمكن أن ينير لنا الطريق فى هذه المسألة، فى قوله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» (سورة هود: الآيتان 118 - 119).

اقرأوا مرة أخرى هاتين الآيتين بتعمق، وسوف تفهمون الكثير بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ولا يزالون مختلفين» «ولا يزالون مختلفين»



GMT 02:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

خطر اليمين القادم!

GMT 01:29 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 01:35 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

خطاب نصر الله

GMT 00:39 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

«لست تشرشل»!

GMT 01:10 2024 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الإدارة الجديدة لنتانياهو

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon